نبدأ باستعراض الحقائق المتداولة أولا حول عملية الاغتيال وأهدافها، وثانيا حول منفذي عملية الاغتيال، وثالثا مصادر معلومات فريق الاغتيال عن تحركات الشهيد، ورابعا عن ردود أفعال الجهات المعنية بوثائق السفر، وخامساحول استنتاجات الشارع العربي. وسأقوم بتغيير هذا الترتيب قليلا لأبدأ باستنتاجات الشارع العربي: استنتاجات الشارع العربي: الضجة الكبير ة المثارة حول عملية الاغتيال، وخاصة جوازات السفر البريطانية والفرنسية والايرلندية والألمانية المستخدمة من قبل فريق الاغتيال، إضافة إلى مشاركة فلسطينيين كانا منتميين لأجهزة الأمن التابعة للسلطة في غزة، قبل سيطرة حماس عليها، وما قيل عن أنهما كانا يعملان في دبي في شركة تتبع القيادي الفتحاوي محمد دحلان، الذي تتهمه حماس بالعمالة لإسرائيل، أثارت لدى الشارع العربي استنتاجات اقل ما يمكن وصفها به هو أنها خطيرة. أول هذه الاستنتاجات هو أن كل حامل لجوازات السفر الأوروبية والكندية والأمريكية يمكن أن يكون عميلا للمخابرات الإسرائيلية، ويشكل تهديدا لأمن المجتمع العربي الذي يوجد فيه، ويلزم من ذلك أن استهدافهم أمر مشروع، تماما كما فعلت المقاومة في لبنان عندما كانت تختطفهم وتحتجزهم. ثاني هذه الاستنتاجات هو أن الدول المذكورة ضالعة بشكل نشط في تنفيذ الأعمال الخسيسة والحقيرة للموساد الإسرائيلي غير مكتفية بمد الكيان الصهيوني بكل أسباب القوة العسكرية والاقتصادية والبشرية، بدليل ان حملة الجوازات الأصليين جزء من سكان إسرائيل ومستوطنيها المغتصبين. ثالث الاستنتاجات وهو مخالف لسابقه يرى أن إسرائيل ترغب في خلق وتعميق حالة من العداء للغرب تؤدي إلى استهداف الغربيين في العالم العربي، ومن ثم خلق رد فعل غربي مناهض للعرب يقلب تعاطف الشارع الغربي المستجد مع القضية الفلسطينية، تما كما فعلت فيما عرف بفضيحة لافون في الخمسينيات في القاهرةبتدبير الموساد لعملية نسف استهدفت مركز الاستعلامات الأمريكي هناك. رابع الاستنتاجات يطالب الحكومات العربية بإجراء تدقيق شامل ودقيق على كل حامل لجواز غربي يصل إلى منافذها الجوية والأرضية والبحرية لمنع مثل هذه العمليات أولا، ولإشعار الدول الغربية بوجود نتائج وخيمة لاستخدام القتلة للوثائق الرسمية التابعة لها ثانيا. أما خامس الاستنتاجات فيتحدث عن ضرورة معاملة العناصر التابعة للسلطة بنفس مقاييس الشك والريبة التي يجب أن يتم بها التعامل مع حملة الجوزات الغربية. عملية الاغتيال وأهدافها: الاحد الماضي فجرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية مفاجاة من العيار الثقيل بكشفها في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صادق شخصيا على عملية اغتيال المسؤول والقائد القسامي محمود المبحوح في دبي؛ وذلك خلال زيارة قام بها نتنياهو لمقر قيادة جهاز الموساد في مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. وقالت الصحيفة إن سيارتَيْ "ليموزين" فاخرتَيْن سوداوَيْن من طراز (أودي A6) دخلتا في مطلع الشهر الماضي البوابة الرئيسية مبنى مقر الموساد المعروف باسم "مدراشاة" -أي مدرسة- والكائن على تلة صغيرة في ضواحي تل أبيب الشمالية، وخرج نتنياهو من إحدى السيارتَيْن، وكان في استقباله على البوابة رئيس الموساد مائير داجان، واصطحبه إلى داخل قاعة بالمبنى. وداخل القاعة، كان هناك بعض أفراد فريق الاغتيال، حيث تم إبلاغ نتنياهو بصفته الشخص الذي سيصادق في النهاية على مثل هذه العمليات عن خطة اغتيال المبحوح. وكان الموساد