كشفت شرطة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة مساء اليوم الاثنين اسماء وهويات المتورطين في جريمة اغتيال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) محمود عبد الرؤوف المشهور باسم محمود المبحوح . وعرض قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم في مؤتمر صحفي شريطاً مصوراً رصد تحركات العناصر المطلوبة ضمن هذه الواقعة والبالغ عددهم 11 شخصاً يحملون جوازات سفر أوروبية سليمة ومن بينهم امرأة . وذكر تميم أن الجناة استخدموا جهازاً إلكترونياً لفتح باب غرفة المبحوح واستخدموا وفقاً للتحقيقات جهازاً لدول غرفة المبحوح وانتظاره لإتمام جريمتهم التي غادروا بعدها مباشرة الفندق . وأوضح أن شرطة دبي تمكنت من رصد تحركات جميع المتهمين بعد تحديد هويتهم خلال زمن قياسي لم يتجاوز 24 ساعة، ونجحت في تحديد تفاصيل تلك التحركات منذ اللحظات الأولى لدخولهم إلى دولة الإمارات وحتى مغادرتهم البلاد . واشار الى ان ذلك تم بالاعتماد على الأشرطة المسجلة لكاميرات المراقبة الأمنية المصورة المنتشرة في مختلف الأماكن التي تنقلوا بينها في دبي، وذلك وفق مجهود أمنى مكثف تعاونت فيه كافة الأجهزة المعنية . واضاف حيث تم التمكن من حصر دائرة الاشتباه في مجموعة عناصر من الجنسيات الأوروبية وصلت إلى دبي تقريباً في نفس وقت وصول محمود المبحوح، وغادرت البلاد قبيل اكتشاف جثة القتيل في أحد الفنادق المعروفة في دبي . وقال الفريق تميم إن قائمة المتهمين تضم كلا من : بيتر إيليفنجر (المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسي وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية وهم: كيفين دافرون (المتهم الثاني) وجايل فوليارد (المتهمة الثالثة) وإيفان دينينغز (المتهم الرابع) ، إضافة إلى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية . وذكر الفريق ضاحي خلفان تميم ان المتهمين شكلوا أربع فرق للمراقبة يتكون كل فريق من شخصين، بينما تركزت مهمة المجموعة الخامسة والتي ضمت أربعة أشخاص، على تنفيذ الجريمة، وذلك وفقاً لما أظهرته أشرطة المراقبة التلفزيونية المصورة في كافة المواقع لاسيما في فندق البستان الذي حل عليه المبحوح في 19 يناير 2010م . وقال إن التفاصيل التنفيذية للمخطط الإجرامي بدأت مع تعاقب وصول المتهمين إلى دبي مساء اليوم السابق ليوم جريمة القتل، حيث نزلت عناصر الفرق الخمس المتورطة في الجريمة في فنادق متفرقة ضمن مواقع مختلفة في دبي لكنها متقاربة نسبياً بما يضمن سهولة التنقل منها وإليها . وأوح أن كاميرات المراقبة الأمنية أبرزت أن المتهم الأول بيتر إيليفنجر لعب دور مسئول التنسيق اللوجيستي للفريق، حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي وقام بحجز غرفة في فندق البستان روتانا /موقع الجريمة/ وطلب حجز غرفة محددة وهي الغرفة رقم 237 المقابلة لغرفة المبحوح (رقم 230) وعلى مرمى حجر منها . واضاف وقد قام المتهمون باستخدام الغرفة (237) قبيل تنفيذ مخططهم، في حين لم يحل إيليفنجر في تلك الغرفة التي حجزها، بل هم بمغادرة البلاد قبيل إتمام رفاقه للجريمة بوقت وجيز . وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقّب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين لمحمود المبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار، بما يؤكد تتبعهم له ومعرفتهم لميعاد وصوله، في الساعة 3:20 من بعد ظهر يوم 19 يناير الماضي، قبيل توجهه مباشرة إلى فندق البستان روتانا . واضاف ان المبحوح كان يتتبعه اثنان من المتهمين ضمن أحد فرقهم المعنية بالمراقبة، واستقل المتهمان معه نفس المصعد في الفندق ونزلا منه أيضاً في ذات الطابق وتبع أحدهما المبحوح للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل بها. وأظهرت تسجيلات المراقبة التلفزيونية في فندق البستان تتبع فرق المراقبة التي شكلها المتهمون لكل تحركات المبحوح داخل الفندق، كما أظهرت وصول فريقهم المعني بالتنفيذ إلى الفندق وصعود أفراده على دفعتين (اثنان في كل مرة) وبفارق عدة دقائق ودخلوا جميعاً إلى الغرفة التي استأجرها بيتر رقم (237). ورجح الفريق / ضاحي خلفان محاولة المتهمين دخول غرفة المبحوح في الساعة الثامنة مساءً عقب انتهاء عمال النظافة من مناوبتهم في نفس الطابق، بينما أظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة لتسهيل مهمة فريق التنفيذ . واشار الى ان من بين أعضاء فريق التنفيذ، العنصر التقني الذي يُعتقد أنه استخدم الجهاز الإلكتروني لفك شفرة مفتاح غرفة القتيل للتمكن من الدخول إليها قبيل وصول المبحوح . ووفقاً لما جاء في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق، وأيضا القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة، فقد وصل المبحوح إلى غرفته في تمام الساعة 8:25 مساءً يوم 19 يناير، حيث يُرجح أن جريمة القتل تمت خلال فترة لم تتجاوز 10 دقائق اعتباراً من دخول المبحوح إلى غرفته . وأظهرت التحقيقات ايضاً أن الجناة حرصوا على ترتيب كافة مقتنيات الغرفة لكي تبدو في صورة طبيعية بهدف إزالة جميع الآثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من قِبل القتيل ولتضليل الجهات الأمنية وتحويل انتباههم عن أي شبهة جنائية، والايحاء بان وفاة المبحوح كانت بصورة طبيعية . وذكر قائد شرطة دبي ان جميع المتهمين سارعوا بالفرار من الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة، ولم يستغرقوا أكثر من 10 دقائق للمغادرة، وتوجهوا على الفور إلى مطار دبي واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين إلى عدد من المدن الأوروبية والآسيوية، وفقاً لما أظهرته تسجيلات المراقبة التلفزيونية الخاصة بالمطار . سبا