أُصيب قطاع الرياضة في اليمن خلال شهر رمضان المبارك، بالشلل شبه التام في الأنشطة الرياضية الرسمية. واقتصرت الفعاليات الرياضية على أنشطة وبطولات في ألعاب محدودة تنظم معظمها أندية أو مؤسسات أو شركات تجارية، وتشبه إلى حد كبير دوري الحواري كما يحلو لمعظم المتابعين تسميتها. فما يلبث أن يحل شهر رمضان الكريم حتى تصاب الأنشطة والفعاليات الرياضية في اليمن بحالة من الركود شبه التام في تقليد سنوي اعتاد عليه الرياضيون في اليمن. ويُجمع المتابعون والرياضيون على أن هذه الحالة تؤثر سلبا على الرياضة في البلد وعلى مستويات الرياضيين الذين يفقدون جزءا كبيرا من مهارتهم ولياقتهم في هذا الشهر. ذلك التوقف لم يؤثر عل الرياضة اليمنية فحسب، بل امتد تأثيره السلبي ليطال الإعلام الرياضي وحيويته، حسب معظم مسؤولي الصحف والصفحات والملاحق الرياضية. أعرب هؤلاء عن أسفهم لهذا التوقف الذي يرجع إلى سوء التخطيط للرياضة في اليمن سواء من قبل وزارة الشباب والرياضة أو الاتحادات الرياضية وأحيانا من الأندية. وفيما يلفظ شهر رمضان الحالي أنفاسه الأخيرة استطلعت إدارة الأخبار الرياضية والشبابية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) آراء عدد من الرياضيين والإعلاميين عن تأثير هذا التوقف على فرقهم وعلى الرياضة اليمنية ووسائلهم الإعلامية. يقول قائد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم وهداف فريق أهلي صنعاء علي النونو" إن هذا التوقف في رمضان يؤثر كثيرا على الرياضيين والرياضة اليمنية عموما رغم أن ممارسة الرياضة هذا الشهر المبارك له متعة خاصة ". ويعزو النونو هذا التوقف إلى عدم وجود تخطيط سليم من وزارة الشباب والرياضة والاتحادات وأحيانا من الأندية بحيث تقام الأنشطة الرياضية في شهر رمضان كما في الفطر، مشيرا إلى أن من أهم العوامل في هذا التوقف عدم وجود إضاءة للملاعب رغم وجود لاعبين كُثر يريدون التمرن لكنهم لا يجدون أماكن مناسبة ليتدربوا فيها. ويضيف النونو: في معظم الدول العربية خصوصا الخليجية تكثر الأنشطة الرياضية في رمضان إلا لدينا في اليمن، وعلى الوزارة والاتحادات إيجاد خطة طموحة تشمل إقامة الفعاليات والأنشطة الرياضية طوال أيام العام بما فيها شهر رمضان المبارك. المشرف الرياضي لنادي التلال قيصر علمي يؤكد أن ناديه استغل رمضان كفترة اعداد لجميع الفرق الرياضية خصوصا في ألعاب كرة القدم، كرة السلة، ألعاب القوى، ورفع الأثقال، مشيرا إلى عدد من الفرق تؤدي التمارين على فترتين. ويوضح علمي أن الظروف لم تساعد في إقامة أي نشاط رياضي في رمضان خصوصا هذا العام الذي اعتبره صفرا على الشمال على حد تعبيره، مشيرا إلى أن عدن كانت تشهد خلال شهر رمضان المبارك في الأعوام الماضية أنشطة كثيرة في مختلف الألعاب بعكس هذا العام. ويرى المشرف الرياضي بالتلال أن التوقف لم يؤثر كثيرا على فريق كرة القدم الأول بالنادي كونه يمارس تمارينه على فترتين، معتبرا أن الفترة مابين الموسمين الماضي والقادم قصيرة ويفصلها شهر رمضان وبضع أيام كون الموسم الكروي القادم سيبدأ مطلع أكتوبر بحسب تعميم اتحاد اللعبة. إلى ذلك يؤكد لاعب فريق نادي الصقر بتعز علي العولي أن فترة توقف الأنشطة الرياضية أعادت لياقة أغلب اللاعبين إلى الصفر خصوصا بعد قضاءهم راحة إيجابية منذ بداية رمضان الحالي، مشيرا إلى أن فريقه بدأ منذ 20 رمضان التدريبات استعدادا للموسم القادم. واعتبر العولي أن الوزارة والاتحاد سبب مشاكل الرياضة اليمنية لعدم وجود خطط استراتيجية، مؤكدا أن جميع الأنشطة الرسمية في مختلف الألعاب شبه معدومة في شهر رمضان خصوصا مع عدم وجود إنارة للملاعب فيستهلك اللاعب نصف طاقته عند ممارسته التمارين في فترة بعد العصر وهو صائم، وأن ذلك التوقف يؤثر بالسلب على الرياضة اليمنية عموما. ويوافقه لاعب المنتخب الوطني لكرة السلة صبري صدقه الذي يعتبر توقف الأنشطة الرياضية في رمضان ذو تأثير سلبي كبير على اللاعب كون يتوقف عن التدريب خلال هذا الشهر ما يسبب تراجع في لياقته البدنية لا يستطيع استعادتها إلا بعد فترة ليست قصيرة. ويؤكد صدقه أن معظم اللاعبين يعتبرون رمضان شهر راحة فيتوقفون عن التمارين خلال هذا الشهر المبارك وعن ممارسة