قد تلقى معلومات استخبارية تفيد بأن المبحوح يخطط للقيام برحلة إلى دبي، وأعد خطة لاغتياله وهو بلا حراسة في فندق هناك، وقام الموساد باستخدام فندق في تل أبيب للتدريب على العملية دون إشعار أصحاب الفندق بما يجري فيه. أضافت الصحيفة أن نتنياهو صادق على العملية التي لم تبد معقدة أو تتسم بالمجازفة بالقول التقليدي في مثل هذه الحالات "شعب إسرائيل يثق بكم، حظا سعيدا". ومن جهته قال مراسل «التايمز» في تل أبيب عوزي ماحنئيمي: إن فرقة الاغتيالات الخاصة- التي لم يحدد هويتها- تمكنت من اغتيال المبحوح خلال وجوده في فندق «البستان روتانا» الفخم في دبي. وأضاف المراسل أن القتلة حقنوا المبحوح بمخدر يتسبب بنوبة قلبية وذلك لإظهار الوفاة وكأنها جاءت نتيجة لذلك، وهو ما شخصه الأطباء المحليون في دبي. وأوضح أن القتلة صوروا جميع الوثائق التي كانت في حوزة القيادي ووضعوا لافتة «الرجاء عدم الإزعاج» على باب غرفته في الفندق بعد اغتياله. وأشار إلى أن العاملين في الفندق عثروا على جثمان المبحوح في الغرفة عقب الغداء في يوم 20\1\2010، وسجلت الوفاة من قبل الأطباء على أنها نوبة قلبية من دون الإشارة إلى آثار تدل على ارتكاب الجريمة. وبعد تسعة أيام من الوفاة، أرسلت عينات من دم المبحوح إلى العاصمة الفرنسية باريس للفحص والتحليل الجنائي، وهو ما اظهر آثاراً للسموم في جسده. ونقل المراسل عن مصادر وصفها بالشرق أوسطية أن المبحوح كان ينسق لنقل الأسلحة من إيران إلى غزة وتم تعقبه منذ مغادرته العاصمة السورية دمشق إلى دبي على متن طيران الأمارات رحلة الرقم EK 912 صباح التاسع عشر من الشهر الفائت. وتضيف "التايمز": العملية تؤكد أن إسرائيل تشن حملة اغتيالات سرية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، في محاولة لمنع أعدائها الرئيسيين من تحقيق أهدافهم. في هذا السياق هي توكل إلى عملائها مراقبة الاجتماعات التي تعقد بين قياديين من “حماس” وقياديين من “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني. وهناك اشتباه في أن عملاء إسرائيليين نفذوا مؤخرا عمليات قتل واغتيال في دمشقوبيروت. ورغم أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي(الموساد)، متهم بالوقوف وراء العديد من عمليات الاغتيال في أنحاء العالم، منذ السبعينيات من القرن الماضي، فانه لم يعترف رسميا بمسؤوليته عنها، ولم يقر ابدا بالقيام بمثل هذا النوع من النشاطات الاجرامية. وقد تعرض اجتماع كان منعقدا بين مسؤولين من حماس، ونظرائهم من حزب الله في ضاحية بيروتالجنوبية، معقل حزب الله، لهجوم أسفر عن سقوط عدد من القتلى. وحاولت حماس التعتيم على هذه الأحداث لأنها شعرت بالإرباك، حسب قول مسؤول فلسطيني بارز في رام الله. المسؤول أضاف: كان هناك تعاون متزايد بين غزةوإيران، وإسرائيل تستطيع قراءة ما بين السطور، وتعرف انه بمساعدة إيران فإن حكومة حماس في قطاع غزة ستصبح أقوى واشد مراسا في القتال والحرب. تضيف “التايمز”: وفي ظل قيادة مائير داغان الرئيس الحالي لجهاز الموساد، هناك اعتقاد سائد، بان إسرائيل قامت بتجديد جهودها الرامية لقتل أعدائها من المستويات الرفيعة. فبعد مرور اشهر قليلة على تسلم داغان مهماته في القيادة في شهر تشرين الأول من العام 2002، بدأ استهداف كبار المسؤولين العملانيين في حزب الله، ويقال انه هو الذي أصدر الأمر لقتل مسؤولين بارزين، نسبياً، في حزب الله، جنوببيروت في شهر تموز 2003 وآب 2004 وخلال الفترة القصيرة الماضية، اتهمت