تحتضن العاصمة صنعاء خلال الفترة (27-28) مايو الجاري الدورة السنوية ال 12 لاجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة في ظل تحديات اقتصادية عالمية كبرى ألقت بضلالها على اقتصاديات البلدان العربية . وأوضح وزير السياحة نبيل حسن الفقية لوكالة الإنباء اليمنية (سبأ) أن أعمال المؤتمر الوزاري ستبدأ غدا بالاجتماعات التحضيرية للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء السياحة العرب، تمهيدا لبدء أعمال المجلس. وأكد الوزير الفقيه أن اجتماعات المكتب التنفيذي تأتي بعد أن استكملت وزارة السياحة كافة التحضيرات والترتيبات لانعقاد إعمال المؤتمر الوزاري العربي للسياحة وكافة الفعاليات المصاحبة له. وقال " سيناقش المكتب على مدى يومين عدد من القضايا المطروحة على جدول اعمال المجلس الوزاري العربي للسياحة من أبرزها إنشاء جائزة للمجلس للجودة السياحية, وأسس ومعايير اختيار عاصمة السياحة العربية, ونتائج مؤتمر الأمن السياحي, واعتماد شعار المجلس, بالإضافة إلى عرض للمقومات السياحية في الدول العربية". ولفت الفقيه إلى إن الدورة ستناقش كذلك خطة العمل المقترحة للأعوام 2009-2010، وتعزيز السياحة البينية العربية.. مؤكدا أنه سيتم في الاجتماع اختيار أول المدن العربية الفائزة لتكون عاصمة السياحة العربية للعام 2010م. ونوه بما تتمتع به المنطقة العربية من مقومات جذب سياحي تبرز في أشكال متعددة من المنتجات السياحية كالثقافية والترفيهية والدينية وسياحة المؤتمرات.. مؤكدا أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك في مجال صناعة السياحة بهدف المساعدة في زيادة الطلب على المنتج السياحي العربي. كما أكد على أهمية تفعيل السياحة البينية العربية خصوصا عقب الأزمة المالية العالمية التي أثرت على الاقتصاديات العالمية بما فيها البلدان العربية .. لافتا إلى أن تعزيز العمل السياحي العربي أضحى اليوم مطلبا أساسياً بإعتباره رافدا مهما للدخل القومي للبلدان العربية. وتأتي اجتماعات الدورة الثانية عشرة لمجلس وزراء السياحة العرب في ظل تحديات كبيرة تواجه التنمية السياحية المستدامة في الوطن العربي تستدعي- حسب خبراء دوليون -بحث القضايا المتعلقة بنمو السياحة والحاجة إلى سياسات واستراتيجيات للتنمية المستدامة في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الشراكة بين القطاعين السياحيين العام والخاص وصولا للتنمية السياحية المستدامة. وتبرز أهمية التعامل مع تحديات النمو والاستدامة بشكل يضمن استمرار القطاع السياحي كمشغل رئيسي للقطاعات الاقتصادية العربية من بين أبرز تلك التحديات تعزيز الاستثمارات ومواجهة الارهاب الذي يستهدف السياحة، مما يحتم ضرورة وضع أجندة واضحة للتعامل مع هذه التحديات وضمان انعكاس نمو القطاع السياحي على المجتمعات المحلية التي ما زالت علاقتهما ضعيفة. فيما دعا مهتمون عرب واجانب إلى مراعاة التخطيط والتنفيذ السياحي للمكونات البيئية في المجتمعات المحلية وأن تكون نوعية الاستثمارات السياحية صديقة للبيئة. وطالبوا أن يتم اعتبار السياحة كصناعة تصديرية ومنحها الحوافز التي تقدمها معظم الدول للصناعة في هذا الجانب، خاصة وأنها مشغل هام للعمالة الوطنية، وجاذب للاستثمارات المحلية والإقليمية والعالمية. وكان نائب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي أكد في تصريحات صحفية على ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه قطاع السياحة، ليس من خلال تحقيق النمو فحسب بل من خلال إدارته وتوجيهه نحو أهداف التنمية. وعرض الرفاعي بعض هذه التحديات التي تتمثل بتأثير الأوضاع والأزمات الاقتصادية العالمية، وارتفاع أسعار الطاقة والنقل الجوي، والأزمات البيئية، واختلال أسعار صرف العملات الرئيسية، والتحدي الأمني الذي تمثله النزاعات والحروب. فيما دعا مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية الدكتور محمد التويجري إلى ضرورة أن يشعر المواطن العربي بأنه الشريك والمستفيد من السياحة والعناية بالقوى المدربة وتطويرها، بالإضافة إلى المحافظة على التراث والعادات والتقاليد والآثار. وكان العنصر البشري، أحد ابرز المحاور التي تركزت عليها دعوات منظمة السياحة العالمية في المؤتمرات السابقة، حيث دعا رئيس المنظمة العربية للسياحة، الدكتور بندر بن فهد الفهيد في وقت سابق،إلى التخطيط السليم والمستدام والاستثمار المسؤول، بالإضافة إلى رفع وتيرة الاستثمار في العنصر البشري من خلال التأهيل والتدريب. ومثلت قضايا النمو السياحي والحاجة إلى سياسات واستراتيجيات وأدوات للتنمية المستدامة، والشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل تنمية سياحية مستدامة أبرز محاور الاجتماعات السابقة بالاضافة إلى البحث في فرص الاستثمار السياحية في المنطقة، ووضع أسس ومعايير للتنمية المستدامة، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنمية المجتمعات المحلية، والشراكة في مواجهة تحديات تغير المناخ. ومن المقرر أن تتركز الاجتماعات حول موضوع تنمية الموارد البشرية كأولوية لقطاع السياحة العربي، حيث تشير الإحصائيات إلى تنامي الهوة بين أعداد المشاريع السياحية في العالم العربي وبين حجم الموارد البشرية المؤهلة لإدارتها وتطويرها واستدامتها. وكانت اعمال الدورة الحادية عشرة للمجلس الوزاري العربي للسياحة قد عقدت في العاصمة الأردنية عمان في يونيو 2008م.