الطقس المتوقع في مختلف المناطق حتى مساء اليوم الجمعة    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مليار دولار التكلفة الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    إصابة 3 أطفال بانفجار مقذوف شمالي الضالع    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر والكاتب الاماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله ل سبأنت : أتمنى صدور قرار سياسي خليجي بضم اليمن إلى دول مجلس التعاون
نشر في سبأنت يوم 01 - 07 - 2006

تمنى المفكر الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله ان يكون هناك قرارا سياسيا بضم اليمن الى مجلس التعاون الخليجي، متوقعا ان يكون وضع اليمن في منظومة المجلس خلال العشر سنوات القادمه افضل مماهو عليه، مطالبا بدعم الخطوات التي اتخذها مجلس التعاون ازاء اليمن مؤخرا ،كي تكون اكثر فائده .
وطالب عبد الخالق عبدالله - وهو واحد من ابرز الكتاب والمفكرين في الامارات والخليج والعالم العربي عموما - اليمن حكومة وشعبا بالعمل على حل ازمات اليمن في مختلف المجالات السياسية والتنموية والاجتماعية، بالاعتماد على انفسهم وبمساندة اشقائهم في الخليج الذي سيأتون هرولة لو وجدو جدية لدى اهل اليمن في الخروج من الازمة .
واكد عبد الخالق عبدالله في حوار مع سبأنت : ان الاجواء في الوقت الحالي مطمئنه ومريحه، وانه من صالح اليمن كما هو من صالح مجلس التعاون ان يكون هناك قدر من التنسيق في العلاقات بين الجانبين، قدر من العضوية المشاركة الاولية ، لكي يتم اعداد اليمن واستعداده ، اداريا واقتصاديا وتشريعيا ، وتنمويا وسياسيا، وفيمايلي نص الحوار:
تفاصيل الحوار :
سبأنت : كنتم من اوئل من دعى الى شراكة حقيقية مع اليمن .. وبعد سنوات طويله من دعوتكم يبدو انها بدأت تؤتي ثمارها والتي تمثلت بقرار قمة ابوظبي و تبني مشروعا لتأهيل اليمن والاقتصاد اليمني على مدى عشر سنوات وباستثمارات تصل الى 40 – 50 مليار دولار، هل تعتقدون أن هناك جدية من الطرفين لانجاح هذا المشروع ؟ وهل يمكن عمليا ان نشاهد اليمن ضمن منظومة المجلس بعد عشر سنوات ؟
- لو كان الود ود عبد الخالق عبد الله او غيره من الناس ، نتمنى ان تدخل اليمن بقرار سياسي اليوم وليس غدا، وغدا وليس بعد غدا . كل الامور الاستراتيجية والمعطيات التاريخية والاجتماعية وغير ذلك تقول ان اليمن مكانه الطبيعي داخل مجلس التعاون وإن باشكال مختلفه ، لكن المعطيات على ارض الواقع تقول غير ذلك ، وتدعو الى ان يكون الانسان معتدلا وواقعيا في تفكيره .
والواقعيه السياسية تقول ان امر دخول اليمن الى مجلس التعاون كعضو كامل العضوية بحاجة الى وقت، وبحاجة الى تفكير وتروي، وما في داعي للاستعجال ، لكن ينبغي ان تدعم الخطوات الاولية الحالية بخطوات متلاحقة ولا يكتفى عندها .
الواضح ان الاجواء في الوقت الحالي مطمئنه ومريحه، ومن صالح اليمن كما هو من صالح مجلس التعاون ان يكون هناك قدر من التنسيق في العلاقات بين الجانبين، قدر من العضوية المشاركة الاولية، لكي يتم اعداد اليمن واستعداده ، اداريا واقتصاديا وتشريعيا، وتنمويا وسياسيا، فالامور كلها متداخله، ونحن لا ينبغي ان ننظر للامور اليوم بل في مدى منظور ( 10 الى 15 سنه) ، فلعل وعسى نجد اليمن خلال هذه الفترة الزمنية ضمن منظومة المجلس، وعشر سنوات في عمر الشعوب لاشيء . ولو تصورنا ان هدفنا في عام 2015 ان نجد مكانا افضل لليمن مماهو عليه الان داخل مجلس التعاون ، فنعم سيكون هناك وضع افضل في تقديري.