إسرائيل بتفخيخ سيارة في دمشق أسفر تفجيرها عن مصرع القائد العسكري البارز في حزب الله، عماد مغنية، في شباط (فبراير) 2008. وقد امتدح الوزير الإسرائيلي دانيال هيرشكوفيتش، قبل ايام، رئيس جهاز الموساد، ووصفه بأنه واحد من انجح قادة هذا الجهاز. وعندما سئل عن احتمال تورط الموساد في جريمة اغتيال مبحوح في دبي، أجاب أيلي بيشاي وزير الداخلية، وهو يبتسم: جميع الأجهزة الأمنية، والحمد لله، تبذل جهودا كبيرة وعظيمة من اجل الحفاظ على امن دولة إسرائيل. وفي الوقت الذي تتساءل بعض الدول ما إذا كانت إسرائيل تعمل بجهد من اجل استعادة صورة مؤسساتها الدفاعية والعسكرية. تقول دول عربية معتدلة ان الدولة العبرية تشن حاليا حربا سرية ضد مركز حماس. دبلوماسيون قالوا انهم كانوا على علم بان العمليات السرية الإسرائيلية قد ارتفعت وتيرتها وقال دبلوماسي مصري: نحن نراقب ذهابهم وإيابهم. ونعلم أن ثمة المزيد من النشاط، فوق أراضينا وأراضي دول أخرى في المنطقة، وهم يحاولون زجنا جميعنا في أزماتهم ومشاكلهم. منفذو عملية الاغتيال: ذكرت المصادر الرسمية في دبي أن المبحوح كان يسافر بجواز سفر مزور وكان يتعقبه رجلان وصفتهما الشرطة المحلية بأنهما أوروبيان يحملان جوازات أوروبية. من جهتها كشفت شرطة دبي عن بعض تفاصيل الجريمة التي أفضت إليها التحريات المكثفة التي أجرتها الأجهزة الأمنية الإماراتية. وأفصحت الشرطة عن أسماء وهويات العناصر المتورطة في ارتكاب عملية الاغتيال وعرضت شريطا مصورا رصد تحركات العناصر المطلوبة ضمن هذه الواقعة والبالغ عددهم 11 شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية سليمة ومن بينهم امرأة. قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم قال: إن فلسطينيين مشاركين في عملية الاغتيال اعتقلا، وأحدهما يحمل رتبة عسكرية في السلطة الفلسطينية، وقد التقى زعيم المجموعة التي اغتالت المبحوح وهو فرنسي يدعى بيتر. ولم يستبعد خلفان أن يكون الموساد خلف جريمة الاغتيال، وان تكون هناك جهات أخرى- لم يسمها- متورطة في الأمر، منوها بأنه رغم اتباع المتهمين مجموعة من وسائل المراوغة والتضليل والتنكر المختلفة، مثل استخدام الشعر المستعار وأغطية الرأس والتخفي في أزياء متنوعة، إلا أن تلك الأساليب لم تفلح في خداع الأجهزة الأمنية في دبي. ولفت خلفان إلى السرعة الخاطفة التي نفذت بها الجريمة والتي لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة منذ لحظة دخول المجني عليه (المبحوح) إلى الفندق، حتى مغادرة الجناة موقع الجريمة قبل توجههم مباشرة إلى المطار. وأضاف: أن شرطة دبي نجحت في جمع قرائن مهمة في مقدمتها أشرطة المراقبة التلفزيونية التي تم من خلالها رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم إلى دبي، الى حين مغادرتهم البلاد، بما في ذلك تحركاتهم داخل الفندق، والمواقع الأخرى التي تنقلوا بينها خلال فترة وجودهم في دبي والتي لم تتجاوز 24 ساعة. وكشف خلفان أن الجناة استخدموا جهازا الكترونيا لفتح باب غرفة المبحوح، حيث تشير التحقيقات إلى أن الجناة قاموا باستخدام هذا الجهاز لدخول الغرفة وانتظار وصول المبحوح لإتمام جريمتهم التي غادروا بعدها مباشرة، وفقا لما اظهرته كاميرات المراقبة في الفندق. وأوضحت مصادر الشرطة أن قائمة المتهمين تضم كلا من: بيتر ايليفنجر (المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسياً، وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر ايرلندية