طالب عدد من الإعلاميين بضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين من خلال كادر مالي يلبي احتياجاتهم المعيشية ، وعقود عمل تضمن حقوقهم المادية. وطالب الإعلاميون من مؤسسات رسمية وحزبية وأهلية في توصيات ورشة الخاصة بدور الإعلام في التحول الديمقراطي- بتطوير امكاناتهم المهنية من خلال التدريب الحرفي والمتخصص،ومنح الصحفيين في السلطة والمعارضة المزيد من الحريات، لكي يقوم الاعلام بدور مثالي وفاعل في التحول الديمقراطي. وأوصى المشاركون في الورشة التي نظمها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان- بضرورة اطلاق حرية التعدد للاعلام المرئي والمسموع، وفرص الحصول على المعلومة، وضمان حماية وامن الصحفي، من خلال ايجاد تشريعات تحقق المزيد من هذه الحريات وتراعي ظروف التحول الديمقراطي الذي تعيشه اليمن. وكان الأخ عزالدين الأصبحي مدير المركز- قدم في مفتتح الورشة نبذة عن برنامج الحوار من اجل دعم الديمقراطية من حيث تأسيسه واهدافه وتطلعاته واليات عمله من اجل تعزيز الديمقراطية. وشدد على دور الاعلام في عملية التحول الديمقراطي الذي تشهده اليمن، كونه آلية التواصل الأكثر فاعلية وانتشارا. وأوضح ان هذه الورشة ، تهدف الى القاء الضوء على المهام التي يقوم بها الاعلام في هذا الجانب، والتعرف على السبل الأمثل لتفعيل دور الاعلام في لعب دور اكثر فاعلية في العملية الديمقراطية. من جانبه أكد الدكتور أحمد الوحيشي -مسئول ملف برنامج الحوار في وزارة الخارجية- ان اليمن ارتأت الديمقراطية خيار لا رجعة عنه يعتمد التعددية السياسية وحرية التعبير.. مشيرا الى انه بهذا الخيار استحقت اليمن مشاركتها في مجموعة الثماني التي عقدت في سي ايلاند عام 2004م. وأضاف ان خلاصة ورشة العمل هذه ستقدم للمؤتمر الاقليمي الذي سيعقد في صنعاء أواخر يوينو القادم، لبحث ما تم انجازه بخصوص مشاركة المرأة والتعددية السياسية.. لافتا الى انه من المتوقع ان يطرح الاعلام كموضوع ثالث يتبناه برنامج الحوار من اجل دعم الديمقراطية.. مشيرا الى انه سيتم اطلاق المزيد من الحريات من خلال قانون الصحافة الجديد المنظور أمام السلطات التشريعية وسيكون صيغة متطورة عن الحالي. وتطرق الوحيشي الى الدور الهام الذي يلعبه الاعلام في نجاح عملية التحول الديمقراطي، وأثره في تعزيز العلاقات وتقريب وجهات النظر، بما يمكن من ترويج مبادئ الديمقراطية. بعد ذلك قدم نبيل الصوفي - رئيس تحرير موقع نيوز يمن الالكتروني- ورقة عمل تحمل عنوان الورشة تناول الاطار النظري لمفهوم الديمقراطية والادوار التي يلعبها الاعلام في الدولة الديمقراطية، والواقع العملي للديمقراطية والاعلام في اليمن والقصور الذي لا يزال يعتريهما، سواء من حيث دور الاعلام في تجذير الديمقراطية كثقافة وسلوك، وتواجد الديمقراطية اعلاميا. وتطرق الى السياقات التاريخية والاجتماعية والثقافية المؤثرة على التحولات الديمقراطية والعمل الاعلامي، وفهم الناس لها. واعتبر الصوفي "الالتزام بشروط الموضوعية ومنح مختلف الآراء الفرصة ذاتها لشروح وجهات نظرها بما يقلل من التحيز المطلق لصالح رأي أو أداء باعتباره الحق المطلق، فعلا مساعدا يقوم به الاعلام لخدمة الديمقراطية". وأشار إلى أن العوائق التي يواجهها اعلام كضعف الاحتراف وقصور الامكانيات يجعله يصنع المتاعب للمجتمع بدون قصدية. وقال "ان التركيز الدائم على كل السئ في كل الوقت وعبر كل الوسائل يقود -على المدى البعيد- الى ان تجد الصحافة والاعلام نفسها . وقد أنجزت مهام كبيرة ولكن ضد ذاتها ومشروعها".وأضاف الصوفي -في ورقته- "ان استمرار صحيفة الثورة كما هو الحال بالنسبة لصحيفة الثوري، في أداء احادي الجانب أحدهما ابالنقد والآخر بالمدح، يفقد الاعلام سلاحه القوي الذي تتراكم قوته بالانفتاح، ورفض اجترار الخبرة الماضية للشمولية" .. محذرا من تحول الاعلام من وظيفته الخبرية الى موقف.وخلصت لورقة الى ان" اعلام نابض بالحيوية والنشاط يتيح لكل صوت ان يسمع، ولكل مشكلة ان يسلط الضوء عليها، ويشجع المواطنين والمسئولين على معالجتها، هو الذي تحتاجه الديمقراطية لكي لا تجدها ذات لحظة وقد أصبحت مجرد صدى جديد لاخفاقات حاكمة". يذكر أن برنامج الحوار من اجل دعم الديمقراطية، هو أحد المبادرات الرئيسة في خطة العمل التي تم تبنيها في قمة سي آيلاند للدول الثماني الكبرى في يونيو 2004م، في اطار مفهوم (الشراكة من اجل التقدم والمستقبل المشترك) مع اقطار الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا.ويهدف برنامج الحوار الى جكع الحكومات الراغبة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الاخرى من مجموعة الثمانية والاتحاد الاوروبي واقطار المنطقة بغرض التنسيق والمشاركة في المعلومات حول برامج الديمقراطية في المنطقة، مع مراعاة البعد المحلي والظروف الخاصة لكل دولة. سبانت