سبأنت : يثار كثير من اللغط حول اهمية وجدوى بل وفي احيان كثيرة حول مخاطر وجود اليمن ضمن منظومة المجلس . كمفكر وسياسي واكاديمي كيف تنظرون الى كل ما يثار حول هذا الامر ؟
- عندما تضع الموضوع في الميزان، من حيث السلبيات والايجابيات، ستجد ان هناك من السلبيات الكثير، لكن بالمقابل هناك من الايجابيات ماهو اكثر . وفي تقديري في سياق الموازنه التقديرية الحقيقية لوجود اليمن بشكل من الاشكال في منظومة مجلس التعاون ، في ظل هذه الاختلالات الموجودة على الساحه: سكانيا ، وامنيا، فان اليمن قد يكون مثلما كانت المانيا الشرقية لالمانيا الغربية، هناك عبئ وثمن لا بد ان يدفع، لاعداد اليمن ، لكن على المدى البعيد وجود اليمن كعمق استراتيجي ، سياسي ، واقتصادي وسكاني مهم جد لمجلس التعاون ومطمئن .
سبأنت : برأيكم الشخصي ما الذي يجب على الحكومة اليمنية اتخاذه .. اولا : للارتقاء بوضع اليمن والمواطن اليمني، وثانيا : لازلة المخاوف لدى بعض اهل الخليج .؟
- الحكومة اليمنية ادرى بما يجب عليها ان تفعله ، لكن الوضع اليمني صعب. الوضع اليمني سياسيا وقبليا واجتماعيا وتنمويا صعب واعتقد ان هذا شأن يمني صرف، وليس شأنا خليجيا . اذا كان هناك صعوبات في اليمن فمن باب اولى لأهل اليمن وللحكومة اليمنية ان تتعامل مع هذا الموضوع بطريقتها الخاصه.
نحن لم نخلق ازمات اليمن . دول الخليج لم تخلق القبلية، لم تخلق الفلتان والفقر وما الى ذلك في اليمن .. فمن باب اولى ان اهل البيت يصلحوا بيتهم من الداخل ويتحملوا المسئولية كامله، وعلى الحكومة اليمنية، والشعب اليمني مسئولية تاريخية في رفع مستوى الانسان والتنمية والحياة في اليمن ونوعية الحياة.
على الحكومة اليمنية أن تجد مخرجا لذلك وبعد ذلك تسعى للمساعدة من الدول الخليجية التي ستاتي هرولة ، لكن على الحكومة اليمنية اصلاح البيت اليمني من الداخل ونحن لسنا مسئولين، هناك ربما مسئولية او التزام اخلاقي ، لكن على الشعب اليمني ان يحاسب حكومته ورئيسه المقبل على سبع سنوات اخرى من الحكم.
سبأنت : في الشأن الايراني . كيف تقرأون التطورات في الملف النووي الايراني .. ماهي إحتمالات المواجهة الامريكية الايرانية ؟ وماهي احتمالات التوصل الى إتفاق يجنب المنطقه حربا جديده ؟
- في تقديري أن هذه المواجهة الحالية ما بين ايران و الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص مرشحة لتأخذ ثلاثة مسارات ، او احتمالات كلها مسارات ممكنه ، ولكن بدراجات متفاوته .
الاحتمال الاولى : ستكون هناك معالجه سياسية دبلوماسية ، وربما صفقه بين طهران وواشنطن على البرنامج النووي وعلى مجموعة من القضايا الاخرى التي لها علاقة بالاوضاع الخليجية والاقليمية. احتمالات الصفقه وارده ، ولكن احتمالاتها قليله في تقديري ، لان هناك قوى غير راغبة بمثل هذه الصفقه ، وفي مقدمتها اسرائيل ، وقوى داخل ايران وقوى داخل الولايات المتحدة ، تعمل من اجل افشال اي توجه نحو صفقه ، وبالمقابل هناك قوى اقليمية دوليه راغبة في مثل هذه الصفقه من امثال دول الخليج وروسيا والصين واوروبا فاحتمالات مثل هذه الصفقه ، احتمالات وارده ولكن نسبتها لاتتجاوز العشرين بالمائه .