وهم: كيفين دافرون، وجايل فوليارد، وايفان دينينغيز، اضافة الى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية وهم: بول جون كييلي، وميلفين آدم ميلداينر، وستيفن دانيل هودز، ومايكل لورانس بارني، وجيمس ليونارد كلارك، وجوناثان لويس غراهام ومايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانيا. وقد شكل المتهمون أربع فرق للمراقبة، كل فرقة من شخصين بينما تركزت مهمة المجموعة الخامسة- والتي ضمت أربعة أشخاص- على تنفيذ الجريمة وفقا لما أظهرته أشرطة المراقبة التلفزيونية المصورة في المواقع، لاسيما في فندق البستان الذي حل عليه المغدور في 19 كانون الثاني (يناير) 2010. من جانبه، طالب القيادي في حركة «حماس» الدكتور صلاح البردويل، حركة «فتح» بتوضيح موقفها من المعلومات التي كشفت عنها شرطة دبي حول ضلوع ضابط كبير في الأجهزة الأمنية في الضفة الغربيةالمحتلة في عملية اغتيال القيادي الفلسطيني. تبقى رواية «حماس» نفسها ومفادها ان سبعة اشخاص نفذوا العملية بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر ايرلندية. وترجح مصادر «حماس» أن تكون عملية الاغتيال تمت من خلال دخول فرقة الاغتيال غرفة المبحوح والاختباء في الحمام، حيث فاجأوه بعد عودته من الخارج وأثناء دخوله للاستحمام ضربوه بصاعق كهربائي على فخذه الأيمن قبل حمله إلى السرير وكتم نفسه عن طريق الفم، مما أدى إلى وفاته، تضيف المصادر نفسها: القتلة وجهوا جثة المغدور بحيث يكون ظهره في اتجاه باب غرفة الفندق وأغلقوها عليه بعدما تمكنوا بطريقة فنية من إغلاق سلسلة الأمان الحديدية على الباب من الخارج ووضعوا لافتة «الرجاء عدم الإزعاج» كي يتمكنوا من الهرب في اليوم نفسه الذي نفذوا فيه الجريمة. ويرجح ان عملاء الموساد المفترضين وضعوا أدوية المبحوح التي كان يتناولها الى جانبه، ومن بينها دواء لعلاج مرض نقص التروية الدماغية الذي راجت تكهنات بان سبب تناوله هو تعرض المبحوح في السابق لمحاولة اغتيال فاشلة بالسم، وهو ما لم تتمكن هذه المصادر من تأكيده او نفيه. وتلفت مصادر «حماس» إلى إمكان تعاون بعض طاقم الفندق مع القتلة لتسهيل دخولهم غرفة المبحوح أثناء غيابه عنها، مما سمح لهم بمفاجأته رغم حذره المعهود. وفي هذا الإطار أكدت المصادر القيادية في الحركة أن التحقيق الذي تقوم به لجنة خاصة في الحركة لا يزال مستمرا ويشمل كل جوانب القضية بما في ذلك إمكان الاختراق، وقد استمعت اللجنة إلى عدد من المعنيين بالتعامل مع المبحوح وطرحت عليهم تساؤلات عن عدم اصطحابه مرافقين له وسفره بجوازه الفلسطيني والاحتياطات الأمنية التي اتخذها قبل السفر. وأضاف: إن حماس دأبت في مثل هذه الحالات على تشكيل لجان تحقيق فاعلة للوصول إلى استنتاجات وخلاصات سعيا لتلافي الأخطاء المستقبلية، حتى وإن لم يتم الإعلان عن هذه النتائج في وسائل الإعلام. رواية «حماس»، كما الروايات التي سبقتها، توحي بان «الموساد» يستند الى شبكة من العملاء والمخبرين، ممن نجح في تجنيدهم داخل عدد من الدول العربية. وتشير وثائق وتصريحات صادرة عن الموساد الى كيفية قيام هذا الجهاز بتجنيد العملاء، والى الظروف المساعدة في هذا التجنيد وهي: الحاجات المادية والاقتصادية والعاطفية، وضعف الشعور بالانتماء الوطني، ضعف المستوى التعليمي وانعدام الثقة بالذات، تجنيد المواطنين العرب الذين يسافرون الى الخارج سواء للدراسة أو العمل واستغلال مشاكلهم لعرض حلول لها، وتحديد هويات أشخاص في العالم العربي، والعمل