أي نشاط رياضي بل أن بعضهم يذهب لتعاطي القات. ويحمل صدقه وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية التراجع في مستوى الرياضة في اليمن بسبب الآثار السلبية لهذا التوقف، ويتساءل: لماذا لا تنظم فروع الاتحادات في المحافظات بطولات تنشيطية لفرق المحافظة في رمضان في سبيل كسر هذا الجمود؟. في اتجاه موازي تأثرت معظم الصحف والصفحات والملاحق الرياضية بتوقف الأنشطة الرياضية الرسمية في مختلف الألعاب فلم تعد تجد مادة رياضية قيمة تنشرها في صفحاتها، ما دفع البعض منها إلى التوقف خلال شهر رمضان والبعض الآخر إلى تقليص عدد صفحاتها، فيما واصلت أخرى تغطيتها وصفها البعض ببطولات الحواري. ويُرجع رئيس تحرير صحيفة "سبورت" الرياضية فؤاد قاسم البرطي توقف صحيفته الأسبوعية خلال شهر رمضان إلى غياب الأنشطة الرياضية الرسمية والقوية في هذا الشهر والتي تستحق أن تتناولها الصحيفة. ويقول البرطي: إن تناول الأنشطة البسيطة التي تنظم خلال رمضان كدوري الحواري والشركات التي تقام كتعويض عن الأنشطة الرسمية في صحيفتنا أمر غير مجدي ومتعب، فأصبح توقف الأنشطة الرياضية الرسمية في رمضان أمرا معتاد بالنسبة للرياضيين ولنا كإعلام رياضي. ويؤكد رئيس تحرير "سبورت" أن السبب الرئيسي في توقف الأنشطة الرياضية الرسمية في رمضان هو عدم وجود إضاءة للملاعب، مستغربا عدم قدرة وزارة الشباب والرياضة على إضاءة الملاعب رغم تكلفتها الضئيلة جدا مقارنة بتكاليف انشاء تلك الملاعب. وغير بعيد عن ذلك يبرر المشرف على الملحق الرياضي لصحيفة الجمهورية "ملاعب" عصام الغريبي سبب توقف الملحق خلال رمضان بالقول: جرت العادة أن تتوقف جميع الملاحق الصادرة عن الصحيفة بما فيها الملحق الرياضي. وأضاف الغريبي: الأنشطة التي تنظم خلال شهر رمضان غير رسمية وترفيهية بسيطة بمبادرات من مؤسسات وشركات وأحيان من رجال مال وأعمال، وذلك بهدف التقاء الشباب وإتاحة الفرصة للرياضيين لإبراز إبداعاتهم، كما أنها تقام كتعويض عن غياب أنشطة الاتحادات الرياضية في هذا الشهر الكريم. وخلافا لذلك يرى مدير الإدارة الرياضية بصحيفة الثورة المشرف على ملحق "الثورة الرياضي" الأسبوعي، معاذ الخميسي، أن توقف الأنشطة الرياضية الرسمية في اليمن لم يؤثر على الصفحة الرياضية ولا على الإعلام الرياضي وإنما أثر على الرياضة المحلية وعلى سير الحركة الرياضية في البلاد. ويقول الخميسي: نحن في الثورة كصحافة رياضية يمنية لا نهتم كثيرا بالأحداث العربية والعالمية بشكل كبير مثل الصحف العربية والعالمية ورمضان يشكل لنا فرصة لتغطية تلك الدوريات والأحداث. ويضيف: بالنسبة لتغطية الأنشطة المحلية فلدينا 21 محافظة وأكثر من 350 ناديا ونحو 26 اتحاد وكل جهة تطلب منا تغطية فعالياتها سواء كانت كبيرة أو بسيطة فنجد أنفسنا مضطرين أن نغطي كل الفعاليات بالحيز المتاح لنا وأن كان ذلك على حساب الأخبار العربية والعالمية. وعن سبب توقف الملحق الرياضي في رمضان، ينفي مدير الإدارة الرياضية بصحيفة الثورة أن يكون سبب التوقف شحة المادية الخبرية المحلية. ويؤكد الخميسي أن المادة الصحفية موجودة والطاقم الصحفي يعمل في رمضان كما يعمل في الفطر بل بالإمكان أن يزداد الإنتاج في رمضان غزارة بحكم أن الصحفي أكثر تفرغا وقدرة على التواصل لإعداد مادة بشكل أفضل. ويعزو الخميسي سبب توقف الصحف والملاحق الرياضية في رمضان إلى أن هيئة تحرير معظم الصحف يعتبرون رمضان فرصة للاستراحة والتخفيف من الأعباء المالية بالنسبة للورق وغير ذلك، فالملحق الواحد يكلف مبلغ كبير، وبالتالي يشكل رمضان راحة خصوصا في ظل التقشفات الجديدة وتقليص المكافآت والإضافي نتيجة الأزمة المالية التي إذا استمرت فقد نجد أن الصحف قد تتوقف في إصدار الملاحق. ويقول مدير الإدارة الرياضية بصحيفة الثورة: إن إدارته تبحث عن إصدار ملحق يومي لتغطية الأخبار العربية والعالمية والمحلية بحيث لا يكتفي بالأخبار فقط بل يشمل مختلف الفنون الصحفية كالتحقيق والاستطلاع والمقال والحوار وغيرها، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الصحيفة تفرد صفحتين بمقاس كبير أي ما يساوي أربع صفحات في أغلب الصحف، فإنه يرى أنه لا يعطي الأخبار العربية والعالمية حيزا مناسب.