يعيش ما يقارب من 200 ألف لاجيء لبناني وفلسطيني هربوا من جحيم العدوان الإسرائيلي إلى سوريا حياة استثنائية في مئات التجمعات البشرية بمدارس العاصمة دمشق ومدن أخرى. وحسب احصائية رسمية حصلت عليها وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) فقد تجاوز عدد النازحين اللبنانيين الى سوريا خلال الأسبوعين الأولين من الحرب التي بدأت في 12 يوليو الماضي 160 الف نازح عبروا الحدود من منطقة المصنع . وقدرت مصادر رسمية نزوح أكثر من 18 ألف لاجيء يوميا من لبنان إلى سوريا من خلال معبر واحد من 3 معابر دون أن التطرق للاجئين بدون وثائق والداخلين بالطرق غير نظامية. وأشارت المصادر إلى أن اللاجئين يتوزعون على حمص وحلب بنسبة 40% والعاصمة دمشق أيضا بنسبة 40 % فيما قدرت نسبتهم في مدينة طرطوس واللاذقية ودرعا والرقة ودير الزور وبقية المدن ب 20% . وفي حين رفض خالد بهيج مدير أحد مراكز اللاجئين في دمشق التصريح لمراسل وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) أو اجراء لقاءات وتصوير اللاجئين إلا بعد الحصول على تصريح من الخارجية السورية أو الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين والعرب, قال نائبه طلال ل( سبأ): كوننا منظمة دولية لا يمكننا السماح للصحافة في اخذ أية معلومات إلا بإذن الخارجية السورية, مؤكدا أن المركز يحتوي على لاجئين فلسطينيين وعائلات لبنانية. محمد صالح محمود , وقريبه محفوظ التقيت بهم صدفة أمام أحد المراكز وهم برفقة فتاة سورية قالت أن عائلتها سكنت عائلتي محمد ومحفوظ في منزلهم نظرا لازدحام مراكز اللاجئين , وعدم التمكن من الحصول على مكان للسكن, مشيرة أن عائلتها ستواصل تسكين الأسرتين لديها رغم تسجيلهما ضمن اللاجئين في مركز تابع لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين ( الأونروا). الطفل ( سامي) ويحب أن يدعوه الآخرين " نصر الله" قال أنه جاء مع أمه وخالته , وأن والده استشهد في قصف اسرائيلي بالقرب من منزلهم بالضاحية الجنوبية لبيروت. وفيما يامل اللاجئون اللبنانيون العودة بسرعة إلى منازلهم وان كانت خرابا , تسعى عائلات نزلوا في مراكز استقبال وضعتها السلطات والجمعيات الخيرية السورية في تصرفهم أو في فنادق دمشق الفخمة للتغلب على مخاوفها التي تتزايد كلما طال النزاع, ويقول أحدهم : حتى لو وجدنا مأوى سنبقى لاجئين ينتابنا الخوف من المستقبل. وكما تتجمع النساء والرجال حول شاشات التلفزيون أو جهاز المذياع لمعرفة آخر أخبار وطنهم الجريح يكثر الحديث من مخاوفهم أن تكون لبنان فلسطينا وعراقا جديدة – خاصة وأن اللاجئين اللبنانيين جاؤا ليكملوا المشوار مع الفلسطينيين والعراقيين الذين تدفقوا بكثافة , وسببوا اكتظاظا سكانيا وارتفاعا مفاجئا لأسعار المساكن والشقق خاصة في العاصمة دمشق. ويقول هاني أبو عبد الله 75 عاما : قدرنا أن نعيش لاجئين إلى جانب اخواننا الفلسطينيين والعراقيين.. حكام العرب باعونا برخص. وتسعى أسر لبنانية متيسرة لديها أهل في أوربا أو أمريكا أو استراليا للحصول تأشيرات للالتحاق بعائلاتهم, لكن المؤلم أن هناك اسر لم يمر عليها أيام من اجتماع شملها منذ سنوات تبدا بالتفكك من جديد إما لحاقا بزوج مغترب أو شقيق غائب. هند المتزوجة من لبناني يعيش فرنسا عادت إلى صيدا بعد 5 سنوات من الغياب ولم يمر أيام حتى وجدت نفسها لاجئة في سوريا.. تلقت مكالمة من زوجها , وهي تستجيب لطلبه بالسفر إلية وترك أسرتها . تقول هند بحزن: ما يصعب علي أن أمي لا زالت مشتاقة لي .. لا أستطيع أن أعيش لاجئة مع ابني الوحيد وأترك زوجي , كما لا أستطيع ترك أمي وأبي ... أنا في حيرة من أمري. و تستقبل منظمة اتحاد شبيبة الثورة، الأسر اللبنانية عبر نقطة جديدة يابوس الحدودية، بالتعاون مع الهلال الأحمر ولجان الدعم الفرعية. وقال الدكتور عدنان عربش رئيس الاتحاد : إن فروع المنظمة بمحافظات دمشق وريفها وحلب وحمص وطرطوس استقبلت الآلاف الى في المراكز المخصصة، مشيرا إلى أنه وخلال الأسبوعين الماضيين استقبلت مراكز دمشق وريفها وحمص وطرطوس آلاف اللبنانيين. وتكثفت حركة النزوح في الأيام الأخيرة بعد معلومات توفرت للبنانيين حول تقديم مساكن مجانية للعائلات اللبنانية الهاربة, وشاركت حافلات نقل سورية ولبنانية بنقل العائلات اللبنانية إلى مراكز النازحين في سوريا. وقال علي الزعتري، الممثل المقيم لمنظمة الأممالمتحدة في دمشق في مؤتمر صحفي أن المنظمة بحاجة إلى قرابة 14 مليون دولار كمساعدات عاجلة لتلبية الاحتياجات المتصلة بالنازحين الذين تجاوز عددهم (160) ألف لاجئ. وكان تقريرا للأمن العام اللبناني قال أن أكثر من 200 ألف لبناني قد غادر لبنان منذ بدء العدوان الإسرائيلي , بالإضافة ل3500 فلسطيني، و25 ألف سوري، و75 ألف عربي. وأعلنت الأممالمتحدة أن خمس سكان لبنان، البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، نزحوا من منازلهم منذ بدء العدوان ، وقدرت السلطات اللبنانية نزوح 700 ألف لبناني مند 16 من يوليو الماضي . في وقت تقدر مصادر مطلعة العدد ب 900 ألف نازح. سبأنت