على إسقاطهم بشكل مباشر بسبب مواقعهم الحساسة كعملهم في المؤسسات الأمنية أو السياسية، او المنشآت الاستراتيجية... أو نشر إعلانات في الصحف او عبر مواقع الانترنت باسم شركات وهمية تعرض فرص عمل لباحثين أو خبراء. مصادر معلومات فريق الاغتيال عن تحركات الشهيد: كان الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي قد قال أن هناك شخصا من جماعة المبحوح هو الذي أدلى بمعلومات عن وصوله إلى دبي مما أدى الى اغتياله. ودعا خلفان القيادي في حماس محمود الزهار إلى تحقيق داخلي عن كيفية تسريب المعلومات عن وصول المبحوح، قبل أن يطالب شرطة دبي بتسليم الفلسطينيين المعتقلين لديها . ومن جهته حمل القيادي في حركة حماس صلاح البردويل يوم 20/2 الماضي الموساد المسؤولية المباشرة عن اغتيال القيادي في الجناح المسلح للحركة في دبي الشهر الماضي. وقال البردويل في مؤتمر صِحفي بغزة، إن حماس ستسلك مسلكا قانونيا إزاء عملية الاغتيال، إضافة إلى مسلك آخر حيث إن "الجزاء سيكون من نفس العمل وعلى إسرائيل أن تتلقى جزاءها". واعتبر البردويل أن "ضلوع عدد من الجنسيات الأوروبية وعناصر من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في اغتيال المبحوح يأتي من كونهم عملاء للموساد"، وأوضح قائلا "لم نتهم حركة فتح والسلطة حتى هذه اللحظة وإن كان هناك أفراد شاركوا في العملية من أجهزة أمن السلطة هذا لا يبنى عليه اتهام مباشر لحركة فتح أو السلطة". ونقلت وكالة معا الإخبارية الفلسطينية عن البردويل قوله في مؤتمر صحفي إن المبحوح اتصل مع عائلته تليفونيا قبل سفره إلى دبي وأبلغهم بنيته النزول في فندق معين، مشيرا إلى أن الحجز لعملية سفره تمت عن طريق الإنترنت وهذه شكلت ثغرة أمنية في تحركاته. وأضاف أن مراقبة إسرائيل للهواتف النقالة مكنته من الإطلاع على فحوى حديث المبحوح مع عائلته. ردود أفعال الجهات المعنية: نفت الحكومة البريطانية مجددا أنها كانت على علم مسبق بجوازات السفر البريطانية المزورة التي استخدمت من قبل الأشخاص الذين يشتبه في قيامهم بقتل محمود المبحوح القيادي في حركة حماس في دبي. وكذلك فعلت كل من ايرلندا وفرنسا وألمانيا وطلبت إيضاحات من إسرائيل من خلال سفرائها في هذه الدول. وقال وزير خارجية حكومة الظل وليام هيج إن "من الممكن تماما" أن تكون الحكومة البريطانية قد تلقت تنبيها. وذكرت صحيفة بريطانية أن المخابرات البريطانية الخارجية MI6 والحكومة قد تلقيا بلاغا بذلك الأمر. ويعتقد أن ستة جوازات سفر بريطانية مزورة استخدمت من قبل قتلة محمود المبحوح. وتقول إسرائيل انه لا يوجد دليل على تورط عملاء لجهاز استخباراتها الموساد في الأمر. وقد تصاعدت حدة التوتر الدبلوماسي بين بريطانيا وإسرائيل بعد أن اتضح يوم الاثنين أن ستة من جوازات السفر التي استخدمها 6 من بين 11 شخصا يشتبه في ضلوعهم بالعملية، هي جوازات بريطانية. وهذه الجوازات هي عبارة عن استنساخ من جوازات سفر تعود إلى أشخاص يحملون الجنسيتين البريطانية والإسرائيلية. وقال وليم هيج لبي بي سي انه "من الممكن تماما" أن تكون الحكومة قد نبهت إلى استخدام هذه الجوازات في يناير/ كانون الثاني. ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية الصادرة يوم الجمعة عن مصدر أمني ان جهاز المخابرات البريطانية الخارجية MI6 والحكومة قد أحيطا علما بالعملية. السفير الإسرائيلي في لندن قال انه لا يملك أي معلومات بشأن هذا الموضوع وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إنه "ليس صحيحا" أن بريطانيا كانت على علم بموضوع الجوازات. وأضاف "لقد تلقينا تفاصيل حول وجود جوازات سفر بريطانية قبل بضع ساعات من المؤتمر الصحفي الذي عقد من قبل الشرطة في دبي". وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن استخدام جوازات سفر بريطانية أمر "مثير للغضب". واجتمع السفير الاسرائيلي في لندن رون بروسور اجتماعا لمدة 20 دقيقة مع السير بيتر ريكيتس رئيس السلك الدبلوماسي في الخارجية البريطانية، يوم الخميس، إلا أن السفير قال إنه لا يمكنه"إضافة معلومات أخرى". وتجري وكالة الجرائم الخطيرة المنظمة في بريطانيا تحقيقا في كيفية استخدام جوازات سفر بريطانية. مازالت قضية اغتيال المبحوح في دبي هي المسيطرة على تغطية وسائل الاعلام العربية والعالمية ، حيث ذكرت صحيفة "الاندبندنت" يوم الجمعة أن الجوازات التي استخدمها المشاركين في اغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح ليست مزورة بل حقيقية لأنه تم اصدارها في بريطانيا حديثا والصور عليها حقيقية. واعتبرت الصحيفة اللندنية أن "التبريرات البريطانية لقضية الجوازات تفتقر إلى الرصانة" ، مشيرة إلى أن هذه القضية أظهرت أن "التواطؤ الامني الأوروبي مع إسرائيل تجاوز الأطر القانونية". وكانت الخارجية البريطانية أعلنت أن جوازات 6 من البريطانيين المشاركين في جريمة اغتيال المبحوح وهمية ومزورة . من جهتها، نفت وزارة الخارجية البريطانية ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" اللندنية أن إسرائيل أبلغت جهاز الاستخبارات البريطاني المعروف" MI6" بأن عملاء إسرائيليين يستعدون لتنفيذ عملية خارج الحدود الإسرائيلية مستخدمين جوازات سفر بريطانية مزورة. وأوضح المتحث باسم الخارجية البريطانية "أن لندن علمت بهذا الموضوع لأول مرة من قائد شرطة دبي الذي كشف عن تفاصيل القضية خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين الماضي". وكانت صحيفة "الديلي ميل" نشرت أن الخارجية البريطانية تلقت معلومات معينة قبل ساعات من تصفية محمود المبحوح في دبي دون ان تحاط علما بالشخصية المستهدفة أو بمكان تنفيذ العملية. وأشارت الصحيفة الى ان بريطانيا لم يكن لها أي دور في هذه العملية. فيما قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الجمعة إن مغتالي محمود المبحوح زاروا دبي 3 مرات قبل تنفيذ عملية الاغتيال. وتحت عنوان "تصفية ب - 3 فصول" نسبت الصحيفة الى قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان قوله ان المرة التي نفذ فيها المغتالون عمليتهم في دبي لم تكن المرة الأولى التي زاروا فيها دبي بل سبق لهم ان زاروا دبي مرتين قبلا. وتقول مراسلة الصحيفة "سمادار بيري" في تقريرها بهذا الشأن أن قائد شرطة دبي أدلى بهذه التفاصيل الجديدة المفاجئة في لقاء مع شخصين التقيا معه بناء على طلب صحيفة (يديعوت). ونسبت الصحيفة الى الفريق خلفان قوله ان المرة الأولى كانت قبل 3 اشهر عندما وصل محمود المبحوح جوا الى دبي واستقل طائرة الى الصين . وروي الفريق خلفان بان شرطة دبي تعلم - من خلال مضاهاة تفاصيل جوازات السفر - بان بعض أفراد فريق الاغتيال قد استقلوا مع المبحوح نفس الطائرة من دبي الى الصين وقاموا بمتابعة حركاته وسكناته. ويحتمل - يقول خلفان - ان يكون المغتالون قد خططوا لتصفية المبحوح في الفندق الذي أقام فيه في الصين في تلك المرة لكن هناك احتمالا بان تكون تلك المرة قد كرست لتدريب فريق الاغتيال على تنفيذ العملية. أما المرة الثانية التي زار خلالها المغتالون دبي فكانت قبل نحو شهرين عندما وصلت مجموعة من فريق الاغتيال الى الإمارة بالمقابل مع المبحوح. وقام أفراد المجموعة هذه المرة بمتابعة تحركات المبحوح وخططوا لتصفيته غير انهم قرروا لأسباب فنية تأجيل تنفيذ العملية على حد قول الفريق خلفان. وكان قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان اعلن أمس أنه يجب على الشرطة الدولية "الإنتربول" إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الموساد مائير داجان إذا ثبت تورطه بالجريمة . وأضاف أنه متأكد بنسبة 99 بالمائة إن لم يكن مائة بالمائة من ضلوع جهاز الموساد الإسرائيلي في اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح. وجاءت التصريحات السابقة بعد ساعات من قيام الإنتربول بإدراج أسماء القتلة ال 11 ضمن قائمة المطلوبين أو القائمة الحمراء بموجب طلب من سلطات دبي. ووفقا لبيان نشره الإنتربول على موقعه على الإنترنت فإنه نظراً لتوفر الأسباب لديه للاعتقاد بأن القتلة ال 11 سرقوا هويات أشخاص حقيقيين ، فإن المذكرة الحمراء تحدد أن الأسماء المستخدمة في ارتكاب الجريمة ليست حقيقية . وأضاف البيان أن الإنتربول أصدر رسمياً صور هؤلاء الأشخاص والأسماء التي كانوا ينتحلونها والموجودة على جوازات السفر من أجل تقليص قدرة المجرمين على السفر بحرية باستخدام جوازات السفر المزورة. وتابع " إصدار مذكرة الجلب تم بناء على طلب من شرطة دبي ومكتب الإنتربول في أبوظبي الذي يعمل بالتنسيق التام مع المركز الرئيس للإنتربول في مدينة ليون الفرنسية من أجل تحديد هوية القتلة الحقيقيين للمبحوح". وجاء في البيان أيضا أنه بناء على تعاون وثيق بين الدول الأعضاء والمعلومات المتوفرة من "المواطنين الأبرياء "، اتضح أن هؤلاء الذين خططوا لجريمة اغتيال محمود المبحوح بعناية ونفذوها باستخدام جوازات سفر أوروبية مزورة لمواطنين أبرياء تعرضت هوياتهم للسرقة. وحث رونالد نوبل الأمين العام للإنتربول الشرطة على التركيز على صور المشتبه بهم التي أصدرها الإنتربول في مذكرته الحمراء في تحديد من يجب اعتقالهم واستجوابهم. وأضاف " الأسماء المذكورة في جوازات السفر التي كشفتها تحقيقات شرطة دبي هي على الأغلب أسماء حقيقية لأشخاص أبرياء تعرضت هوياتهم للسرقة ". ومعروف أن القائمة الحمراء في عرف الإنتربول ليست مذكرة اعتقال دولية وإنما هي بمثابة تحذير للشرطة في مختلف أنحاء العالم بأن الأشخاص الواردة أسماؤهم في المذكرة مطلوبون من قبل السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويرجح كثيرون أن نشر القائمة الحمراء من شأنه أن يسرع باعتقال القتلة ولا يدع مجالا كبيرا أمام إسرائيل لإخفائهم ، بل إن الضغوط التي يمارسها المسئولون الأوروبيون على إسرائيل للحصول على إجابات بشأن استخدام جوازات سفر مزورة بالجريمة من شأنها أن تربك حسابات تل أبيب أكثر وأكثر . قال قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في تصريحات نشرت الأحد إن بعض الضالعين في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الشهر الماضي في الأمارة استخدموا جوازات دبلوماسية مشيرا الى أن احد المقربين من المبحوح أدلى بمعلومات أساسية للقتلة. من جهة أخرى، أكد خلفان أن التعاون مع الدول التي يحمل أفراد المجموعة المتهمة بقتل المبحوح جوازات سفر منها "يسير على قدم وساق". وقال خلفان لصحيفة البيان ان هناك "معلومات لا تود شرطة دبي الإعلان عنها