بعد ست سنوات من تمركزها داخل المدن والنواحي والقصبات العراقية, بدأت قوات الاحتلال الاميركي اليوم الثلاثاء الانسحاب الى قواعد لها خارج هذه المدن والنواحي. وتمثل عملية الانسحاب هذه مرحلة مهمة على طريق استعادة القوات العراقية المسؤولية الكاملة في العراق, على ان يتلوها عملية انسحاب الكامل نهاية العام 2011، وفقا للاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن في شهر نوفمبر الماضي. فمن المقرر ان يتولى نحو 750 الف عنصر من قوات الامن العراقية مسؤولية امن العراق اعتبارا من الاول من شهر يوليو المقبل بعد مغادرة القوات الاميركية المدن العراقية. وحتى ذلك الحين سيكون على القوات العراقية، التي تتألف من 500 الف شرطي وما بين 200 الى 250 الف جندي، ملء الفراغ الذي ستتركه القوات الاميركية خصوصا في المدن الكبيرة مثل الموصل . وبهذه المناسبة أعلنت الحكومة العراقية ال 30 من يونيو عطلة بمناسبة انسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية، لكن القوات الامنية كانت منتشرة بقوة لمنع اي مجموعات مسلحة من الاخلال بالامن. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان "الحكومة قررت ان يكون يوم 29 يونيو يوم احتفالات وان يكون يوم 30 يونيو يوم عطلة في القطاع العام . ونظمت السلطات العراقية عرضا عسكريا لقواتها الامنية اليوم احتفاءا بانسحاب القوات الاميركية من المدن, حضره رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائباه برهم صالح ورافع العيساوي ووزراء الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني والامن الوطني شيروان الوائلي وسفراء دول اجنبية وعربية بينهم سفيرا الولاياتالمتحدة وبريطانيا في العراق. فيما حضره من الجانب الاميركي قائد القوات الاميركية وعدد كبير من القادة العسكريين والامنيين العلكي عند بدء الاحتفال بوضع اكاليل من الزهور على ضريح الجندي المجهول في ساحة الاحتفالات الكبرى وسط بغداد، وفعل الامر عينه كل من وزيري الدفاع والداخلية وقائد القوات الاميركية. وبعدها جرى عرض عسكري لجميع اقسام قوات الجيش والشرطة العراقيين، وقوات مكافحة الارهاب. وفي كلمة له بالمناسبة قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "اننا اليوم نشعر بفرحة كبيرة ممزوجة بحزن عميق، فرحة لتحقيق انجاز تاريخي كبير كان ثمرة تضحيات وجهود جاعزائنا من الرجال والنساء والاطفال الذين سقطوا ضحايا الارهابين والتكفيرين وازلام النظام البعثي-الدكتاتوري والعصابات الاجرامية". واضاف المالكي "نتطلع لتحقيق الاستحاق الاكبر في نهاية عام 2011، الذي سنشهد فيه الانسحاب النهائي للقوات الاجنبية من العراق". من جانبه، اكد الرئيس العراقي جلال طالباني "ان التعاون والتنسيق مع الدول المجاورة للعراق غدا امرا ضروريا، خاصة وان للاشقاء والجيران مصلحة في استتباب الامن داخل بلادنا، في حين ان زعزعة الاستقرار في العراق لا يمكن ان تكون مصدر منافع او مكاسب لاحد", معربا عن شكره وامتنانه لمااسماها قوات التحالف. واضاف طالباني قائلا "تحملوا الاعباء والاخطار وتكبدوا معنا خسائر بشرية و مادية، اثناء تخليص العراق من ابشع نظام استبدادي". وبالتزامن مع مرور الواحدت الرمزية من امام منصت العرض كانت مروحيات تابعة للقوة الجوية العراقية تحلق في سماء ساحة العرض الذي انتهى بمرور الدبابات والمدرعات التابعة لقوات الجيش والشرطة باستعراض قصير في شوارع وسط مدينة بغداد. سبأ وكالات