دشنت مؤسسة العفيف الثقافية بالتعاون مع معهد البحث للتنمية بفرنسا والمركز الثقافي الفرنسي بصنعاء اليوم مشروع الثقافة العلمية والتقنية في اليمن تحت شعار "العلوم وانتصار الإرادة". وفي التدشين الذي حضره عدد من الاختصاصيين والأكاديميين والمهتمين أشاد وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي بالمشروع الثقافي العلمي والتقني النموذجي الموجه نحو قضايا الشباب الذي تنفذه مؤسسة العفيف بالتعاون مع معهد البحث للتنمية بفرنسا، منوهاًَ بما تقدمه مؤسسة العفيف من مشاريع نموذجية فريدة في ملامستها للواقع الثقافي في اليمن. وقال الوزير: إن هذا النشاط الموجه نحو قضايا الشباب له دلالاته الهامة المعبرة عن حيوية هذه المؤسسة التي تقف وراء هذا المشروع الثقافي المتميز بنشاطاته المتعددة و المتنوعة والتي تغطي كل ألوان الطيف الثقافي. وأكد الوزير المفلحي اهتمام وزارة الثقافة بالمؤسسات الثقافية الإبداعية النوعية ومؤسسات المجتمع المدني باعتبارها شريكاً فعالاً في المشروع الثقافي التنموي لليمن. من جانبه أشاد نائب وزير التعليم العالي والبحث العالمي الدكتور محمد محمد مطهر بالمشروع وبخاصة تركيزه على نشر الثقافة العلمية بين الشباب والمثقفين، لافتاً إلى أهمية هذه المشاريع وحاجة اليمن لها نظراً للدور الذي تعلبه في نشر المعرفة العلمية باعتبارها أحد أهم العناصر الأساسية في عملية التنمية، مشيراً إلى أن نسبة الملتحقين بالمجالات العلمية وصلت مؤخراً نحو 30 %، وهذا مؤشر جيد للتنمية الحقيقية في اليمن، داعيا رجال الأعمال إلى تبني مثل هذه المشاريع العلمية من خلال المؤسسات الثقافية. كما أشاد نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني المهندس علوي بافقيه بالبرنامج الثقافي العلمي الذي تقيمه المؤسسة، منوهاً بأهمية هذه البرامج في تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في العمل المجتمعي والثقافي، مشيرا إلى أن هذا المشروع يعبر عن أهمية الشراكة الحقيقية بين العمل الحكومي و المجتمع المدني، مثمناً دور مؤسسة العفيف في إقامة هذا المشروع الذي يسهم في عملية تأهيل الشباب ويساعد على الحد من البطالة بين أوساطهم. فيما أوضحت كلمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة العفيف عبد الباري طاهر أن هذا المشروع يعد الثالث الذي يتم فيه التعاون مع المعهد الفرنسي، مثمناً تعاون واهتمام المعهد بالبحث العلمي في اليمن وهو الاهتمام الذي يأتي من إدراكه العميق بحاجة اليمن إلى البحث العلمي وإلى تنمية القدرات العقلية والاختراعية في مجال إطلاق قدرات الإنسان في الابتكار والإنجاز. لافتاً إلى أن الحضارة اليمنية السبئية والمعينية والحميرية كانت منذ القدم صاحبة إنجازات حضارية مادية تمثلت في السدود، والمدرجات الزراعية ونحت القصور الشامخة، وفن التحنيط، وغيرها من الزراعة ونظم الري وصناعة السفن وغيرها من العلوم والمعارف بمواسم الإبحار والزراعة والتجارة ووساطة ما بين الشرق والغرب في العالم. فيما ألقى مدير المركز الثقافي الفرنسي بصنعاء جويل دوشي ليه كلمة أكد فيها تكريس المشروع للعلم انطلاقا من مبدأ العلم في خدمة الحياة اليومية، مشيراً إلى أهمية العلم و دوره في تنمية وتقدم الشعوب، مثمناً دور المؤسسة وتعاونها في خلق ونشر ثقافة العلوم التقنية والعلمية بين أوساط الشباب والأجيال. من جانبه أكد الخبير العلمي للمشروع الدكتور محمد عبد الباري القدسي حاجة المجتمع اليمني للثقافة علمية تحقق، لافتاً إلى أن أهمية المشروع في ظل ندرة المشاريع المماثلة في مجتمع هو أحوج ما يكون إلى ثقافة علمية تقيه مصارع الجهل بالعلوم. وقال: ما أحوج مجتمعنا إلى مزيد من التوعية العلمية بكل شيء نعيش معه وفيه وبه، وحاجتنا للتوعية بمضار سلوكنا السيء في البيئة واستخدام السموم في القات والمحاصيل الزراعية، وثقافة تردم الهوة بيننا وبين عالم التقنية المتسارع الخطى نحو عالم مؤتمت لا مكان فيه للأمية الإلكترونية ناهيك عن الأمية. ودعا القدسي مختلف وسائل الإعلام إلى مساندة المؤسسة في إبراز ما توصلت إليه في هذا المشروع بهدف إيصال الفكرة إلى أكبر قدر من الفئات المستهدفة على النحو المطلوب. ويهدف المشروع الذي يستمر حتى11 يونيو القادم إلى تسليط الضوء على القضايا العلمية و توظيفها و الاستفادة منها في خدمة التنمية،ومناقشة الحلول الهادفة إلى التغلب على بعض العقبات الاجتماعية والثقافية المعيقة لنشر الثقافة العلمية والتقنية باليمن، وربط العلوم بالجمهور من خلال مدخل الحاجة والاستخدام، وقديم العلم بطرق سهلة إلى المتلقي بما يضمن تحقيق التفاعل المطلوب. ويتضمن البرنامج الذي قرأه المسؤول الثقافي بالمؤسسة محمد عبد الرحمن الشرعبي عدداً من الفعاليات الموزعة ما بين محاضرات ومعارض للكتب، والمخترعات، وعروض مسرحية وفلمية، وغيرها من الفعاليات الثقافية والعلمية المتعلقة بقضايا الشباب و تعريفهم بأهم التحديات المستقبلية، وكيفية مواجهتها، وكذا التعريف بحال الثقافة العلمية في اليمن، وأهم المشكلات التي تعترضها، وأوجه تطورها. ويركز المشروع على جوانب التأهيل والتدريب لمجموعة من الشباب والمهتمين في مجال الحاسوب واستخداماته، وإقامة معارض علمية للكتاب، والابتكارات العلمية لمجموعة من خريجي الجامعات اليمنية في مجالات الحاسوب والاتصالات والعلوم ومعرض رسوم تجسد أهم المشكلات التي تواجه نشر الثقافة العلمية في اليمن، إضافة إلى برنامج تأهيلي لنشر المصطلحات العلمية باللغة الفرنسية. وكان الوزير المفلحي ونائبا وزيري التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني ونائب رئيس جامعة صنعاء الدكتور أحمد الكبسي قد افتتحوا معرض العلوم التقنية، وطافوا بأجنحة المعرض، واستمعوا من أصحاب المشاريع العلمية لإيضاحات حول المشاريع والاختراعات الإبداعية ضمها المعرض. وأشادوا بتلك الأعمال، والتي تمثلت في تصاميم ومجسمات هندسية لمشاريع معمارية، واختراعات تقنية وفنية في مجال الكهرباء والمحركات، ونماذج من أنواع الثروات المعدنية والأحجار اليمنية، وأخرى من الأحياء البحرية والبرية المحنطة والمعالجة علمياً.