أكد المشاركون في ندوة "مؤتمر لندن.. التحديات والتوقعات" التي نظمها اليوم في صنعاء المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية أهمية تقديم مختلف الرؤى والتصورات للتحديات التي تواجهها اليمن في المجالين التنموي والأمني خلال المؤتمر باعتبارهما عنصران متلازمان. وشدد المشاركون في الندوة من شخصيات سياسية وقانونية وأكاديمية وقيادات وممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني على أهمية أن يكون لدى وفد اليمن المشارك في المؤتمر رؤية واضحة قادرة على التخاطب مع شركاء اليمن في التنمية والمانحين لآثرا مضامين أعمال المؤتمر بما يضمن الخروج بنتائج تكفل حشد الدعم الدولي لجهود اليمن التنموية وكذا تراعي أهمية الحفاظ على أمن اليمن وسيادته وحاجاته لتعزيز من علاقات الشراكة بين اليمن والمجتمع الدولي لمحاربة خطر الإرهاب بما يسهم في خدمة الأمن والسلم في المنطقة والعالم. ولفتوا إلى أهمية إشراك المزيد من الخبراء والمستشارين ضمن وفد اليمن الذي سيشارك في المؤتمر بما يكفل الخروج بنتائج إيجابية, خاصة وأن المؤتمر سيشكل محطة فاصلة في معادلة الدعم الدولي لليمن لتعزيز جهوده التنمية وتقوية قدراته لمواجهة تحدياته الراهنة. ودعا المشاركون في توصيات الندوة إلى الاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات التي تواجه اليمن حاليا باعتبار ذلك أولوية وطنية في المرحلة الراهنة خاصة في ظل تحالف الشر الثلاثي الذي يواجه البلاد اليوم والمتمثل بتنظيم القاعدة الإرهابي، والتمرد المسلح في صعدة وأعمال الشغب والتخريب للعناصر الخارجة عن النظام والقانون في بعض مناطق مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية التي تسعى إلى نشر بذور الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد في محاولة للمساس بالوحدة المباركة وإعادة اليمن إلى عهد التشطير البغيض. وأكدت التوصيات الحاجة إلى اصطفاف وتماسك قوي في الجبهة الداخلية للحفاظ على النسيج الاجتماعي والمضي في جهود التنمية الشاملة, وما يتطلبه ذلك من التصدي لمخاطر آفة الإرهاب التي أصبحت تمثل هما عالميا, لا تقتصر على بلد بعينه أو جنسية بذاتها, مبينة أن مواجهة هذه الآفة يستوجب تعاونا إقليميا ودوليا على قاعدة الشراكة واحترام سيادة الدول وقرارها المستقل. واعتبر المشاركون مشكلات الفقر والبطالة ومحدودية الموارد من التحديات الأساسية التي لا تقل خطورة عن غيرها من المشكلات أن لم تكن من أهم العوامل المغذية لظاهرة الإرهاب. مؤكدين أهمية أيجاد آليات تضمن تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. ولفتت التوصيات إلى أن أي تصدع في الجبهة الداخلية ناتج عن افتعال بعض القوى للأزمات, قد يتصاعد بالتوازي مع حجم التهديد الخارجي, ما يحتم على الجميع وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار بما يجعل من تماسك الجبهة الداخلية عامل دعم لوفد اليمن المشارك في المؤتمر وحافزا في الوقت نفسه للمانحين والشركاء الدوليين لدعم خطط التنمية الشاملة في اليمن. وأكد المشاركون أن مشاركة كل القوى السياسية والاجتماعية في الحوار الوطني على قاعدة الالتزام بالثوابت الوطنية يعزز من مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل. وكان نائب وزير الخارجية الدكتور علي مثنى حسن أشار في كلمته في الجلسة الافتتاحية إلى أهمية انعقاد هذه الندوة يكمن في تزامنها مع التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر لندن الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بهدف حشد الدعم الدولي لليمن ومساندة جهوده على صعيد التنمية ومواجهة الإرهاب. واعتبر الندوة فرصة لتشاور أطراف العمل السياسي والاجتماعي لبلورة رؤى وطنية حول مختلف القضايا المتعلقة بالمؤتمر. لافتا إلى أن الدعوة إلى عقد مؤتمر حول اليمن في لندن جاءت لاعتبارين أولهما أن تحديات الإرهاب الدولي لا يمكن مواجهتها إلا بتعاون دولي والثاني أن تحديات التنمية تحتاج إلى دعم دولي لمساندة الحكومة على تجاوزها . وبين أن اليمن واستنادا على ذلك رحبت بهذه المبادرة انطلاقا من المصلحة الوطنية ومن مبدأ رفض أي تواجد عسكري أجنبي على الأراضي اليمنية, وهو ما ستتضمنه الرؤية اليمنية إلى المؤتمر التي جرى الحرص على بلورتها منذ إعلان المبادرة. وأعرب نائب وزير الخارجية عن الأمل في أن تشكل مخرجات هذه الندوة مساهمة جديدة لدعم المفاوض اليمني خلال فعاليات المؤتمر بما يكفل الخروج بالنتائج المرجوة, التي تجيب عن المخاوف والأسئلة المطروحة من قبل البعض. من جانبه تطرق وكيل وزار الخارجية للشؤون العربية والأسيوية والأفريقية السفير علي العياشي إلى طريقة تعامل بعض وسائل الإعلام مع الدعوة إلى عقد مؤتمر لندن حول اليمن. مشيرا إلى أنها اتجهت في مسارين الأول ركز على قضية الجهود الدولية في دعم جهود التنمية في اليمن والثاني تناول المخاوف من وجود أجندة تهدف إلى تدويل الأوضاع في اليمن وتجعل منه محطة أخرى لما هو حاصل في العراق وأفغانستان. ولفت العياشي إلى أن المنطقة تعج بكثير من التحديات والمخاطر واليمن لا تبتعد عن تلك الدائرة غير أنه لا يمثل مطمعا للدول الكبرى بالنظر إلى مواردها النفطية المحدودة. داعيا إلى أهمية النظر إلى مؤتمر لندن بنظرة تفاؤلية من دون التفكير بعقلية المؤامرة. وأشار إلى أن الدعوة إلى عقد مؤتمر لندن جاء بغرض مساندة جهود اليمن في مواجهة التحديات الراهنة خاصة وأن الدول الكبرى تعتقد أن أي تهديد يمس الأمن في اليمن يمثل تهديدا للأمن في المنطقة ولمصالح دول العالم. عميد المعهد الدبلوماسي السفير عبد القوى عبد الواسع الإرياني أوضح من جانبه إن اختيار المعهد لهذه القضية موضوعا للندوة جاء نظرا لتصاعد التساؤلات والتكهنات التي أعقبت دعوة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لعقد مؤتمر حول اليمن والغموض الذي اكتنف هذه الدعوة. مشيرا إلى أن أهمية تنظيم الندوة يكمن في القضايا المطروحة للنقاش والتي تتناول المؤتمر من مختلف أبعاده انطلاقا من المسؤولية الوطنية الملقاة على الجميع حيال هذه القضية الهامة. وعبر الإرياني عن تطلعه في أن تخرج الندوة برؤية مشتركة حول كيفية التعامل مع مؤتمر لندن وأعمال اللجان التي قد تنبثق عنه من خلال الخروج بتوصيات ومقترحات تسهم في صياغة إستراتيجية موحدة تعكس قدرة اليمنيين جميعا حكومة ومعارضة على مواجهة أية مخاطر تهدد أمن واستقرار اليمن.