بعث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية برقية عزاء ومواساة إلى خالد محمد عبدالوهاب جباري وإخوانه وكافة آل جباري في وفاة المناضل محمد عبدالوهاب جباري الذي وفاه الأجل أمس عن عمر ناهز ال 80 عاما..جاء فيها: الأخ خالد محمد عبدالوهاب جباري وإخوانه وكافة آل جباري الكرام، بمزيد من الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة والدكم المناضل الأستاذ محمد عبدالوهاب جباري الذي خسر برحيله الوطن واحدا من رجاله الأفذاذ المخلصين الأوفياء للمبادئ الوطنية السامية الذي لم يساوم أبدا في قضايا الوطن في كل الظروف والأحوال. وكان له إسهاماته الفاعلة والايجابية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والاجتماعية وهو من الرعيل الأول الذين أسسوا عددا من المؤسسات والهيئات المصرفية والتجارية والتنموية بعد قيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة وشارك في الدفاع عن النظام الجمهوري واسهم في مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون، كما كان له دورا مشهودا في مسار العمل الوحدوي حتى تم إعادة تحقيق وحدة الوطن في ال 22 مايو 1990م والدفاع عنها وترسيخ انتصارها عام 1994م. وأضاف فخامته... لقد عرفته في مختلف الظروف ولم اجد فيه سوى الرجل الصادق والمخلص لوطنه ذي الرأي السديد و رجل دولة مسؤول لا يؤمن بالحزبية الضيقة ولا يخضع لأي نوع من التأثيرات التي تتعارض مع قناعاته الوطنية مهما كان مصدرها ونوعها و يمقت المناطقية والقروية وهدفه الأسمى والأغلى هو اليمن أولا وأخيرا. ولذلك فإن رحيله لا يمثل خسارة لكم بل خسارة فادحة على الوطن والثورة والجمهورية والوحدة. إننا إذ نعزيكم ونعزي أنفسنا وكل أبناء شعبنا في وفاة هذا المناضل الكبير والرجل الحكيم والصادق، نبتهل إلى الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهمنا جميعا الصبر والسلوان. " إنا لله وإنا إليه راجعون". والفقيد الأستاذ المناضل محمد عبدالوهاب جباري من مواليد محافظة ذمار في غرة ربيع أول عام 1350ه الموافق 15 يوليو 1931م، تلقى تعليمه في المعلامة بمحافظة ذمار ثم التحق بالمدرسة الشمسية هناك لدراسة المفهوم والمنطق والأزهار ومبادئ النحو. توجه إلى جبلة لطلب العلم وقضى فيها سنتين، وواصل تعليمه بعد ذلك في المدرسة العلمية بصنعاء منذ عام 1950م إلى عام 1954م. سافر إلى مصر والتحق بالجامعة وحصل على بكالوريوس في العلوم المالية والتجارية وليسانس في الحقوق وبعد تخرجه من مصر في نهاية الخمسينات عاد إلى مدينة تعز وبقي فيها سنة حيث أسس مع مجموعة من التجار شركة الطيران في اليمن، وأبرز أولئك التجار، المحضار وعبدالغني مطهر رحمه الله وعلى محمد سعيد واحمد عبدالله العاقل، وعبد العزيز الحروي والمحضار عبدالله زيد واحمد عبدالله زيد، وكان اسمها الخطوط الجوية اليمنية، ثم ساهم في إنشاء شركة المحروقات اليمنية وشركة المخا الزراعية. وكان الفقيد قد ساهم في إنشاء عدة شركات وبنوك بينها البنك اليمني للإنشاء والتعمير الذي أسس عام 1964م، حيث عين نائبا لرئيس البنك عام 1965م ثم رئيسا للبنك عام 1966م، وعمل رئيسا للمؤسسة العامة للمياه والمجاري وكان عضوا في الهيئة العليا للاستثمار. كما شغل منصب رئيس بنك سبأ الإسلامي عام 1997م، وعضوا في لجنة الوحدة اليمنية. والمرحوم محمد جباري يعد واحدا من رواد الثورة اليمنية وشارك وهو طالب في عدة مظاهرات ضد الحكم الإمامي الكهنوتي البائد. شغل جباري منصب وزير الاقتصاد لعدة مرات بعد قيام الثورة، كما عمل رئيساً للجنة إغاثة منكوبي الزلزال بمحافظة ذمار من عام 1983م إلى 1985م. عين أميناً للعاصمة عام 1985م، ثم عضواً في المجلس الاستشاري، وفي عام1995م تولي منصب وزير التجارة والتموين. وتقلد المرحوم مناصب أخرى، كان معظمها ذات طابع اقتصادي في اطار القطاع الخاص أو القطاع المختلط، وكان واحدا من أهم المستشارين لمن يرغب في الاستثمار في اليمن.
