اعتبر وزير الثقافة خالد الرويشان جديد التشكيلية الدكتورة آمنة النصيري في معرضها الشخصي الحادي عشر –الذي افتتحه اليوم على رواق بيت الثقافة- التفرد وزيادة خصوصية تجربتها ومنحها تميزا ضاعف من القيمة الابداعية للوحاتها وأنهااستطاعت من خلاله ان تجسد سعيهاالدؤوب في طريق تجديد مشروعهاالفني الذي مكنها من ولوج عالم التشكيل من أوسع أبوابه. وقال"لقد سعدت بمشاهدتي لمحتويات المعرض الذي اعتبره علامة فارقة في تجربة الفنانة الكبيرة والذي اراه في معرضها هذا تهويم دائب في مسارات الروح وافاق التجريب ودهشة البدايات يحتشد العمر في قطرة لون ويتلاشى في شهقة ضوء. وأشار الرويشان في سياق الصورة النثرية التى رسمها عن المعرض - الى خصوصيته المتمثلة في تحول الفنانة من الواقع المحيط بالانسان الى داخل الانسان نفسه، الى داخل الروح ، وارتباط موضوع اللوحة بتجليات الوجدان الانساني، وتعبيرها عن رؤى الفنانة لعلاقة هذا الوجدان بالواقع المحيط. واشتمل المعرض على 45 لوحة نفذتها الفنانة على القماش بالوان الاكريلك (الضبابية والشفافة) وطغى على عدد كبير منها الاتجاه التجريدي وهو ما يمثل جديدا أسلوبيا وتقنيا في تجربتها بالنظر الى اعمالها السابقة والتي ظل الاتجاه التعبيري طاغيا عليها ، وان كانت بعض اعمال المعرض ا لجديد قد مثلت هذا الاتجاه من التعبيرية لكن يبقى الاتجاة التجريدي هو الطاغي على الجديد اسلوبا وتقنية. وعلى صعيد الموضوع مثل الاشتغال على الداخل الإنساني جديدا آخرميز تجربة الفنانة في معرضها الحادي عشر؛ فتجليات الروح وتبدلات الحالة الإنسانية مابين الفرح والحزن والبهجة والألم وغيرها من الحالات الإنسانية التي تعيشها الروح حاولت الفنانة تجسيدها في أشكال رائعة . وتقول النصيري لوكالة الانباء اليمنية(سبأ) "ربماأن اهم مايميز معرضي هذا على مستوى التقنية هو تجاوزي للونية والأشكال البارزة التي طغت على أعمالي السابقة وان كانت ماتزال هذه اللونية موجودة في بعض اعمال هذا المعرض إلا أن غالبية اعمال المعرض تفرد باشتغالي على الألوان الضبابية والشفافة وقد يختلط الأمر لدى البعض ويحسبها ألوان مائية لكنها ألوان اكر يلك على القماش. وأضافت"وهناك تحول آخر وهي صعيد الاسلوب فمعظم أعمالي في هذا المعرض هي أكثر تجريدية وربما ابتعدت فيها عن التعبيرية التي صاحبت أعمالي السابقة وان كانت بعض هذه الأعمال ماتزال موجودة في معرضي هذا . وفيما يخص القناعات التي شكلت خلفية هذا الجديد تقول النصيري : ان الفنان يظل دائما في محترفه في عملية بحث دائم يحاول ان يقدم صورة جديدة وتطورات أسلوبية جديدة وكذا موضوع جديد وإنا في هذا المعرض مثلا على صعيد الموضوع كانت الروح ابرز الموضوعات التي اشتغلت عليها ومثلت اتجاها موضوعيا جديدا بالنسبة لي حيث اشتغلت على التبدلات الروحية الإنسانية المختلفة. وبررت اتجاهها الموضوعي الجديد إلى تأثرها بالأحداث المأساوية التي شهدها العالم في الآونة الاحيرة فضلا عن تاثرها كثيرا بوفاة صديقتها الفنانة الألمانية يانيا جيمتسي التي أهدت هذا المعرض إلى روحها والى روح كل روح بريئة أزهقت دون ذنب. وأكدت التشكيلية النصيري ان اشتغالها على الروح لايمثل انسحابا الى الداخل الانساني خصوصا بعدما كانت تشتغل في اعمالها السابقة على الخارج الانساني( الواقع المحيط بالانسان) وانما هو رصد لتبدلات انسانية لمس معانيها الفنان وأراد التعبير عنها باسلوبة ومن وجهة نظره . زوار المعرض من الفنانين والادباء والمثقفين والمهتمين والذين اكتض بهم رواق بيت الثقافة ابدى عدد منهم إعجابا لافتا بمستوى التطور الذي تجلى جديدا في معرض الفنانة امنة النصيري واعتبروا هذا الجديد اضافة نوعية لافتة الى مسار مشروعها الفني المتميز.