أدى جموع المصلين في عموم الجوامع بالمحافظات شعائر صلاة الاستسقاء عقب صلاة الجمعة اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتلبية للدعوة التي وجهها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مساء أمس. وقد دعا خطباء المساجد في عموم محافظات الجمهورية اليوم في خطبتي الجمعة المسلمين إلى الرجوع إلى الله تعالى والعودة إليه في السراء والضراء والشدة والرخاء انطلاقا من قوله تعالى " وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين". وقال الخطباء إن الذنوب والمعاصي سبب أساسي في القحط وحبس المطر، مستدلين ذلك بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلاَّ فشا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المئونة وجَوْر السلطان عليهم، ولم يَمْنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائمُ لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم. وأكدوا أن ارتكاب الفواحش والآثام ومعصية الجبار تُزيل النعم وتحل النقم وترفع البركة وتنزع الرحمة في قلوب العباد قال تعالى " ذلك بأن الله لم يكُ مغيرا نعمة أنعمها على قومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم". مؤكدين أن المسلمين اليوم بحاجةٍ ماسةٍ إلى التمسك بكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام والبعد عن المعاصي والفجور التي أوقعت أمتنا في البلاياء والمصائب كما جاء في قول علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ما نزل بلاء الا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة". وحث الخطباء على التعاون والرحمة عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". مؤكدين على ضرورة مساعدة المحتاجين والمساكين وإطعام الطعام وبذل المعروف باعتبار ذلك من القربات إلى الله تعالى، وإنه بات من الواجب على كل مسلم إذا فاض عنده شيء من الطعام أو الشراب أن يعطيه لمحتاج تحقيقا لقول رسول الله " 'من كان عنده فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له". سائلين المولى تبارك وتعالى أن يمن على اليمن بأكمله بالغيث الهنيئ المدرار الشامل لجميع النواحي والأقطار وأن يجعله غيثا نافعا غير ضار، وأن يرحم به المشائخ الركع، والأطفال الرضع، والبهائم الرتع إنه سميع مجيب.