تواصلا لمشهد القوة وفرض سياسية القمع ضد الشعب الأعزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة , قامت طائرات الكيان الإسرائيلي اليوم الخميس بغارات جديدة وصلت حصيلتها إلى الآن خمس غارات استهدفت موقع للحراسة أمام منزل الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطيني وسط مدينة غزة وموقعا لألوية الناصر صلاح الدين والتي راح ضحيتها ثلاثة مقاتلين فلسطينيين واصابة اخرين . وقال مدير عام الاسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية معاوية حسنين، ان جثة الشهيد طلعت هنية في العشرين من عمره أصيب بشكل مباشر في عملية القصف في موقع حراسة امام منزل الناطق باسم الداخلية , مشيرا الى ان ثمانية مواطنين فلسطينيين أصيبوا بشظايا الصاروخ الإسرائيلي الذي سقط على الموقع. وشنت المروحيات الإسرائيلية اليوم ثلاث غارات على مدينة غزة، وأكد شهود عيان لوسائل الاعلام أنها استهدفت حاوية ، كان بداخلها مرافقو خالد أبو هلال الناطق باسم الداخلية الفلسطينية، وكما أفادت وسائل الاعلام في غزة بمقتل عماد شبانه العنصرالبارز في كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وآخر كان برفقته في غارة اسرائيلية جديدة استهدفته اليوم وسط مدينة غزة. واعلن مصدر فلسطيني أن الغارة استهدفت السيارة التي كانت تقل شبانه في شارع الجلاء وسط غزة فيما أكد مصدر طبي فلسطيني ان الغارة اسفرت كذلك عن اصابة خمسة فلسطينيين اخرين بجروح . كما قصفت طائرة حربية إسرائيلية موقعاً أخر لألوية الناصر صلاح الدين شمالي القطاع ، لم يسفر عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين ، كما نجا عدد من مقاتلي سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي من قصف جوي استهدفهم في بلدة جباليا شمال غزة . وعلى الصعيد السياسي هددت حركة المقاومة الاسلامية حماس بمعاودة العمليات الفدائية ضد اسرائيل بعد الغارات الاسرائيلية على غزة, وقال الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ان كل الخيارات مفتوحة للرد على الاعتداءات الاسرائيلية بما فيها العمليات الاستشهادية. وجاء تهديد حماس بعد القصف الجوي الاسرائيلي الذي استهدف موقع القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية اليوم والذي أسفر عن مقتل فلسطيني واصابة أكثر من ثلاثين اخرين بجروح. وافاد شهود عيان ان طائرات حربية اسرائيلية اطلقت على الاقل صاروخا واحدا ادى الى تدمير المبنى المكون من طابقين، واوضح مصدر فلسطيني ان الطابق الثاني من المبنى دمر كليا فيما دمر الطابق الارضي جزئيا، كما ألحق القصف اضراراً كبيرة بعدد من المنازل المجاورة. بالمقابل، قال مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أرجأ زيارة مزمعة لغزة كانت تهدف الى تخفيف حدة التوتر بين حركتي فتح وحماس. وقال المصدر نفسه إن عباس الذي كان يعتزم لقاء رئيس الوزراء اسماعيل هنية لمحاولة تعزيز هدنة هشة في غزة سيَنتظر أياما قلائل إلى أن يتحسن الوضع. في تلك الاثناء افاد مصدر طبي فلسطيني ان فلسطينيا قتل واصيب اثنا عشر اخرون خلال اشتباكات اندلعت ظهر اليوم اثناء تشييع احد عناصر القوة التنفيذية قتل مساء امس في رفح في جنوب قطاع غزة. وكانت حركة حماس قالت ان أحد أعضائها أصيب بالرصاص في قطاع غزة اليوم رغم اتفاق الهدنة بينها وبين حركة فتح، وقد اتهمت حماس مقاتلين ملثمين من فتح بتنفيذ الهجوم الذي وقع بمدينة غزة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس قال في وقت سابق إن جيشه مستعد للهجوم على قطاع غزة من أجل وقف إطلاق الصواريخ من هناك ، وشن حرب اكبر من تلك التي شهدها لبنان الصيف الماضي. وقال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي للتلفزيون الإسرائيلي إن بيرتس والحكومة الإسرائيلية ينتظران مقتل إسرائيليين في عمليات القصف هذه لتبرير هجوم إسرائيل المتوقع . ويهدد بيرتس بشن حرب أقوى من حرب لبنان رغم تقرير لجنة فينو غراد التي حققت في إخفاق الجيش والحكومة في إدارة الحرب التي خرجت منها إسرائيل مهزومة أمام مقاتلي حزب الله. ومن جانب اخر ما تزال الاشتباكات مستمرة في قطاع غزة بين مسلحين من حركتي فتح وحماس فيما ارتفعت حصيلة القتلى من الجانبين إلى نحو أربعين شخصا منذ تجدد الاقتتال، واستمرت الاشتباكات رغم قرار وقف اطلاق النار اعلنته حركة حماس من جانب واحد، وقد تلاه أمر من الرئيس عباس للأجهزة الأمنية التابعة للرئاسة بوقف اطلاق النار، وهو وقف اطلاق النار الرابع الذي يعلن منذ الاحد بين حركتي فتح وحماس. وكان وزير الاعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي اكد في وقت سابق في كلمة مقتضبة القاها خلال اعتصام للصحافيين في رام الله تضامنا مع زملائهم المحاصرين في مكتبهم في غزه اوضح ان (فتح) و(حماس) وافقتا على ايقاف اطلاق النار، وقال البرغوثي ان ذلك يعد "خطوة ايجابية من الطرفين وثمرة اتصالات جرت على اعلى المستويات طوال اليوم". من جهته، اعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ان ما يجري في قطاع غزة من اقتتال داخلي بين اخوة السلاح انما ينذر بنكبة جديدة اذا استمرت الاوضاع على ما هي عليه الان من فوضى وفلتان. ودعا الزعنون في بيان صحافي من العاصمة الاردنية عمان المسؤولين والقادة الميدانيين الفلسطينيين الى مراجعة النفس والتفكير مليا في ما يجري متسائلا "هل من اجل هذا حملنا السلاح ودربنا ابناءنا وكيف سينظر العالم لقضيتنا وابناؤنا يتحاربون ويتصارعون وكيف نطالب العالم بدعم قضيتنا ومساعدتنا على تحقيق اهدافنا الوطنية ونحن يتربص بعضنا ببعض وكيف سنساعد شعبنا لاخراجه من محنته الكبرى اثر الحصار الاقتصادي الظالم الذي يتعرض له والذي جعل ابناءه على حافة الموت". وأضاف "من المفترض ان تتضاعف جهود الجميع لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والتفرغ لبنائها لا هدمها قبل ان تقوم" مذكرا بأن اسرائيل تسعى لبناء 20 الف وحدة سكنية في (ابو ديس) مما يوجب على المؤسسات والبرلمانات الدولية التصدي للاعتداء الجديد. وقال الزعنون "تنبهوا يا من تحملون السلاح في وجه اخوة السلاح وتذكروا (ان القاتل والمقتول في النار) وكفاكم تجاوزا لتعاليم ديننا وقيمنا واخلاقنا وتوقفوا قبل فوات الاوان" سبأنت