تنطلق يوم غد الاحد في العاصمة العمانية مسقط منافسات بطولة خليجي 19 لكرة القدم, التي تستمر حتى ال 17 من الشهر الجاري, حيث يستهل اولى منافساتها منتخبا عمان والكويت ، يليهما لقاء اخر بين منتخبي البحرين والعراق . وتدخل جميع منتخبات المجموعة الاولى التي تضم ( عمان و الكويت و العراق و البحرين ) بطموحات الفوز وتحقيق انجاز يمحو حضورها الباهت في التصفيات المونديالية . ويأمل المنتخب العماني الظفر باللقب بعدما خانه الحظ والتوفيق في النسختين الماضيتين من البطولة رغم الأداء الرائع الذي ظهر به خاصة في خليجي17 بالدوحة بشهادة جميع المتابعين والمراقبين للبطولة بعدما خرج من المباراة النهائية عندما أدارت له ضربات الحظ الترجيحية وجهها وابتسمت للمستضيف القطري . وجاءت دورة خليجي 18 ليقدم فيها المنتخب العماني مستويات راقية أيضا توجها بالحصول على تسع نقاط كاملة على حساب جميع فرق مجموعته ليقابل بعد ذلك البحرين في نصف النهائي ويهزمها بهدف بدر الميمني قبل أن يخرج في المباراة الختامية أمام الأبيض الإماراتي . وخاض المنتخب العماني تسع مباريات ودية ودخل في معسكر خارجي بأسبانيا استعدادا لمنافسات خليجي 19, كما خاض بطولة رباعية ودية دولية في مسقط بمشاركة إيران والإكوادور والصين. وأفرزت مباريات الاستعداد هذه جاهزية فنية ونفسية عالية لدى نجوم عمان, حيث كانت مباراتهم الودية الأخيرة أمام السنغال البروفة النهائية التي أعطت الجهاز الفني للمنتخب علامة الإطمئنان الأخيرة. وصرح بذلك الجهاز الفني العماني بقيادة الفرنسي كلود لوروا الذي أكد أن فريقه وصل إلى الجاهزية التي يتوقعها . ومنذ أن قدم لوروا إلى المنتخب العماني غير من الشكل التكتيكي وبات توجهه هجوميا واضحا من خلال طريقة /4-4-2 / التي يؤمن بها ويسلِّم بنجاحها في الحصول على اللقب الخليجي المنتظر. ويبدو أن اللاعبين يسيرون في هذا الاتجاه حيث انسجموا سريعا مع منهجية المدرب الأمر الذي جعل مسيرة إعداد المنتخب تسير وفق الصورة السليمة والمخطط لها . ولعب عمان 83 مباراة حتى خليجي 18 فاز في 12 وتعادل في 16 وخسر55 مباراة دخل مرماه 165 هدفا وسجل 61 هدفا ولكن تبقى أغلب هذه الأرقام مسجلة في الدورات الأولى التي شارك فيها المنتخب. أما المنتخب الكويتي فهو من الفرق التي دائما ما تبتسم دورات الخليج له رغم كل الظروف الذي يمر بها كما حدث في دروة كأس الخليج ال 13 التي استضافتها مسقط عندما قدم على غير عادته وبمدرب أعير له من نادي كاظمة آنذاك مدرب البحرين الحالي التشيكي ميلان ماتشلا لكنه استطاع معانقة اللقب بعد فوزه على العنابي القطري في المباراة النهائية . وتاريخ الكويت في بطولة كأس الخليج غير خافٍ على أحد حيث توجت باللقب الخليجي تسع مرات برقم قياسي لم يصل إليه أي منتخب إلى الآن كما شاركت فيها دون انقطاع منذ الدورة الأولى ولعبت 90 مباراة فازت في 48 مباراة وخسرت 25 في حين سجلت 272 هدفا واستقبل مرماها 88 هدفا فقط . هذا التاريخ الكبير الذي تتغنى به الكويت لن يشفع لها في تخطي منافسيها في هذه البطولة بعدما أوقعتها القرعة مع عمان و البحرين والعراق, الذين يعد ون منافسين أقوياء لها من أجل الظفر باللقب . ويأتي المنتخب الكويتي كأفضل فريق استعد لهذه البطولة بعد منتخبنا الوطني حيث دخل في معسكر إعدادي في جمهورية مصر العربية لعب فيه مباراتين مع أندية مصرية تلعب في الدوري الممتاز خسر في الأولى بهدف ثم تعادل في الثانية سلبيا بعدها رجع إلى الكويت ليخوض مباراة ودية إعدادية مع رديف المنتخب الإيراني . وبعد هذه المباراة