ارتفعت وتيرة لتصعيد ولف الأراضي الفلسطينية احتقان كثيف زاد كثافته حدة التصريحات الإعلامية بين حركة فتح وحماس اليوم الجمعة بعد اتهام حركة حماس النائب عن حركة فتح محمد دحلان بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية ليل الخميس الجمعة. وردت الرئاسة الفلسطينية عبر رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات بمؤتمر صحفي حذر فيه عريقات من حرب أهلية طاحنة "قبيحة" تأكل الأخضر واليابس في فلسطين إن لم يكف الجميع عن لغة الاتهامات التي وصلت إلى حد إباحة دم النائب دحلان –حسب عريقات- من خلال اتهامه المباشر من حماس التي شدد القيادي البارز فيها من جديد في مهرجان جماهيري حاشد نظمته في غزة بعد ظهر اليوم من أنه "إذا كان دحلان يقول إن حماس لا تقرر مصيره فمن هو الذي يقرر مصير العملاء والخونة والمارقين". وقد وصف النائب عن حركة فتح دحلان في بيان صحفي وزعه مكتبه الإعلامي مساء اليوم على وسائل الإعلام ووصل نسخة منه "وكالة الانباء اليمنية- سبأ" الاتهامات التي وجهتها له حماس بالباطلة والكاذبة. ودعا عناصر حركته إلى ضبط النفس والهدوء وعدم الانجرار وراء ردود الأفعال لدرء الفتنة. بينما وصف رئيس الوزراء إسماعيل هنية ما جرى بالأمس بمعركة السيادة والكرامة على معبر رفح وقال "ما حصل أمس في معبر رفح هي قوة الكرامة وقوة السيادة لأن شعبنا أراد أن يثبت قوة السيادة على المعبر". وأضاف " كان بعض الناس يخططوا لارتكاب جريمة ونحن كحكومة سنتابع الأمر وفق مقتضيات القانون والعدالة حتى نوفر الأمن للناس". وتزامن التصعيد الإعلامي بين الحركتين مع تصعيد على الأرض شهدته مدينة رام الله بعد صلاة الجمعة اليوم، اثر اندلاع مواجهات بين المئات من عناصر فتح وأنصار حماس وقوات الأمن الفلسطيني التي انتشرت في شوارع المدينة منعاً لأي احتكاكات بين الحركتين. وأصيب في المواجهات التي استمرت قرابة ساعة خمسة وثلاثين فلسطينياً، بينهم نحو خمسة وعشرين مصاباًَ من أنصار حماس، وعشرة من عناصر الأمن الفلسطيني الذين فرقوا عناصر حماس ومنعوهم من تنظيم المهرجان المركزي لحماس في ذكرى انطلاقتها. وفيما روى هنية في كلمة ألقاها في المهرجان المركزي الذي نظمته حماس في ذكرى الانطلاقة التاسعة عشر في ملعب اليرموك بمدينة غزة بعد صلاة الجمعة اليوم وسط حضور جماهيري حاشد جاوز الثمانين ألف مشارك، ما تعرض له من محاولة اغتيال خلال دخوله معبر رفح قائلاً:" لقد أطلقوا الرصاص من أكثر من جهة باتجاهنا، فشكل الشباب المرافقين درعاً بشرياً علي فإذا بالمرافق عبد الرحمن نصار يسقط تحتي شهيداً بالرصاص "، وشكك هنية في تصوير كاميرات المعبر، قائلاً:" انها كانت تصور الجماهير المحتشدة على الأرض، ولا تصور من يقوم بإطلاق النار من الأسطح ووراء جدران المعبر". لكنه أكد في كلمته التي استعرض فيها نتائج جولته الخارجية أنهم سيتابعون في الحكومة "الأمر(إطلاق النار عليه) وفق مقتضيات القانون والعدالة حتى نوفر الأمن للناس ". من جهته جدد القيادي في حركة حماس خليل الحية رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي تهديد حركته في كلمتها التي ألقاها في المهرجان المركزي بان حركته ستضرب بيد من حديد من وصفهم ب " كل المتورطين ومن يقف وراءهم من مروجي الجرائم التي طالت رموز وقيادات الحركة". وشدد الحية "على رفض حماس إجراء أي استفتاء أو أي انتخابات تشريعية مبكرة و انها لن تسمح بالانقلاب على إرادة الشعب مهما كانت النتائج والعواقب". وشدد الحية على أن حماس لن تنجر إلى حرب أهلية " لن ننجر لحرب أهلية يخطط لها العملاء ولكن ليس على حساب استهداف رموزنا وقادتنا ولن