الاحتمال الثاني : ان المجتمع الدولي سيقف عاجزا و لا يستطيع ان يعمل حاجه ، وايران ستكون قادرة على وجاهزة ومستعدة لكي تتحول الى قوة نووية ، فتفرض نفسها على الاجندة العالمية . وستصبح مثل باكستان والهند دوله نووية ، وليس هناك بيد واشنطن والمجتمع الدولي ما تستطيع فعله لمنع ايران من البروز كقوة نووية خلال الثلاث الى الاربع سنوات القادمه ، وايران في هكذا مسار ستكون مستعدة لدفع ثمن سياسي وربما ثمن اقتصادي من اجل الوصول الى ايران القوة النووية التي تملك السلاح . فايران الدوله النووية احتمال وارد ، ولكن مره اخرى قوى كثيرة في مقدمتها امريكا واسرائيل لن تقبل بهذا الاحتمال ، رغم انه احتمال وارد وقائم ، وبنسبة لابأس بها عشرين بالمائة او اكثر .
الاحتمال الثالث : احتمال المواجهة العسكرية وهو احتمال قائم ووارد ، رغم النشاط الدبلوماسي والتحركات الدوليه ، فالولايات المتحدة الامريكية لن تسمح تحت اي ظرف من الظروف ان تبرز قوة نووية ضخمه بالقرب من الاحتياطات النفطية لدول الخليج ، لان ذلك يعد تهديدا مباشرا للمصالح الامريكية والدوليه الحيوية ، فاذا لم تتراجع ايران ، وستصر - كما هو واضح - على التحدي والبروز كقوة نووية ، فان المواجهة العسكرية ايضا وارده .
بالنهاية كل هذه المسارات والاحتمالات الثلاثة تظل امرا واردا في هذه اللحظه ، وممكنة الحلول وان تفاوتت نسبتها.
سبأنت : برأيكم ماهو الاحتمال الاكثر حضوضا والاقرب للتحقق ؟
- في الوقت الحاضر يبدو المسار الدبلوماسي هو الابرز ، لكن كل شيء يمكن أن يحدث ، هناك قوى لا تريد لهذا المسار الدبلوماسي أن ينجح . ربما الى نهاية العام 2006 ، على المدى القصير سنرى المزيد من المحاولات في سياق انجاح هذا المسار الدبلوماسي ، وعسى ولعلى هناك قوى عاقله وقوى معتدله في ايران ، تقبل بالعرض الامريكي والاوربي لوقف التخصيب ، لكن هذا ايضا موضوع غامظ ، فلا يستطيع انسان أن يجزم ان هناك مثل هذه الرغبه في طهران حاليا، اذا لم يبرز شيء ، فنرى على المسار الثاني ان ايران ستذهب بعيدا في مجال التخصيب وربما الى ماهو ابعد من التخصيب، وسنرى بعد ذلك ربما العزل والحظر الاقتصادي والسياسي وربما يكون تمهيدا للمواجهة العسكرية في 2007 او 2008 .
كل الاحتمالات وارادة والابرز حاليا هو الخط الدبلوماسي ، وكلنا قلبونا مع هذا الخط ونود ان نجنب هذه المنطقة ، التي عانت كثيرا من ويلات الحروب ، نتمنى ان نجنبها مواجهة رابعة يبدو انها في طور التكون والتشكل .
سبأنت : تحدثتم عن ثلاثة احتمالات او مسارات ارى أن دول الخليج ستكون معنيه في جميعها وربما تدفع ثمنا ، لاي مسار .. ماهي الاثمان التي يمكن ان تدفعها دول الخليج لكل مسار او احتمال ؟
- لكل احتمال سلبياته وايجابياته بالنسبة لدول الخليج ، في قلب كل احتمال من هذه الاحتمالات اكانت هناك صفقه ، ان برزت ايران كقوة نووية ، او كانت هناك مواجهة عسكرية ، في قلب كل احتمال هناك ازمات ومخاطر وفرص وايجابيات وسلبيات ، وعلى دول الخليج ان تفكر اولا في كل هذه الاحتمالات وعليها ان ترجحها . واعتقد ان عقدت صفقه فهناك ثمنا ما ستدفعه ، ولكن ستكون هناك فرص ، اننا قد تفادينا المواجهة، ولكن ارجو ان لاتكون هذه الصفقه على حساب هذه الدول – دول الخليج – وان تكون مشاركة في هذه الصفقة ، وفي العمل الدولي لتخفيف هذه الازمه . ان برزت ايران كقوة نووية علينا ان نتعامل مع هذه الحقيقه ، ولكنها بالطبع ستشكل عبئ سياسي وامني على دول الخليج وستزيد من حدة التوتر . ان قامت حرب ومواجهة عسكرية ، فان المنطقة ستكون مره اخرى في طور دفع فاتورة للامن والدفاع ، لكن اذا انهزمت ايران ، وكانت الحرب سريعه ومقدور عليها ، فان هذا سيكون في صالح المنطقة لان ايران لن تكون قوة ولن تشكل تهديدا . ففي كل احتمال هناك جانبين ، مخاطر وفرص .
