توالت ردود الفعل العربية عقب تنفيذ حكم الإعدام شنقا حتى الموت بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي تم فجر يوم امس السبت . ففي أول رد فعل لحاكم عربي، على تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق الرئيس العراقي صدام حسين فجر عيد الأضحى المبارك، أعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في خطاب متلفز، أن محاكمة صدام حسين باطلة. وقال القذافي، الذي كان يتحدث لعدد من رجال الدين المسيحيين ودبلوماسيين غربيين، مساء الجمعة إن : صدام حسين أطاحت به قوات الغزو الأجنبي ولم يطح به الجيش العراقي أو الشعب العراقي، وهو أسير حرب، حسب ما أعلنت الدول المحتلة عندما ألقت القبض عليه . كما انتقدت المملكة العربية السعودية زعماء العراق الشيعة لتنفيذهم حكم الاعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عيد الأضحى وقالت ان محاكمته اتخذت طابعا سياسيا. وقال مذيع بتلفزيون قناة الاخبارية في بيان تلاه "..ساد شعور بالاستغراب والاستهجان ان يأتي تنفيذ الحكم في الشهور الحرم وفي اول ايام عيد الاضحى المبارك." واضاف البيان الذي نسب الى محلل سياسي بوكالة الانباء السعودية :ان ملايين المسلمين تنتظر ان ينظر العالم كله لا القيادات السياسية في الدول الاسلامية فقط باحترام لهذه المناسبة العظيمة وهيبتها ومكانتها في نفوس وضمائر المسلمين لا ان يستهان بها." من جهتها أعلنت ليبيا الحداد الرسمي على الرئيس العراقي السابق صدام حسين لمدة ثلاثة أيام وألغت الاحتفالات العامة بالعيد، كما نكست الأعلام على المباني الحكومية. وفي حين امتنعت كثير من الحكومات العربية عن التعليق وصف مساعد بارز للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاعدام بانه نهاية مأساوية لعهد صدام في تاريخ العراق. ووصف هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اعدام صدام بانه "نهاية مأسوية لمرحلة حزينة في التاريخ العراقي". واضاف يوسف : نأمل الا يؤدي ذلك الى مزيد من العنف والتوتر ونأمل ان يركز الشعب العراقي على المستقبل ليتمكن من تجاوز هذه المرحلة ووقف العنف وتحقيق المصالحة الوطنية." على نفس الصعيد أعربت وزارة الخارجية المصرية عن الأسف لقيام السلطات في العراق بالمضي قدما في تنفيذ الحكم باعدام الرئيس العراقي السابق وأن يكون ذلك في أول ايام عيد الاضحى. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن علاء الحديدي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "نأمل في ألا يؤدي تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق .....الى مزيد من التدهور في الاوضاع." الحكومة الاردنية قالت انها تأمل في الا يكون لتنفيذ حكم الاعدام اي "عواقب سلبية ، هذا فيما شكا البعض في الكويت وايران لعدم محاسبة صدام عن الحروب التي خاضها ضدهما. عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن قال لقناة الجزيرة التلفزيونية "الناس في الشارع العربي يتساءلون من الذي يستحق الإعدام.. الحاكم صدام حسين الذي حافظ على وحدة العراق وحافظ على الهوية العربية والإسلامية والتعايش بين مختلف الطوائف السنية والشيعية ..هذا الرجل يستحق المحاكمة أم الذي ورط العراق بهذه الحرب الأهلية الدموية.." مشير المصري عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس الحاكمة قال إن "إعدام الرئيس صدام حسين دليل على سياسة أمريكا الإجرامية والإرهابية وحربها على كل قوى المقاومة في العالم." في الكويت حيث تشتد كراهية الناس لصدام بسبب غزوه البلاد في عام 1990 رحب جاسم محمد الخرافي رئيس البرلمان باعدام صدام قائلا انه جعل الكويت في عيدين. ويرى مراقبون عرب ودوليون ان توقيت تنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية حدد بشكل استفزازي ليتزامن مع عيد الاضحى مما قد يؤجج نيران العنف في العراق. هذا ولم ترد تقارير عن خروج مظاهرات في العواصم العربية حيث انشغل المسلمون بعطلة عيد الأضحى لكن الاف الهنود ومعظمهم من المسلمين نظموا احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة. يشار الى ان محكمة التمييز العراقية صادقت يوم الثلاثاء الماضى على الحكم الذى أصدرته المحكمة الجنائية العراقية العليا في ال 5 من نوفمبر الماضي والذي قضى باعدام صدام حسين شنقا حتى الموت بالاضافة الى أخيه غير الشقيق برزان التكريتي وعواد البندر رئيس محكمة الثورة التي أصدرت أحكام ضد 148 من ابناء قرية الدجيل بتهمة محاولة اغتيال صدام حسين عام 1982م. هذا وكانت القوات الامريكية قد اعتقلت صدام حسين في 13 ديسمبر عام 2003 قرب مسقط رأسه في تكريت, ثم قامت بتسليمه الى الحكومة العراقية الانتقالية التي بدأت بأول اجراءات المحاكمة في الاول من يوليو عام 2004 وانتهت بالحكم عليه بالاعدام في ال 5 من نوفمبر الماضي. وكالات الانباء