لاتزال رياضة السباحة في بلادنا تراوح مكانها لافتقارها إلى الكثير من الإمكانات والدعم الذي يعتبره مسؤلو الاتحاد العام للسباحة والألعاب المائية ضئيل وغير كاف للنهوض بهذه الألعاب. غياب المسابح الأولمبية خصوصا التابعة للإتحاد أهم مشكلة تواجهها هذه الرياضة بحسب اللاعبين والمعنيين، فضلا عن أن تدني المخصصات المالية للعبة من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية يعوق إقامة بطولات كثيرة للرفع من مستواها . إدارة الأخبار الرياضية والشبابية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) حاولت الاقتراب من هذه المشاكل التي تعانيها لعبة السباحة في اليمن ومدى تأثيرها على تطور ونهوض اللعبة. أمين عام اتحاد السباحة والألعاب المائية جمال علاو أوضح أن الاتحاد اضطر لتعديل برنامج أنشطته وتقليصها من تسع إلى ست بطولات خلال العام الحالي بسبب شحة وتأخر المخصصات المالية فضلا عن وجود ثلاثة مسابح فقط تطابق المواصفات الدولية يمكن إقامة البطولات فيها. غير أن تلك المسابح غير جاهزة في أوقات كثيرة لإقامة البطولات بحسب علاو، فالطقس البارد في صنعاء خلال وقت طويل من العام يؤثر سلبا على إمكانية إقامة البطولات فيها كون مسبح نادي ضباط القوات المسلحة غير مغطى ولامجهز بدفايات للمياه، فضلا عن عدم جاهزية المسبح التابع للمجلس المحلي في تعز الذي يتطلب تجهيزه بالكامل. وعن سبب غياب أنشطة للألعاب المائية في أجندته يوضح أمين عام اتحاد السباحة والألعاب المائية أن إقامة منافسات تلك الألعاب التي تشمل الغطس، كرة الماء، السباحة المفتوحة في البحر، والرقص الإيقاعي، صعب للغاية لعدم وجود مسابح أولمبية مجهزة وتابعة للاتحاد. مبيّنا أن برنامج الاتحاد للموسم الحالي تضمن إقامة بطولة تجريبية لكرة الماء مكونة من أربع فرق. من جانبه يرى رئيس الاتحاد العام للسباحة احمد الحداء أن إقرار اللجنة العليا للمناقصات مؤخرا إنشاء مسبحين خلال العامين القادمين احدهما في صنعاء والآخر في عدن وفق المعايير الدولية يتبعان الاتحاد العام للسباحة والألعاب المائية هو الحل لمشكلة لعبة السباحة والألعاب المائية في بلادنا. وأشار الحداء أنه عند إقامة أي بطولة يضطر الاتحاد إلى استئجار المسبح الاولمبي التابع لنادي ضباط القوات المسلحة في صنعاء أو استئجار مسبح في عدن أو تعز ما يكلفه أعباء كبيرة لا يستطيع تغطيتها. وقال رئيس الاتحاد " بعد استكمال إنشاء المسبحين سيتم التعاقد مع مدرب أجنبي لتدريب اللاعبين والرفع من مستوى اللعبة"، مشيرا إلى وجود مسابح جيدة في بعض المحافظات كأبين وشبوه تابعة للدولة تحتاج إلى الترميم ومعالجة المشاكل المتعلقة بها. وعن تطور لعبة السباحة قال رئيس فرع اتحاد السباحة بأمانة العاصمة صلاح الوجيه إن مستوى اللاعبين في تطور مستمر من بطولة إلى أخرى، وأن فرع الاتحاد يقيم معسكرا داخليا قبل أي بطولة يشارك فيها، لافتا إلى إعداد فرع الأمانة برنامجا لإقامة بطولتين مدرسية وجامعية وأخرى للشركات. واعتبر الوجيه عدم اهتمام الأندية الرياضية بلعبة السباحة، يساهم في الحد من جهود الاتحاد في توسيع قاعدة اللعبة بين النشء والشباب.