تراجعت إنتاجية اليمن من محاصيل الحبوب الغذائية إلى 713 ألف و739 طنا العام الماضي مقارنة ب 940 ألف و832 طنا في عام 2007م. وتشير بيانات الإحصاء الزراعي – حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منها – إلى أن المساحة المزروعة بمحاصيل الحبوب الغذائية المختلفة ( الذرة، الذرة الشامية، الدخن، القمح، الشعير ) شهدت تراجعاً أيضاً في العام الماضي حيث بلغت 760 ألف و189 هكتارا بعد أن وصلت المساحة المزروعة بالحبوب الغذائية في اليمن إلى 890 ألف و612 هكتارا في عام 2007م. وتتناقض تلك الأرقام والمؤشرات مع توقعات بعض المسئولين في وزارة الزراعة والري حول تحقيق إنتاجية مرتفعة من محاصيل الحبوب الغذائية رغم التوجهات والتدخلات الزراعية التي قامت بها الوزارة وخططها وبرامجها في هذا الجانب منها ما يتعلق بالبرنامج الوطني للتوسع في زراعة وإنتاجية محاصيل الحبوب الغذائية خاصة القمح والذي بدأت بتنفيذه منذ أكتوبر عام 2007م . إلا أن مسؤولين في الوزارة يرجعون تدني الإنتاجية إلى عوامل تتعلق بالجفاف وقلة الأمطار. معتبرين ان شحه المياه خلال العام الماضي أسهمت أيضا في تقلص مساحة زراعة الحبوب الغذائية وبالتالي تدني الإنتاجية، إضافة إلى عوامل تتعلق بأتساع زراعة القات وزحفه على حساب الرقعة الزراعية واستنزافه لكميات هائلة من المياه اللازمة لري المحاصيل الغذائية الضرورية للآمن الغذائي. فيما يرى البعض ان الفيضانات التي شهدتها محافظة حضرموت نتيجة السيول والأمطار الغزيرة العام الماضي والتي أدت إلى جرف مساحات وأراضي زراعية واسعة لمحاصيل القمح أثرت بشكل كبير على تدني الإنتاجية خلال تلك الفترة. ورغم ذلك إلا أن هناك تفاؤل في ارتفاع إنتاجية اليمن من محاصيل الحبوب بشكل عام خلال السنوات القادمة نتيجة لعوامل التشجيع والتحفيز التي سيحظى بها مزارعي محاصيل الحبوب الغذائية من قبل الوزارة، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بزيادة الطلب عالميا على محاصيل الحبوب خاصة القمح. وهو ما يؤكده مدير إدارة المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة والري المهندس علي ناجي الصيادي .. معتبراً أن شحه المياه ومحدودية الحيازات الزراعية لدى بعض المزارعين وندرة الأصناف للبذور، أبرز المعوقات التي تواجه زيادة الإنتاج من محاصيل الحبوب في وحدة المساحة. ونوه بأن خطط وبرامج وزارة الزراعة والري تسعى إلى التغلب على تلك المعوقات خلال المرحلة القادمة من خلال توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي ( الأسمدة وترشيد استخدام المبيدات).. لافتا إلى أن الاهتمام بتعزيز دور الإرشاد الزراعي في هذا الجانب أحد العوامل الهامة التي تسهم في زيادة إنتاجية الوحدة الواحدة من المساحة المزروعة بالحبوب الغذائية الهامة واللازمة لتحقيق الأمن الغذائي . وتوقع مدير المحاصيل الحقلية ارتفاع نسبة ما يغطيه إنتاج الحبوب من الاحتياج لتوفير الأمن الغذائي إلى ما نسبته أكثر من 10 % خلال السنوات القادمة مقارنة بما نسبته 4 - 5 % حالياً. وكانت وزارة الزراعة والري بدأت منذ أكتوبر عام 2007م بتنفيذ برنامج وطني متكامل للتوسع في زراعة وإنتاج القمح والحبوب ولمدة ثلاث سنوات كأحد التدخلات المساهمة في تقليص الفجوة الغذائية لليمن للسنوات القادمة. وكانت الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بذمار أطلقت العام الماضي ثمانية أصناف من القمح تتميز بإنتاجية عالية وتتناسب مع الظروف الطبيعية والمناخية المختلفة للمناطق الزراعية في اليمن، حيث ارتفعت إنتاجية الصنف المحلي من القمح من واحد ونصف طن في الهكتار إلى اثنين ونصف طن في الهكتار، وارتفعت الإنتاجية في صنف الذرة الرفيعة من 8ر0 طن في الهكتار إلى 3ر1 طن في الهكتار، والشعير من 0ر1 طن في الهكتار إلى 7ر1 طن في الهكتار الواحد . يشار إلى أن الاحتياجات السنوية لليمن من محصول القمح تقدر بين (2ر2 – 3ر2 ) مليون طنا سنويا.