سبأنت : كمفكر هل تعتقدون أن هناك ادراكا كافيا لدى قادة الخليج لهذه الاحتمالات الثلاثة وانها مستعدة وقادرة على التعامل مع هذه الاحتمالات بما يقلل المخاطر عليها ؟
- دول الخليج مرت بتجارب كثيرة ، وازمات عديده ، وواجهت تحديات كثيره : ايران الثورة ، والحرب العراقية الايرانية ، وغزو الكويت ، والحرب على العراق ، وغزو العراق، وبالتالي فان لدى هذه الدول خبرات متراكمة ، وتكيفت مع الازمات المختلفه ، واصبحت ايضا تتمتع بخبرة ما وحنكة ما ايضا ، لكن لكونها طرف بسيط في المعادله ، في مقابل اطراف قويه : ايران ، الولايات المتحده ، العراق، فدول الخليج هي دول صغيره، وبالتالي قدرتها وامكانياتها في تعظيم الفائدة وتقليل المخاطر والخسائر ، تظل محدوده ، ولا بد للمرء ان يقدر لهذه الدول ما فعلته حتى الان ازاء ما مرت به من ازمات . لقد نجحت دول الخليج حتى هذه اللحظة وتمكنت من الصمود ، والاستمرار ، ورغم كل هذه الحروب اصبح لديها تجارب تنموية ناجحة الى درجة ما ، لو لم تكن هذه المنطقة متوترة لكانت نجاحاتها عشرات اضعاف ما نراها عليه اليوم . فينبغي ان لا نقلل من اهمية ادراك هذه الدول وكيفية تعامل هذه الدول مع ازمات المنطقة .
لقد عاشت هذه الدول في بؤرة الصراع على مدى الثلاثين سنه الماضية ، ولازالت صامده ، ولديها رصيد تنموي ايجابي. فاذا اخذت كل هذه الاعتبارات في الحسبان . فستجد ان هذه الدول مدركة ، وتدرك وتتابع ، ولديها خبرتها وحنكتها في التعامل مع هذه الازمات .
سبأنت : انتم اذا مطمئنون الى أن هذه الدول لن تنجر الى مواقف متطرفه في هذا الاتجاه او ذاك ؟
- رغم هذا فان على هذه الدول ان تكون واعيه ، مدركه، يقظه ، متنبهة، لان الاخطار ايضا كثيرة حولها .
سبأنت : كيف تنظرون الى الدعوة الخليجية لاقامة منطقة خالية من الاسلحة تضم الى جانب دول المجلس كل من ايران والعراق واليمن .. هل هي دعوة واقعية ... مبررة .. وهل هناك إمكانيات حقيقية لظهور هكذا منطقة .. وفي ظل عدم الاستجابة الايرانية الواضحة حتى الان ما جدوى الاستمرار في الدعوة الى اقامة المنطقة.
-
هذه الدعوة هي في سياق ومن قبيل التمنيات ، فدول الخليج كدول صغيرة لا تود ان تكون في وسط سباق تسلح جديد ، ولا تود ان تكون وسط وحوش نووية من حولها ، ولا تود ان تكون باستمرار تحت ضغوطات دوليه، فدعوتها لمنطقة خالية من السلاح النووي، دعوة تمنيات ودعوة نوايا طيبه ، لكن لا اعتقد انها قادرة ان تحول هذه الدعوة الى سياسات والى مواقف مدعومة بقدرات تقنع الاخرين الراغبين بتطوير الاسلحة النووية ، فايران اذا كانت مصممة على التحول الى قوة نووية فحتى المجتمع باسره لا يستطيع ان يمنعها من التحول الى قوة نووية ، فما بالك بدول صغيره كدول مجلس التعاون . لكن لابد من النظر بايجابية الى هذه الدعوه ، فمن الجيد ان هذه الدول طلعت بهذه المبادرة ، وجيد انها تقول مثل هذا الكلام ، لكن قوتها التاثيرية ونفوذها على مجريات الامور متواضعه كل التواضع، ودول الخليج تعي وتدرك ذلك تماما .