من جهته قال جمال علاو إن الاتحاد العام للسباحة لا يستطيع إلزام الأندية بتشجيع اللعبة والمشاركة في البطولات لأنها لا تمتلك مسابح خاصة لتدريب لاعبيها. وفي حين يشكو الاتحاد العام للعبة من شحة المخصصات والموارد المالية التي لاتمكنه من إقامة وتوسيع أنشطته، يرى بطل الجمهورية السابق في سباحة الفراشة طه شميله أن اهتمام الاتحاد بالسباحين في تراجع، مستشهدا بإهمال معالجة إصابته التي أعاقت مشاركته في البطولة الأخيرة ابريل الماضي، وهو الحال ذاته لبطل سباحة الصدر من منتخب عدن محمد الجبري. ولفت شميله إلى توقف الدعم الضئيل الذي كان يتلقاه السباحون المحترفون على المستوى المحلي من قبل الإتحاد. ويرى شميله أن لاعبي السباحة في المحافظات يعانون كثيرا لعدم وجود مسابح في محافظاتهم تمكنهم من التدريب الصحيح والإعداد الجيد لبطولات الجمهورية، بالإضافة إلى غياب الدعم من اللجنة الأولمبية واتحاد اللعبة. ويوافقه في الرأي لاعب السباحة من منتخب محافظة عدن عبدالغني احمد عبدالنبي ، مؤكدا أن غياب المسابح التابعة لاتحاد اللعبة وغياب المعسكرات التدريبية يشكلان أهم العوائق لإعداد السباحين في المحافظات. وأشار عبدالنبي إلى منعه من التدريب في احد مسابح عدن قبل أسبوع من البطولة الأخيرة في أبريل الماضي بسبب عدم دفع فرع الاتحاد للاشتراكات. و يُجمع أغلب المعنيين والمتابعين على التطور المستمر في مجال التنظيم والتحكيم للعبة السباحة، حيث يشيد بطل الجمهورية السابق طه شميلة بمستوى تنظيم اتحاد اللعبة لبطولة الجمهورية الأخيرة التي كانت أفضل بكثير من سابقاتها من حيث الإعداد والتحكيم بحسب تعبيره. ويرى المشرف الرياضي بنادي الشرطة حسين الرياشي أن دورات التحكيم والتدريب التي ينظمها الاتحاد العام للعبة سنويا وفق المعايير الدولية كان لها أثرا إيجابيا في تحسن مستوى التنظيم والتحكيم لمسابقات اللعبة. المشرف الفني بالاتحاد العام للسباحة رئيس لجنه الحكام، الحكم الدولي ناصر سلامة مبروك من جهته وصف مستوى التحكيم للعبة بالجيد رغم حاجة الحكام لدورات تدريبية داخلية وخارجية أكثر للرفع من مستواهم بحسب تعبيره. ولفت مبروك إلى أن فريق الحكام في المسابقة الواحدة يتكون من 32 حكما موزعين بين حكم شارة وتوقيت وطاولة، معتبرا أن طريق النهوض باللعبة يمر عبر إنشاء أحواض سباحة أولمبية وتأهيل الحكام والمدربين داخليا وخارجيا. وأرجع أمين عام اتحاد السباحة قلة المشاركات الخارجية للعبة إلى مستواها المتدني في اليمن الذي لم يرتق إلى المستوى العربي للمعوقات المذكورة سابقا. وأوضح علاو أن الاتحاد يعتذر غالبا عن المشاركات الخارجية على المستويين العربي والدولي باستثناء اولمبياد بكين وبطولة اسيوية أخرى فرضتا على الاتحاد. مؤكدا سعي الإتحاد لرفع مستوى اللعبة من خلال تكثيف البطولات المحلية وتنظيم دورات تدريبية لمدربين وحاكم اللعبة منذ ثلاثة أعوام.