أتهم رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي اريتريا بانتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار بدخول قواتها العسكرية إلى المنطقة العازلة متجاهلةً بعثة الأممالمتحدة المرابطة على الحدود الإثيوبية-الإريترية. وقال زيناوي في كلمة له اليوم أمام البرلمان الإثيوبي أن التحركات العسكرية الإريترية غير مقبولة ولكننا لن نرد بالمثل ، مشيراً إلى استعداد حكومته التام والدائم لردع أي هجوم محتمل من قبل اريتريا وأنها مستعدة لأي طارئ. وأشار رئيس الوزراء الإثيوبي إلى أن على الحكومة الإريترية والحركات المسلحة أن تدرك أنه لا يمكن زعزعة أمن واستقرار البلاد بالقوة , وأضاف " نحن لدينا القدرة الكافية للرد على أي هجوم خارجي لحماية سيادة البلاد". وشن زيناوي هجوما عنيفا على اريتريا لما وصفه بدعمها المستمر للحركات المسلحة وللجماعات المعارضة الإثيوبية التي تعمل ضد الحكومة من أجل زعزعة أمن واستقرار البلاد . وأوضح أن حكومته عملت كل ما بوسعها من أجل حل المشكلة الحدودية بالطرق السلمية وقال "نحن قبلنا بالقرار النهائي للجنة ترسيم الحدود الإثيوبية -الإريترية بالغرم من انه لم يكن عادلاً وذلك من أجل دفع عملية السلام ولكن دون جدوى". وفي ما يتعلق بموقف الحكومة من الحركات المسلحة التي تعمل ضدها , قال زيناوي إن حكومته عملت بكل جهد وأجرت سلسلة من المحادثات السلمية مع تلك الحركات ولكن تبين عدم جدية هذه الحركات بالمحادثات السلمية , منوها إلى أن حكومته ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة ضدهم وضد كل من يؤيدهم. في غضون ذلك أعلنت الأممالمتحدة أنها أعربت للرئيس الاريتري أسياس أفورقي عن قلقها من تصاعد التوتر في منطقة القرن الأفريقي جراء توغل قوة من جيشه في المنطقة العازلة بين اريتريا وإثيوبيا. وذكر المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك أن المبعوث الإنساني للمنظمة الدولية في القرن الأفريقي كيل ماغنه بوندفيك التقى أفورقي في أسمرة وأعرب له عن قلقه بعد توغل قوة اريترية في المنطقة المتنازع عليها. وأفاد دوجاريك أن بونديفيك -الذي أمضى خمسة أيام بأسمرة- طالب مجددا بسحب القوة الاريترية واستدرك قائلا "إلا أن الوضع على الأرض لم يتغير". وكانت الأممالمتحدة قد اتهمت أسمرة الاثنين الماضي بإرسال 1500 جندي و14 دبابة إلى المنطقة العازلة المتنازع عليها بين البلدين في انتهاك لاتفاق السلام الموقع بينهما عام 2000. وتنتشر بعثة من الأممالمتحدة قوامها 3000 رجل مكلفة منذ العام 2000 بمراقبة الحدود بين إثيوبيا واريتريا عقب نهاية الحرب التي استمرت عامين بينهما وأوقعت حوالى 80 ألف قتيل. ودعا مجلس الأمن والأمين العام كوفي عنان الثلاثاء الماضي اريتريا إلى سحب قواتها فورا من المنطقة الواقعة على مساحة مقدارها 25 كيلومترا التي يوجد فيها قوة دولية استنادا إلى اتفاق السلام. وردت أسمرة بإعلان رفضها لهذه الدعوات، ودافعت عما اعتبرته حقا سياديا في التدخل مشددة على أن إرسال الجنود كان هدفه "جني المحصول". سبأ نت