سبأنت : هناك احاديث خليجية عديده عن قلق خليجي بيئي ، امني ، اقتصادي ، سياسي ، من البرنامج النووي الايراني .. برأيكم ماهي ابرز مصادر القلق الخليجي من برنامج ايران النووي ؟
- ايران بدون سلاح نووي تمثل وجع راس لدول الخليج . تمثل قلق امني ، سكاني ، سياسي ، حقيقي تعيشه دول الخليج ، ايران خاصة في ظل أحمدي نجاد ، بخطابه غير المتزن والمتشدد ، وبالمجموعة القادمه معاه التي تفتقر الى الخبره تشكل قلقا كبيرا لاهل الخليج .. ايران التشدد ، ايران التمدد في العراق ، هذا في حد ذاته متعب ومقلق ، وبوجود عراق مفكك وضعيف ومحتل يزداد القلق من ايران ، ومن سياسات ايران ، ومن مواقف ايران .
وايران تحول الان وجودها كقوة ضخمه بجانب دولة عراق ضعيف ، تحول هذا الى ضغوطات ، والى ابتزازات .. فاذا كانت ايران الان هكذا ، فمابالك لو تصبح ايران نوويه . فالقلق الخليجي قلق متعدد امني ،سياسي . المعادله الامنية ستختل لصالح ايران ، والمعادلة السياسية ايضا ستختل لصالح ايران ، والمنطقة لايمكن ان تكون مستقرة في ظل عدم التوازن هذا .
سبأنت : لكن التوازن بين ايران ودول الخليج لم يكن قائما يوما ما وعدم التوازن هو الغالب .
- نعم عدم التوازن قائم الان بوجود ايران قوي وعراق ضعيف، ايران القوية عسكريا و العراق الضعيف والمحتل ، هذا بحد ذاته خلل سياسي ، خلل في التوازنات الاقليمية .
سبأنت : هناك من يتحدث عن سباق تسلح قد تدخله المنطقه في حال امتلاك ايران سلاحا نوويا هل تعتقدون ان دول الخليج قد تقدم على خوض هذا السباق؟
- هذا احتمال وارد . بالطبع اذا كانت ايران لديها كل هذه التوجهات السياسية ، هذا الخطاب المتشدد ، واذا كانت لدى ايران توجهات نحو القنبله النووية ، وكانت مصممه على حيازة سلاح نووي، فان دول الخليج ستضطر ان تجاريها ، وهذا يعني سباق تسلح ، وهذا يعني ان المنطقة ستدخل سباقا نحو امتلاك السلاح النووي ، وهذا معناه اننا سندخل مرة اخرى في اعادة الصرف والانفاق والسبب ايران ، وهذه الدول – دول الخليج - عليها التزامات، عليها ان تدافع عن نفسها وعن شعوبها وعن ثرواتها . ولاتستطيع ان تترك الامر لا يران لان له ترتبات سياسيه.. فايران الان تدفع باتجاه سباق تسلح في المنطقة.
سبأنت : هل يمكن الحديث عن دول معينه يمكن ان تشرع في سباق التسلح هذا ؟
- كل دول الخليج معنيه ، لكن في مقدمتها الدولة الكبرى، المملكة العربية السعوديه ، فالسعوديه كقوة ستفكر بجديه في الامر ، وبانه حان الوقت بجد لامتلاك قدرات صاروخية ، قدرات دافعية ، قدرات حتى نووية . بالطبع عندما تكون دول الخليج بثرواتها محاطة بدولة نووية من الغرب " اسرائيل " وبدوله نووية من الشرق " ايران " فتكون حقيقة في وضع لاتحسد عليه .
