يُعد الشباب ركيزة أساسية لتطور ونهوض أي مجتمع لما يمتلكه من طاقات هائلة للإنتاج والإبداع في شتى المجالات من شأنها الإسهام في عملية التنمية لأي بلد. وتصف الإحصائيات السكانية المجتمع اليمني بمجتمع "فتي" كون الشباب يمثل السواد الأعظم من عدد السكان، الأمر الذي يحتم على الدولة استكشاف واستثمار تلك الطاقات وتسخيرها لخدمة التنمية في البلاد. القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أدركت مبكرا أهمية الاستفادة من طاقات الشباب الخلاقة فأولت هذا القطاع الحيوي الهام الدعم والرعاية في شتى المجالات. ومن ضمن أوجه ذلك الاهتمام تبرز جوائز رئيس الجمهورية للشباب كأهم فعالية وطنية أوجدت حراكا إبداعيا شبابيا كبيرا في مختلف المجالات بحسب المتابعين والمعنيين. ومثّل القرار الجمهوري بانطلاق جوائز رئيس الجمهورية للشباب ابتداءً من عام 1999م قفزة نوعية نحو تحفيز الشباب للإبداع والابتكار ليس في مجالات الجائزة وحسب، بل في مختلف المجالات. وخصص القرار الجائزة لمن هم دون 30 عاما في تسعة مجالات هي القرآن الكريم وعلومه، الشعر، القصة، النص المسرحي، الفن التشكيلي، العلوم التطبيقية، العلوم الطبيعية، الغناء، والموسيقى، بالإضافة إلى تشكيل لجنة خاصة بالجوائز من الجهات المعنية سُمي فيما بعد بمجلس أمناء الجائزة. ومع الإقبال الكبير للشباب والفتيات من كافة المحافظات لنيل الجائزة صدر قرار جمهوري آخر عام 2003م قضى بتوسيع المشاركة لنيل الجائزة منذ الدورة الخامسة لتقام في كل محافظة على حدة وإنشاء لجان فرعية فيها بحيث يتأهل الفائزون في المحافظات إلى التنافس لنيل الجائزة على المستوى النهائي الذي يجمع المبدعين من جميع محافظات الجمهورية. ذلك القرار مثّل أول قفزة نوعية لتطوير الجائزة فارتفع عدد المتقدمين من 323 متقدما منهم 56 فتاة في الدورة الرابعة إلى 779 متقدما منهم 216 فتاة في الدورة الخامسة وبنسبة ارتفاع بلغت 141%، مايدل على صوابية القرار الهادف إلى تحفيز أكبر كم من الشباب نحو الإبداع في مختلف المجالات. وتتكون لجان تحكيم الجائزة في مجالاتها التسعة على المستوى النهائي من 27 عضوا هم أفضل المتخصصين على مستوى الجمهورية بواقع رئيس وعضوان لكل مجال من مجالات الجائزة. وحددت القيمة المالية للجائزة على المستوى النهائي بمبلغ مليون ريال لكل المجالات السبعة هي القرآن الكريم وعلومه، الشعر، القصة، النص المسرحي، الفن التشكيلي، الغناء، والموسيقى، فيما تبلغ قيمة الجائزة في مجال العلوم التطبيقية مليوني ريال ومثلها في مجال العلوم الطبيعية، فضلا عن حصول الفائزين بالجوائز على شهادة تقديرية ممهورة بتوقيع رئيس الجمهورية. ويحصل الفائز بالجائزة على مستوى محافظته في أي من المجالات السبعة المذكورة آنفا على 100 ألف ريال، فيما يحصل الفائز بالجائزة في مجال العلوم الطبيعية على 200 ألف ريال ومثلها في مجال العلوم التطبيقية. كما تقوم الأمانة العامة بطباعة ألف نسخة لكل عمل فائز بالجائزة على المستوى النهائي، فضلا عن إعطاء الفائزين الأولوية لتمثيل اليمن في المحافل الخارجية كلُ في تخصصه. نقلة نوعية أخرى شهدتها الجائزة ابتداءً من الدورة الثامنة حيث أقر مجلس الأمناء حينها إقامة ملتقى وطنيا للشباب الفائزين بالجائزة على مستوى المحافظات والمستوى النهائي لعرض إبداعاتهم وإبرازها نتيجة للحراك الذي أوجدته الجائزة في أوساط الشباب في مختلف المجالات فضلا عن تعميق ثقافة الوحدة الوطنية بين الشباب من مختلف المحافظات. وضم الملتقى الوطني الأول الذي أقيم مطلع عام 2008 الفائزين بالجائزة منذ انطلاقها وحتى تلك الدورة من جميع المحافظات كبداية لتقليد سنوي ضمن فعاليات الجائزة وهو ما تحقق في الملتقى الوطني الثاني في الدورة التاسعة. وتضمن فعاليات الملتقيان اللذان أقيما في صنعاء وعدن على التوالي، عرضا لإبداعات الشباب في كافة المجالات حيث أقيمت