سلم الجيش الأمريكي صباح اليوم الثلاثاء من عدد المدن العراقية للجيش العراقي ، منسحباً إلى خارج حدودها حيث يقيم عدد من القواعد ليقوم بدور المراقب على الوضع الأمني مع احتفاظه بجهوزية تامة للتدخل حين يقتضي الأمر. في نفس الوقت ترأس رئيس الوزراء نوري المالكي اجتماعاً لخلية الأزمة ضم كبار الضباط في وزارتي الدفاع والداخلية، لدراسة الإجراءات الكفيلة بمنع حدوث فراغ أمني يهدد بتجدد لأعمال عنف، وخاصة بعد أن أثار الانسحاب مخاوف جهات سياسية وشعبية، شكك بعضها في قدرة القوات العراقية على ضبط الأمن بعد تنفيذ الانسحاب، ولم يستبعد بعض آخر استغلال الانسحاب من قبل جماعات مسلحة لتنفيذ هجمات بغية لفت الانتباه إليها، على حين أشار بعض ثالث إلى قدرة جهات خارجية على استغلال هذا الفراغ. وفي آخر يوم لوجود الجيش الأميركي في بغداد، سلم قائد فرقة الفرسان الأميركي الجنرال دانيال بولغر مفتاحاً ذهبياً رمزياً لقائد عمليات بغداد الفريق الأول عبود قنبر، أثناء حفل تسليم مقر وزارة الدفاع القديمة وسط العاصمة للقوات العراقية.
وقال قنبر: «هذا الموقع هو المعسكر الأخير الذي كانت تشغله القوات الأميركية في بغداد» مشيراً إلى أن «عدد المواقع التي كانت تشغلها 86 في مركز بغداد».
وكانت قوات الأمن العراقية وُضعت في حالة تأهب قصوى قبل يوم واحد من انسحاب القواتالامريكية من المدن العراقية الكبرى. بموجب اتفاقية وقعها نهاية العام الماضي الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء في بغداد نوري المالكي فإن على الولاياتالمتحدة أن تسحب كافة جنودها وعناصرها من المدن والبلدات العراقية، وتسليم المسؤوليات الأمنية فيها إلى قوى الأمن والجيش العراقية، على أن يتولى من تبقى من القوات الأمريكية مسؤوليات التدريب والمشورة فقط.
وقد أطلقت الأجهزة الحكومية في بغداد احتفالات بمعظم المدن لما تسميه يوم "السيادة الوطني"، وأعلنت أنها وضعت الجيش في حالة "تأهب قصوى" لمنع وقوع أية خروقات أمنية.
وتنظر فصائل المقاومة العراقية أن الانسحاب الأمريكي من المدن لا يعني زوال الاحتلال، لكنها ترى بالمقابل أنه انجاز كبير حتى التحرير الكامل لكل تراب العراق، وتعهدت بمواصلة عملياتها القتالية ومطاردة القوات الأمريكية حيثما حلت.