سبأنت : ايران جابت وتجوب العواصم الخليجية ، لطمأنتها على ان برنامجها سلمي ، وانها اتخذت كافة الاحتياطات الضرورية لمواجهة اي تسربات او ما شابه ذلك .. ومع ذلك يبدو ان دول الخليج بحاجة الى تطمينات اكبر ، ماهي الضمانات التي يجب على ايران تقديمها لهذه الدول ؟
- ايران اولا ، لايكفي ان تاتي بكلام ، ينبغي ان تدعم الكلام بفعل ، وحتى هذه اللحظه هناك شك في نوايا ايران . ايران في قرأتها للامور ترى انها ان لم تطور قدراتها النووية ستتعرض لهجوم عسكري امريكي كما تعرض له العراق . فقرأة ايران للمعطيات انها مهدده من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، و ليس هناك من سبيل لحماية النظام وحماية ايران سوى السلاح النووي ، والبرنامج النووي.
ايران تعتقد ايضا ان هذه هي فرصتها الذهبية نتيجة للانهاك والانهماك الامريكي في العراق ، وبالتالي فاذا لم تقم بهذا الشيء الان – امتلاك القدرات النوويه - فانها لن تستطيع القيام به في اي وقت اخر . فهناك معطيات لقرءاة ايرانية للاوضاع الدولية والخليجية ، تدفع بايران نحو السلاح النووي ونحو التخصيب وكلما اسرعت بذلك كلما كان افضل لها . مثل هذه القراءة الايرانية لا تطمئن دول الخليج حتى لو جاء لارجاني وغيره من المسئولين .لانه في الحقيقه خطاب احمدي نجاد خطاب غير طبيعي ، وهو يقول بكل وضوح نحن لن نتخلى عن السلاح النووي. وقالها علانية وصريحه : " لن نستبدل الذهب بالشوكليت " وهو يعتقد ان هذا ذهب عنده ، وهكذا قال هو ، فاذا عندي ذهب فلماذا اقايض ، فعندما يقول رئيس الجمهورية الايرانية مثل هذا الكلام ، فمالذي يمكن ان تتوقعه من دول الخليج.
سبأنت : في الشأن الاماراتي : كيف تقيمون الفترة المنصرمه من عمر الحكومة الجديدة.
- نحن الان في الامارات امام قيادة جديده بعد وفاة الاب المؤسس المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان . وهذه القياده الجديده ، امام تجربه كبيرة ، وامام انجازات ضخمه : انجازات داخلية وخارجية ومكاسب وطنية مهمة جدا . الامارات وصلت الى ان تكون ثاني اكبر اقتصاد في المنطقة العربية ، وهي هذه الدولة الصغيرة الحديثة الاستقلال ، وتمكنت من انجاز كل هذه الانجازات ، حتى اصبحت نموذجا في التنمية وفي الادارة وفي الانفتاح ، فمكاسبنا في الحقيقه كبيرة على الصعيد الاقتصادي وعلى الصعيد الاجتماعي والتنموي ، واعتقد ان المطلوب من القيادة الجديه هو تعزيز هذه المكاسب والمحافظة عليها داخليا بشكل خاص ، وايضا المحافظة على مكاسبنا الخارجية .. الامارات لها رصيد ايجابي ولها علاقات مع كل الدول العربية وصورة الامارات في الخارج من ازهى الصور ، وهذا ايضا من ارث الشيخ زايد الله يرحمه ، فالقيادة الجديده عليها الحفاظ على المكاسب السياسيه الخارجية ايضا ، وانا على يقين انها قادرة ليس على الحفاظ على هذه المكاسب فحسب ، وانما ايضا هي قادرة على الدفع بالامارات الى الامام ، لانهم جميعا تعلموا في مدرسة زايد . لكن يبقى هناك ملف الاصلاح السياسي والانفتاح الديموقراطي ، الامارات متأخرة في هذا الملف عن بقية دول المنطقة . نحن نأتي في آ خر قائمة الدول في مجال الانفتاح الديموقراطي والانفتاح والتحديث السياسي ، والامارات لا يليق ان تكون في آ خر القائمة في أي مجال من المجالات .هذا ليس من طبع الامارات .. ان تكون في الاخر . وينبغي ان يكون ملف الاصلاح السياسي والديموقراطي مجملا للامارات ومتوجا للمكتسبات الاخرى . وهذا ما نتمناه من الحكومة الجديدة التي أ كدت كم ان الاصلاح السياسي اولوية في المرحلة القادمة ، لكن الخطوات ماتزال بطيئه .
سبأنت : الاصلاحات التي اعلنت في الامارات مؤخرا كيف جاءا ت ، هل جاءت في سياق تطور طبيعي ام انها جاءت استجابة لضغوط معينة ؟
- هي تتويج ، لكن الخطوات بطيئه ، وتطلعاتنا ان تكون اكثر سرعة واكثر عمقا .
