صعوبات كثيرة تقف إمام وضع بيئة حمائية للأطفال من الإساءة وسوء المعاملة منها عدم وجود تشريعات رادعة تمنع ممارسة العنف والإساءة للأطفال ضمن الممارسات التي تستحق العقاب، وقلة الإمكانيات والموارد المالية وضعف برامج التوعية والتثقيف لنشر ثقافة حقوق الطفل، تحديات أساسية يواجهها الأطفال في توفير بيئة امنة وفرص الحماية والوقاية للأطفال من الإساءة والإهمال والانتهاك . وكالة الأنباء اليمنية"سبأ" استطلعت أراء عدد من الخبراء والمختصين في مجال شئون الطفولة اللذين شاركوا في المؤتمر الإقليمي الثاني لوقاية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال الذي انعقد بصنعاء خلال الفترة (18 -20) يونيو الجاري .. فإلى حصيلة الاستطلاع:- * غياب البرامج والتشريعات : داليا الشيمي أخصائية نفسية مصرية عاملة في تنمية المهارات والتدخل المبكر وتعديل السلوك للأطفال في مستشفى الجلاء بالقاهرة ترى ان المعوقات التي تقف حجر عثرة امام المختصين بشؤون الطفولة كثيرة منها غياب البرامج الإعلامية الهادفة والمؤثرة في صناع القرار ، وتقول" كل جهة عاوزه تعمل لوحدها رغم ان القاعدة العامة تشير الى ان تكاثف وتكامل الجهود في اطار منظومة كلية يحقق نجاح للمشاريع بالإضافة الى ضعف المتابعة للقواعد والخطط وعدم وجود تشريعات رادعة تمنع ممارسة العنف تعد من ابرز الصعوبات". وأردفت الأخصائية المصرية "من ضمن المعوقات ايضا إيديولوجية وفلسفة الشعب العربي للطفولة والتي تتمحور حول توفير الحاجات الضرورية من ماكل وملبس ومشرب للطفل رغم ان هناك الحماية والرعاية والأمان جميعها من ضمن المستلزمات الأساسية لحياة طفل وبناء انسان صالح لبناء المجتمعات العربية . * الأطفال ملكية خاصة : اما لبنى القدوني منسقة العمل المجتمعي بمركز الملكة رانيا للأسرة والطفل ترى ان الخطوة الاولى لمواجهة التحديات التي تواجه توفير بيئة امنة للأطفال، تتمثل في قناعة المجتمعات العربية بوجود مشكلة عنف واساءة بحق الأطفال وهذه المشكلة لازالت غير معترف بها. وتقول" في بعض المجتمعات العربية لاتعترف بان الاباء والأمهات ليس لهم حق الضرب الذي يترك اثرا على جسد ونفسية الطفل ." وتتابع " هم بيعتقدوا ان الضرب نوعا من التأديب المسموح به وان القانون لن يعاقبهم على تلك الأفعال بعقوبات حازمة أو قاسية ، كما ان بعض الأهالي يعتقدوا ان الأطفال ملكية خاصة ولن يسمح للمنظمات الاهلية التدخل في شؤون العائلة في حالة تلقي البلاغات والشكاوي لمثل حالات العنف والإيذاء الجسدي للأطفال" . وتتابع القدوني التحدي الثاني عدم التناغم بين الهيئات والمنظمات الحكومية والاهلية في خلق نهج تشاركي للتعامل مع حالات الاساءة والوقاية دون ازدواجية بهدف ايجاد برامج حماية مشتركة تهم الأطفال وتساعدهم في بناء مستقبلهم. وأشارت الى خطورة الإعلام والتقنيات الحديثة التي تلعب سيف ذو حدين فمثلما تبث رسائل ايجابية تحمل بالوقت نفسه بعض معاني العنف أو القسوة والافكار الخارجه عن قيمنا وعاداتنا وتخلق بعض التشوش داخل الأسر من تلك الرسائل . * جهود بلا تنسيق : اما عائشة حمد مغاور رئيسة قسم البرامج والأنشطة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تؤكد ان أهم التحديات لتوفير الحماية ضعف دعم وتنسيق الجهود بين الجهات العاملة في مختلف القطاعات المعنية بشؤون الأسرة والطفل بما فيها مؤسسات المجتمع المدني وهيئاته المختلفة لتحقيق التكامل بينها لضمان حقوق الطفل، فضلا عن قلة برامج التوعوية الإعلامية النوعية حول التعامل مع الأطفال سيكلوجيا ونفسيا وشرح مخاطر العنف بمختلف صوره وآثاره على واقع ونماء الأطفال وحياتهم. وأضافت "نقص دورات التدريب والتاهيل للأباء والامهات في اطار الأسرة والمعلمين في المدارس ودور رعاية الأطفال حول تربية الاطفال تدخل في اطار التحديات ". واعربت عائشة عن املها ان تؤخذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر بعين الجدية وتترجم الى برامج عمل في المدارس والنوادي والاماكن الترفيهية للأطفال بالإضافة الى ايجاد دورات وورش عمل للمعلمين واولياء الامور حول طرق التعامل مع الاطفال واساليب العقاب المختلفة دون ضرر . * غياب الامكانات المالية : هدى فارع منسقة دار الأمل في لبنان رأت ان عدم توفر الأمكانيات والموارد المالية لبرامج التوعية والتثقيف وتدريب الكوادر المتخصصة في مجال حقوق الطفل، سبب رئيس في البلاد العربية وخاصة التي تعاني من الحروب والنزاعات المسلحة وكذا البطالة والامية وضعف دخل الأسر كل هذه العوامل والقضايا تؤثر بشكل كبير في نمؤ الاطفال وتقلل في فرص وقاية وحمايتهم وتعرضهم للعنف والاساءة والاهمال . * احصاءات دولية : وحسب احصائيات اليونسيف السنة الماضية هناك حوالي 300 مليون طفل حول العالم معرضين للعنف والإساءة في أسوأ أشكالها.. وحددتهم الاحصائية بالأطفال العاملين والأطفال الذين يتعرضون للعنف من قبل المجتمع أو المدرسة أو أثناء الحروب أو الأطفال المعرضين لبعض الممارسات المؤذية مثل ختان الإناث والزواج المبكر. سبا نت