قالت صحيفة الثورة الرسمية الصادرة اليوم ان العلاقات (اليمنية - الصينية) ترتكز على عمق تاريخي قديم.. حيث تبادل الطرفان التجارة عبر طرق الحرير البرية والبحرية فوصل التجار اليمنيون بتجارتهم إلى مناطق ومدن مثل (قوانغتشو) و(كانتون) اللتين تحولتا إلى محطتين رئيسيتين لتبادل السلع وعقد الصفقات بين التجار القادمين من اليمن وأصدقائهم الصينيين. وتتجلى ملامح هذا العمق التاريخي في ذلك الشاهد الحي المعروف اليوم ب«مسجد اليمن» الذي بناه أحد التجار اليمنيين قبل 1200 سنة تقريباً في احدى مناطق جنوب الصين. واضافت الصحيفة في مقالها الافتتاحي وكما هو حال اليمنيين الذين لا يزالون يتذكرون أن أجدادهم الأوائل هم من جعلوا من الصين واجهة رئيسية لقوافلهم التجارية فإن المناهج الدراسية والكتب الصينية هي من تشهد حتى اليوم على أن أول اتصال لهذا البلد الكبير مع العالم العربي إنما كان عن طريق اليمن الذي مثل بالنسبة لهم بوابة كبيرة للتواصل والإلتقاء ونسج خيوط المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة بين الصين والمنطقة العربية. وقالت الصحيفة وفي الجانب الآخر نجد أن اتصال الأصدقاء الصينيين بثقافة وحضارة اليمنيين قد بدأت منذ وقتٍ مبكر سبقت الرحلة المشهورة التي قام بهاالرحالة الصيني المسلم (جين خه) قبل 600 عام والذي كان له الفضل في تمتين العلاقات بين العرب وبلاده خاصة إذا ما علمنا بأن السفن الصينية التجارية قد رست في موانئ حضرموت وشبوة والمخا قبل تلك الرحلة المشهورة بمئات السنين. وتطرقت الصحيفة الى الزيارة الرسمية التي بدأها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يوم أمس لجمهوريةالصين الشعبية،والتي قوبلت بترحابٍ كبير من كافة الأطراف السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية في هذا البلد الصديق الذي لا يزال يحتفظ أبناؤه في ذاكرتهم الكثير من الشواهد عن العمق الحضاري للعلاقات اليمنية الصينية التي ترسخت وتوطدت وتوثقت على مدى ما يزيد عن ألف عام . واختتمت الصحيفة مقالهاوبالوقوف على هذه السمات التي تتميز بها العلاقات اليمنية - الصينية.. تبرز أهمية الزيارة الحالية التي يقوم بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. لجمهورية الصين الشعبية وما تحظى به من خصوصية لدى أبناء الشعبين الصديقين اللذين يعولان على ما سيتخللها من مباحثات ولقاءات بين قيادتي البلدين الخروج بنتائج إيجابية تدفع مجالات التعاون الثنائي بين البلدين إلى مستويات أعلى.. خاصة في ظل حرص القيادتين على الارتقاء بالتعاون القائم والانتقال به إلى درجة الشراكة الاستراتيجية في مختلف الأصعدة.. وبوجود مثل هذه القواسم تتضاعف الفرص أمام اليمن والصين للسير في طريق بناء شراكة قوية وفاعلة . الثورة