سبأنت : ماهو المطلوب لكي تكون هذه الاصلاحات ملبية للطموحات ؟
_ اولا : نريد انتخابات مباشره .. الامارات ليست اقل من الكويت او عمان او البحرين او اليمن . فالمسألة مسألة اجراء انتخابات مباشرة وماهو مطروح حتى الان ليس انتخابات مباشره وانما انتخابات محصورة ، ومحدودة ومقيده .
ثانيا : نريد مجلس وطني بصلاحيات تشريعية ، وبصلاحيات رقابية ، وهذا غير متبلور حاليا ولن يتبلور خلال السنتين او ربما الاربع سنوات القادمه ، لانه يحتاج الى تعديلات دستوريه ، ويمكن ان تجرى هذه التعديلات ويمكن الا تجرى .
سبأنت : هناك من يتحدث او يتخوف من حياه سياسية حقيقية في الامارات ، ويشير الى مخاطر حياة سياسية منفتحه وشفافه في بلد كالامارات بمافيه من اختلالات سكانية ، وايضا بما يحتويه مما يمكن تسميته " عدم التجانس " بين مواطنيه – القادم غالبيتهم عبر التجنيس من قوميات واعراق مختلفه كيف تقرأون مثل هذا الطرح ؟
- هناك أ لف سبب وسبب لعدم السير في الانفتاح الديموقراطي ، وهناك الف سبب وسبب للسير في الانفتاح الديموقراطي .
من يرغب في السير في الانفتاح اليدموقراطي والتحديث السياسي لديه من الاسباب ما فيه الكفايه وزياده ، ومن لايريد كما قلت فسيجد الف سبب وسبب لعدم السير في هذا الاتجاه .
وكل هذه المخاوف قائمة وكانت قائمة دائما ، هي مخاوف موجودة في كل الدول التي تعاني من اختلالات : هي قائمة وموجودة في البحرين وفي قطر وفي غيرها من الدول. واعتقد انه عندما تكون النيه قائمة والرغبة حاصلة فان الانسان دائما يجد مخارج ويجد الاساليب لتنفيذ هذه الرغبات ، وهذا ماحدث في السعوديه عندما كانت النيه قائمه ، والمهم ان نتحرك في الاتجاه ونسير فيه ، اما الاعذار فكما قلت فهي كثيرة . ولكن يبدو ان الظروف الدولية والمطالب الداخلية والحرج السياسي الذي نحن فيه بغياب حياه سياسية ، ومشاركة ديموقراطية ، هذا الحرج لايمكن أن يستمر طويلا .
سبأنت : هناك من يقول انه ليس في الامارات مواطنه متساويه ، وان هناك مستويات من المواطنه .. ماهي حدود الواقع والمبالغه في هذا الطرح ؟
- الحديث عن المواطنه غير المتساوية ، حديث يخص كل دول العالم وليس فقط نحن في الامارات .
سبأنت : هو صحيح حديث كل دول العالم ، لكنه في الامارات ربما يكون اكثر وضوحا ؟
- لا لا .. نحن لسنا وحيدين ولسنا غريبين ولسنا شاذين في هذا الامر . لاتوجد مواطنه متساويه حتى في اكثر دول العالم تقدما .. في اوروبا وامريكا وغيرها .. هذه امور حياتية طبيعية .
سبأنت : الا يمكن تقليل هذه الفوارق في الامارات وماهو المطلوب لذلك ؟
- عن اي شيء تتحدث تحديدا اخ علي .
سبأنت : انا لا اتحدث ان انقل كلام الناس هناك احاديث عن مواطنه غير متساوية حتى في الوثائق الرسمية . هناك من يقول انه يوجد " كود " لكل مواطن .. هذا الكود يمنح الحق لهذا المواطن دون غيره .. هذا المواطن يسمح له ان يصل الى هذه المكانه وغيره لا ... وما الى ذلك .
- هذا صحيح في كل دول العالم ، حتى في امريكا المواطن الذي من نيويورك عندما يذهب الى مناطق اخرى يعامل معامله معينه ، لا اعتقد ان هذا الامر حكرا على الامارات أو انه شيء خاص بها . انا لم اسمع به وان وجود فهي حالة عامه موجوده في كل دول العالم .
سبانت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.