نمرر مخطط تلك الحرب والانقلاب على الحكومة". واتهم الحية الرئيس الفلسطيني بإطلاق الرصاصة الأخيرة على الحوار لتشكيل الحكومة من خلال ما وصفه ب " العراقيل الداخلية والخارجية" وأضاف لقد أعلن عباس عن وصول الحوار إلى طريق مسدود. ودعا الحية جميع الفصائل الفلسطينية إلى البدء بمشاورات جادة اعتبارا من يوم غد السبت وغير مشروطة على أساس احترام نتائج الانتخابات وخيار الشعب الفلسطيني للخروج من الأزمة الراهنة. وردت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والرئاسة على اتهام حركة حماس لدحلان بالوقوف وراء محاولة اغتيال هنية بالتشديد على لسان عريقات على أن اتهامات حماس لدحلان ما هي إلا تحريض رسمي على قتل دحلان، محملاً حماس ما قد يتعرض له دحلان. وقال عريقات في مؤتمر صحفي في مدينة رام الله: " بأي حق تدمر الممتلكات العامة، وتدمر الحواسيب والكاميرات في معبر رفح، وتقتحم المخازن، ومن ثم تخرج الأبواق باتهام محمد دحلان، للتجهيز لعملية قتله بهذه اللامبالاة وبهذه اللامسؤولية". وأكد عريقات على أن محاولة البعض من حركة حماس وخاصة من أقاموا المؤتمر الصحفي صباح اليوم لاتهام دحلان بأنه هو المسئول عن أحداث الأمس، ما هي إلا دعوة صريحة للفوضى والفلتان والتطرف وإباحة الدم الفلسطيني، وتدمير النسيج الفلسطيني، محذراً من أن الوضع الفلسطيني دخل مرحلة الحرب الأهلية القبيحة التي ستأكل الأخضر واليابس إن لم يتم تدارك خطورة الوضع. وطالب رئيس الوزراء بمعاقبة من شاركوا في المؤتمر الصحفي لحركة حماس اليوم الجمعة، واتهموا فيه النائب دحلان، وهم المتحدث باسم حماس الدكتور إسماعيل رضوان وعضو المجلس التشريعي عن حماس مشير المصري. من جهته وصف دحلان الاتهامات التي أطلقها عدد من نواب وقادة حركة حماس بالاتهامات الباطلة والكاذبة. وأوضح دحلان في بيان صحفي، أن هذه الاتهامات، تهدف إلى إثارة الفتنة في الشارع الفلسطيني، وجره إلى منزلق خطير لا تحمد عقباه. واعتبر أن هذه الاتهامات تهدف إلى التغطية على الجريمة البشعة القذرة، التي راح ضحيتها ثلاثة أطفال أبرياء والاغتيالات السياسية، التي وقعت في قطاع غزة، والتي نفذت على أيدي مليشيات حركة "حماس". على حد وصف البيان. و طالب دحلان رئيس الحكومة بالوقوف أمام مسؤولياته، والعمل على إخراج الشعب الفلسطيني، من النفق المظلم الذي دخل به، بسبب فقدان الحكومة لأي برنامج سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي. ودعا قيادة "حماس" إلى لجم بعض من اسماهم ب "المشعوذين والموتورين" من أعضائها، وإلى التوقف عن كيل الاتهامات، التي من شأنها جر الشعب الفلسطيني إلى آتون الحرب الأهلية، والتي قد تقضي على الأخضر واليابس. وحمل النائب دحلان مسؤولية ما حدث في معبر رفح، إلى رئيس وزرا ء حكومة "حماس" وقادة حركتها، الذين قرروا اقتحام المعبر بالقوة المسلحة، والذين جلبوا المدنيين إلى المعبر، وتستروا ورائهم، وأطلقوا النار على أمن الرئاسة. و دعا دحلان أعضاء حركة فتح إلى الالتزام بضبط النفس وعدم الانجرار، وراء المشعوذين و الموتورين، لتفويت الفرصة على من يريد جر الشعب الفلسطيني لحرب أهلية. ورغم شحن الأجواء وتعبئة النفوس عند الحركتين الا أن الوضع جهوداً مضنية بذلتها أطراف فلسطينية وعربية عديدة خلال طوال ساعات نهار الجمعة اليوم خففت من حدة الاحتقان الذي يلف الأراضي الفلسطينية، بعد معلومات تفيد أن الرئيس محمود عباس وعدد من قادة فتح دعوا عناصر فتح وأنصارها إلى الهدوء والابتعاد عن كل ما يجر إلى مشكلة ريثما يتم وضع نهاية سلمية مع حركة حماس بعد انتهاء مهرجانها الذي انتهى عند الرابعة والنصف مساءً. سبانت