الآن خاصة في ما يتعلق بجوازات السفر الدبلوماسية التي استخدمها بعض الجناة في دخول دبي". ولم يشر خلفان الى أي تفاصيل إضافية في هذا السياق لكنه قال ان "بعض الجناة من الذين اغتالوا محمود المبحوح في دبي دخلوا الدولة من قبل ولكن منذ فترة طويلة تقارب العام بجوازات السفر نفسها التي دخلوا بها مؤخرا". وكان خلفان أعلن الاثنين ان 11 شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية بينهم امرأة ضالعون في عملية الاغتيال وكشف عن تفاصيل دقيقة أظهرت عملية اغتيال محكمة. وقال ان المبحوح قتل "بكتم الأنفاس" وانه يمكن أن يكون تعرض لصعقة كهربائية. من جهة أخرى، قال خلفان في تصريحات لصحيفة الأمارات الأحد، أن "التعاون مع بريطانيا وفرنسا وايرلنداوألمانيا" التي يحمل أفراد المجموعة المتهمة بقتل المبحوح جوازات سفر منها "يسير على قدم وساق". وأضاف "نقدم كل ما لدينا وننتظر إجابات واضحة من جانب الأطراف الأخرى"، مؤكدا أن "الأجهزة البريطانية تتعامل بجدية مع القضية وتتعاون بشكل جيد مع السلطات الإماراتية". وتابع "لا نعمل وفق دليل واحد في هذه القضية لكن ادلتنا متعددة ومتنوعة ولا مفر منها وستجد الأطراف الأخرى نفسها محاصرة من كل النواحي". وأضاف إن "الأسئلة وعلامات الاستفهام التي إثارتها شرطة دبي في هذه القضية لا يمكن تجاهل إجابتها من جانب الدول المعنية بالقضية". وقالت شرطة دبي انها تملك أدلة جديدة تشير إلى تورط جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس وتشمل بطاقات ائتمان واتصالات هاتفية أجراها المشتبه بهم. وقال الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، إن من الأدلة الجديدة التي تمتلكها شرطة دبي لإدانة الموساد وتأكيد تورطه هي الاتصالات الهاتفية التي جرت بين المتهمين وتم رصدها بالفعل، بالإضافة إلى امتلاك شرطة دبي معلومات مؤكدة عن شراء بعض الجناة تذاكر طيران من إحدى الشركات في دول أخرى ببطاقات ائتمانية تحمل أسماءهم نفسها التي تم الكشف عنها. من جهة ثانية، رجحت سلطات الأمن الألمانية أن يكون الموساد خلف عملية الاغتيال، وقالت مجلة دير شبيغل أن وحدة «كيدون» في الموساد، التي نسب إليها في الماضي عدد من عمليات التصفية المثيرة، قامت بتنفيذ عملية المبحوح. وجاء في تقرير المجلة أن المخابرات الإسرائيلية استخدمت على ما يبدو لتلك العملية جواز سفر ألمانيا حقيقيا تم إصداره عام 2009 في مدينة كولونيا، غرب البلاد. وجاء في تقرير المجلة أن مواطنا إسرائيليا يدعى ميشائيل بودنهايمر تقدم مطلع الصيف الماضي بطلب لدى مكتب سجلات السكان في كولونيا للحصول على وثائق سفر ألمانية. وقدم بودنهايمر للمكتب وثيقة زواج والديه بالإضافة إلى جواز سفر إسرائيلي، كما أشار إلى الأصول الألمانية لعائلته التي طاردها النازيون. وذكرت الصحيفة أن أحد عملاء الموساد المشتبه فيهم سافر إلى دبي بجواز سفر بودنهايمر في 19 يناير الماضي، وأظهرت تحريات المجلة أنه لا يوجد رجل يدعى بودنهايمر تحت العناوين المسجلة رسميا في كولونيا. ووفقا لتقرير المجلة ضاع أثر عميل الموساد في «هيرتزليا» الإسرائيلية حيث كان يقول انه يقيم. في سياق متصل، عرضت بريطانيا إصدار جوازات سفر جديدة لستة بريطانيين استخدم هوياتهم أعضاء فريق الاغتيال، أملا في تجنيب البريطانيين الستة الاعتقال غير المقصود بموجب إنذار أصدرته الشرطة الدولية (الانتربول). ونفت الحكومة البريطانية ما تردد حول علمها مسبقا بشأن خطط استخدام جوازات السفر المزورة.