سافر الأزرق إلى دولة الإمارات وأقام معسكرا تحضيريا نهائيا لهذه البطولة لعب خلاله مباراة إعدادية أخيرة مع الأبيض الإماراتي تعادل فيها واتسمت هذه المباراة بكثرة التغييرات كأشبه ما تكون بتقسيمة بين اللاعبين أكثر من أنها مباراة تحضيرية نهائية. وتعول الجماهير الكويتية على خبرة محمد إبراهيم في بطولات كأس الخليج لقيادة كتيبته الزرقاء والعودة للانتصارات ومعانقة كأس الخليج للمرة العاشرة. أما المنتخب البحريني فيأمل أن يحقق حلمه الأول لمعانقة اللقب الذي طال انتظاره ورغم أن البحرين من مؤسسي دورة كأس الخليج وهي التي احتضنت البطولة الأولى عام 1970 ألا إنها عجزت عن تحقيق اللقب إلى الآن . وشاركت البحرين في جميع دورات كأس الخليج وانسحبت من واحدة ولعبت 85 مباراة فازت في 28 وتعادلت في 26 ولكنها خسرت 31 مباراة سجلت 96 هدفا واستقبل مرماها 103 أهداف. ويعتبر المركز الثاني أفضل مركز حققه المنتخب البحريني وكان ذلك في خليجي واحد عام 1970 ثم خليجي 6 سنة 82 وخليجي 11 سنة 92 وخليجي 16 عام 2004. وفي آخر بطولتين كانت البحرين حاضرة في نصف النهائي لكنها كانت تخرج على يد منتخبنا الوطني إذ خرجت في خليجي17 بالدوحة بثلاثة أهداف لهدفين ثم تكرر نفس المشهد أيضا في خليجي18 في أبوظبي . ولم يدخل المنتخب البحريني أي معسكرات إعدادية لهذه البطولة حاله كحال أغلب الفرق المشاركة واكتفى بلعب مباراتين إعداديتين كانت الأولى مع منتخب المملكة العربية السعودية وقدم فيها أداء لافتا واستطاع التغلب بهدف وحيد والثانية خرجت بالتعادل مع المنتخب السوري . وسيلاقي البحرين نظيره العراقي في اولى مبارياتهما في خليجي 19 غدا, حيث يسعى من خلالها الى خطف نتيجة المباراة الأولى لهم وبعد ذلك سيقابلون المنتخب الكويتي يوم الأربعاء المقبل ويختتمون الدور الأول بلقاء منتخب عمان صاحب الضيافة يوم السبت القادم . أما المنتخب العراقي فيعود إلى خليجي 19 وهو بطل اسيا النسخة الاخيرة 2007 للمرة الأولى في تاريخه ويحمل في جعبته ثلاث بطولات حققها في خليجي5 و7 و9 و ظلت مشاركة العراق في بطولة كأس الخليج متقطعة فمرة ينسحب وتارة يمتنع عن المشاركة وأحيانا تفرض الظروف والمحن التي يمر بها صعوبات في مشاركة المنتخب العراقي لتأتي دورة خليجي17 في الدوحة وتسجل عودة العراق لأحضان كأس الخليج مرة أخرى ولكنه لم يحقق فيها أي نتائج حيث خرج من الدور الأول. وفي خليجي 18 بأبوظبي كان العراق على وشك الصعود إلى الدور الثاني لكن خسارته من المنتخب السعودي في مباراته الأخيرة أنهت آماله تماما. وعلى العموم لعب المنتخب العراقي في دورات كأس الخليج 38 مباراة فاز في 21 خسر ست مباريات سجل 81 هدفا واستقبلت شباكه 33 هدفا وهذه الإحصائية تعطي مؤشرا إيجابيا للفريق لكن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ عادة بل أكثر ما تقر به هو العطاء والتفاني داخل المستطيل الأخضر. ويتمنى العراقيون أن تكون أرض السلطنة فأل خيرعليهم كما كانت في عام 1984 بيد أن الوضع هذه المرة مختلف تماما والمنافسة لن تكون مع الكويت فقط إنما جميع المنتخبات في المجموعة تحمل حظوظا كبيرة وقوية للصعود والفوز بالكأس على اعتبار أن المستويات الفنية متقاربة بين الفرق . ويعول الجهاز الفني للمنتخب العراقي بقيادة البرازيلي فييرا على قدرات لاعبيه المحترفين خارج العراق من أجل المنافسة على اللقب خاصة يونس محمود والذي يعتبر الهداف الأبرز لفريقه كما يبرز العديد من اللاعبين أيضا كنشأت أكرم وهوار ملا محمد وغيرهم من نجوم الفريق الذين حققوا كاس آسيا للأمم.