معارض لأعمال الفائزين في مجال الفن التشكيلي والمنتجات الأدبية الأخرى، ومعارض لاختراعات وابتكارات المتسابقين خلال الدورات الماضية للجائزة فضلا عن صباحيات شعرية وقصصية أحياها مجموعة كبيرة من الشعراء المتنافسين على الجائزة. وأضفت تلك الملتقيات بعدا جماهيريا واسعا للجائزة في أوساط الشباب والمثقفين والمهتمين، وأبرزت قدرات الشباب وساهمت في تنميتها ما ساعد على تحقيق جانبا هاما من البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية فيما يتعلق بهذه الشريحة الهامة والكبيرة. إحصائيات الأمانة العامة للجوائز أظهرت ارتفاعا مضطردا في عدد المتقدمين لنيل الجائزة منذ دورتها الأولى وحتى العاشرة وبنسبة وصلت إلى 623% بين هاتين الدورتين. حيث بلغ عدد المتقدمين لنيل الجائزة في العام 1999 (الدورة الأولى) 143 شابا وفتاة، فيما بلغ عدد المتقدمين لنيل الجائزة في العام 2008 (الدورة العاشرة) 1034 شابا وفتاة وبزيادة 891 متقدما ومتقدمة. أمين عام جوائز رئيس الجمهورية للشباب فؤاد الروحاني اعتبر تلك الأرقام في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) دليلا واضحا على مدى تطور وأهمية تلك الجوائز والحراك الإبداعي في شتى المجالات الذي أوجدته في أوساط الشباب. من جانبه نوه وزير الشباب والرياضة رئيس مجلس أمناء جائزة رئيس الجمهورية للشباب حمود عباد بالاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية بالشباب والفتيات ودور الجائزة في استيعاب الطاقات وسبل التعامل مع المستجدات العصرية والإطلاع على مختلف الثقافات. وقال الوزير عباد " إن حكمة فخامة الرئيس في وضع هذه الجوائز تتجلى من خلال إتاحة الفرصة أمام الشباب للتنافس الشريف والبناء فيما بينهم لنيل الإبداع والتألق في القرآن والفنون والعلوم". وفيما أكد رئيس مجلس الأمناء أن الجائزة خلقت جوا كبيرا من الإبداع في أوساط الشباب والفتيات في مختلف المجالات العلمية والأدبية والثقافية، أعتبر وكيل وزارة الشباب والرياضة عبدالله بهيان الجائزة أبرز الانجازات التي تحققت للشباب في كنف الوحدة اليمنية المباركة، مشيرا إلى أهمية الجائزة في الاهتمام بالشباب وخصوصا المبدعين منهم. الفنان الكبير محمد مرشد ناجي رئيس لجنة التحكيم لجائزة رئيس الجمهورية للشباب في مجال الغناء أكد على أهمية استفادة الفائزين بالجائزة من المردود المالي والمعنوي، مشيرا إلى أن استفادة أحد الفائزين بالجائزة في إحدى دوراتها السابقة فأسس فرقة فنية مازالت تعمل بنجاح حتى اليوم. ولفت إلى ضرورة تطوير الجائزة في مجال الغناء عبر وضع شروط وضوابط أكثر صرامة بهدف إيجاد مخرجات أكثر فاعلية واستفادة الفائزين بها في تنمية وتطوير مواهبهم الفنية. الفائزة بجائزة العلوم الطبيعية على مستوى حضرموت الساحل للعام 2008 أمجاد أحمد جروان اعتبرت الجائزة ركيزة أساسية لتشجيع الشباب وتحفيزهم لبذل أقصى طاقاتهم بغية تحقيق طموحاتهم وأهدافهم لتحقيق رفعة اليمن وازدهاره. وقالت جروان "إن أهمية الجائزة تكمن في استهدافها للشباب باعتبارهم أهم فئة منتجة للمستقبل وبث روح التطلع والمنافسة نحو الأفضل ورد الجميل سيكون في مواصلة عجلة الإبداع". ويوافقها الرأي الفائز بمجال النص المسرحي عن محافظة الضالع للعام 2008 ماجد صالح سعيد الذي أكد أن الجائزة حافزا قويا للشباب لتحقيق المزيد من التقدم والإبداع وبذرة من بذور الدعم الثقافي والعلمي والإبداعي للشباب. أما الفنان شرف القاعدي الفائز بجائزة الغناء على مستوى الجمهورية لعام 2003 قال:" إن دافعه للمنافسة على نيل الجائزة هو إبراز موهبته والتعرف على ألوان الغناء المتعددة من خلال الشباب الموهوبين القادمين من جميع محافظات الجمهورية". واعتبر الفنان القاعدي الجائزة انطلاق لمرحلة العطاء الكبير، مشيرا إلى استفادته المعنوية الكبيرة من الجائزة بغض النظر عن الجانب المادي. وأضاف:" الجائزة