توجه الناخبون الجزائريون صباح اليوم الخميس الى صناديق الاقتراع لاختيار ئيس جديد لهم من بين ستة مرشحين يتقدمهم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. ويحق لأكثر من 20 مليون ناخب جزائري التصويت في هذه الانتخابات التي تعد الرابعة من نوعها منذ العمل بنظام التعددية فى الجزائر . وينافس الرئيس الجزائري في هذه الانتخابات كل من لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال، وموسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، وجهيد يونسي الأمين العام لحركة الاصلاح الوطني، وعلي فوزى رباعين رئيس حزب عهد 54 والمرشح المستقل محمد السعيد بلعيد. وسبق ان جاب المرشحون الستة ولايات الجزائر الثماني والأربعين لعرض برامجهم الانتخابية على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية من خلال التجعمات الشعبية والمهرجانات الانتخابية. وأوضح وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني, الليلة الماضية أن كل الضمانات متوفرة من أجل اجراء هذه الانتخابات بشفافية ونزاهة. وأكد زرهوني تفاديا لاي اتهام بالغش ان "النظام الانتخابي الذي يضمن الشفافية واحترام نتائج الانتخابات، مضمون". وشدد على مجيء مراقبين من الاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية في حين ارسلت الاممالمتحدة "بعثة متابعة" كلفت رفع تقرير لامينها العام بان كي مون, علما بان هناك نحو 200 مراقب يمثلون جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي يراقبون الانتخابات . ويعتبر الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الاوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات, كونه يسعى الى تحقيق "غالبية ساحقة" ومشاركة ملائمة في الاقتراع. وردد بوتفليقة مرارا خلال حملته الانتخابية الطويلة التي جاب خلالها 38 ولاية من اصل 48، "صوتوا ضدنا اذا اردتم، لكن صوتوا". وتناقلت تلك الرسالة الموجهة الى 6ر20 مليون ناخب الاحزاب والمنظمات والجمعيات التي تدعمه والتي عقدت ما لا يقل عن ثمانية الاف مهرجان انتخابي في مختلف انحاء البلاد من دون وقوع اي حادث يذكر. ويسعى بوتفليقة الذي انتخب العام 1999 واعيد انتخابه في 2004، الى ارساء شرعيته في اقتراع تقاطعه المعارضة التقليدية وتعتبره "محسوما سلفا" بنسبة لا تقل عن نسبة 99ر84% من الاصوات التي حققها قبل خمس سنوات. وقال الرئيس لدى اعلان ترشيحه ان "الرئيس الذي لا تنتخبه غالبية ساحقة ليس رئيسا". ويخشى خصوم بوتفليقة الخمسة امتناعا كبيرا عن المشاركة في الاقتراع وما انفكوا خلال حملتهم، ورغم وسائلهم المالية "الهزيلة"، يدعون الجزائريين الى التصويت واعدين بانهاء الفساد والمحسوبية وانعدام المساواة الاجتماعية وعدم الاستفادة من ثروات البلاد. فقد اعلن المرشح جهيد يونسي زعيم حركة الاصلاح (اسلامي معتدل) الاربعاء الماضي من ان يأتي على ذكر بوتفليقة ابدا "لن يفوز اي مرشح من الدورة الاولى ب50% من الاصوات لانني شاهدت حجم غضب" الشعب. وتعد لويزة حنون زعيمة حزب العمال (تروتسكي) المراة الوحيدة المرشحة، التي يمكنها الارتكاز على قاعدة سياسية وبرنامج تدافع عنه منذ سنوات طويلة, رغم حصولها على 1% من الاصوات سنة 2004. من جانبهم انتقد كل من موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية (قومي) ومحمد السعيد زعيم حزب العدالة والحرية، الاسلامي المعتدل، وعلي فوزي رباعين زعيم حزب عهد 54 (قومي، 63ر0% سنة 2004)، بشدة الوسائل التي وضعت تحت تصرف "مرشح واحد". في المقابل ابرز بوتفليقة في مواجهة خصومه، حصيلة السنوات العشر التي قضاها رئيسا للدولة واعدا "بالاستقرار والاستمرارية" مع خطة تنمية تبلغ تكاليفها 150 مليار دولار على مدى خمس سنوات وتوفير ثلاثة ملايين وظيفة وبناء مليون مسكن جديد. وتحدث الرئيس المنتهية ولايته خلال حملته على استفتاء قال انه سينظمه حول عفو عام محتمل على المقاتلين الاسلاميين الذين "يستسلمون نهائيا". وتصب المبادرة في سياسة المصالحة الوطنية التي ادت الى استسلام الاف الجهاديين" منذ 1999.