أبرزت التنوع الفني الكبير في وطننا اليمني، لكن الأهم هو ما بعد الجائزة فيجب مواصلة دعم الفائزين بمنح دراسية أو إصدار البومات غنائية أو مصحف مرتل مثل المجالات الأدبية". من جهته يؤكد المتقدم لنيل الجائزة بدورتها الجديدة ال11 في مجال العلوم التطبيقية فهمي القدسي أن الدافع هو الاستفادة من الجائزة معنويا وماديا في إبراز موهبته في مجال الهندسة المعمارية خصوصا بعد اطلاعه على تجربة أحد الفائزين السابقين بالجائزة الذي استفاد كثيرا منها في مستقبله العملي والعلمي. وبحسب تقرير الأمانة العامة للجوائز فإن إجمالي عدد المتقدمين لنيل الجائزة منذ دورتها الأولى وحتى العاشرة في جميع المحافظات بلغ ستة آلاف و567 شابا وفتاة، فيما بلغ عدد المتأهلين منهم إلى المرحلة النهائية للمسابقة ابتداء من الدورة الخامسة 743. وبلغ عدد الفائزين بالجائزة على المستوى النهائي حتى الدورة التاسعة 96 منهم 80 شابا و16 فتاة، حيث شهدت الدورة الأولى فوز ستة شبان بالجائزة من إجمالي 143 متقدما، فيما فاز في الدورة الثانية تسعة متقدمين منهم فتاة واحدة بعد أن تقدم لنيل الجائزة 198 متقدما. وفي الدورة الثالثة فاز تسعة متقدمين منهم ثلاث فتيات من إجمالي المتنافسين البالغ عددهم 292، وفاز بالجوائز في دورتها الرابعة 12 متقدما منهم فتاة واحدة. وفي الدورة الخامسة التي شكلت مرحلة جديدة من التطور فاز بالجائزة 14 متقدما منهم ثلاث فتيات من إجمالي المتأهلين إلى المستوى النهائي البالغ عددهم 97 بعد فوزهم بالجائزة على مستوى محافظاتهم من 779 متقدما، فيما فاز في الدورة السادسة 12 متقدما منهم فتاة واحدة من إجمالي المتأهلين إلى المستوى النهائي البالغ عددهم 98 بعد فوزهم بالجائزة على مستوى محافظاتهم من 975 متقدما. وفاز بالجائزة في دورتها السابعة 12 متقدما منهم فتاتان من إجمالي المتأهلين إلى المستوى النهائي البالغ عددهم 121 بعد فوزهم بالجائزة على مستوى محافظاتهم من إجمالي 909 متقدما، بينما فاز بالجائزة في دورتها الثامنة 12 متقدما منهم ثلاث فتيات من إجمالي المتأهلين إلى المستوى النهائي البالغ عددهم 126 بعد فوزهم بالجائزة على مستوى محافظاتهم من إجمالي 1065 متقدما. كما فاز بالجائزة في دورتها التاسعة 10 متقدمين منهم فتاتان من إجمالي المتأهلين إلى المستوى النهائي البالغ عددهم 114 بعد فوزهم بالجائزة على مستوى محافظاتهم من 849 متقدما. وفي الدورة العاشرة التي شارفت على الانتهاء خلال الأيام القليلة القادمة، تأهل إلى المستوى النهائي 163 متنافسا بعد فوزهم بالجائزة على مستوى محافظاتهم من إجمالي 1034 متقدما فضلا عن تأهل 23 متقدما إلى المستوى النهائي مباشرة وذلك لفوزهم في دورات سابقة على مستوى محافظاتهم. ووفقا لتقرير الأمانة العامة فإن مجالي الشعر والفن التشكيلي احتلا المرتبة الأولى من حيث عدد الفائزين بالجائزة على المستوى النهائي حتى الدورة التاسعة ب17 فائزا ، فيما جاء ثانيا مجال الغناء ب16 فائزا، فيما حل مجال القرآن الكريم ثالثا ب15 فائزا، والقصة رابعا ب12 فائزا. واحتل مجال النص المسرحي المرتبة الخامسة ب10 فائزين، والعلوم التطبيقية سادسا بأربعة فائزين، والموسيقى سابعا بثلاثة فائزين، فيما حل مجال العلوم الطبيعية في المرتبة الأخيرة بفائزين اثنين كانا في الدورتين السادسة والتاسعة فقط. وخلال عشر دورات كان مجال الشعر الأكثر إقبالا من قبل الشباب والفتيات حيث تقدم لنيل الجائزة خلال الدورات العشر ألف و669 متقدما فيما جاء مجال القصة في المرتبة الثانية من حيث عدد المتنافسين بألف و205 متقدما، والفن التشكيلي ثالثا بألف و81 متقدما، والقرآن الكريم رابعا ب992 متقدما ، والغناء خامسا ب527 متقدما، والنص المسرحي سادسا ب403 متقدما، والعلوم التطبيقية سابعا ب401 متقدما، والعلوم الطبيعية ثامنا ب162 متقدما، فيما جاء مجال الموسيقى في المرتبة الأخيرة ب127 متقدما.