نفت الخارجية البريطانية صحة ما ذكرت صحيفة ديلي ميل من أن الحكومة البريطانية كانت على علم بأن (الموساد) سينفذ عملية في الخارج بجوازات بريطانية، في إشارة إلى عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي. في الأثناء طالبت حماس شرطة دبي بتسليمها فلسطينيَين أشير لتورطهما في عملية اغتيال المبحوح. فقد نقلت صحيفة ديلي ميل اللندنية عن مصدر استخباراتي بريطاني أن وزارة الخارجية البريطانية وجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) تلقيا معلومات من إسرائيل قبل اغتيال المبحوح تفيد بأنها ستنفذ عملية في الخارج وأنها ستستخدم فيها جوازات سفر بريطانية. وبحسب المصدر فإن إطلاع الحكومة البريطانية على المسألة لم يكن طلباً للحصول على إذن لاستخدام الجوازات، وإنما كان من أجل مجاملتها وإعلامها بأن الوضع قد يتفجر. ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون في لقاء مع الجزيرة ما ذكرته الصحيفة، مؤكدا أنه "لا صحة إطلاقا" لذلك التقرير، وأضاف "ننكر هذا تماما بدون أي مواربة". وبحسب مراسلة الجزيرة في لندن فإن الأنباء الجديدة قد تزيد من التذمر الذي ساد الشارع البريطاني بعد اللغة التي استخدمتها الخارجية البريطانية، حين تحدثت عن "دعوة" السفير الإسرائيلي في لندن وليس "استدعاءه"، وذلك لمطالبته بتوضيح الموقف من استخدام الجوازات البريطانية. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند قد وصف استخدام ستة جوازات سفر بريطانية مزورة في قضية اغتيال المبحوح بأنه إهانة، وأكد أن حكومته مصممة على الوصول إلى الحقيقة بشأن الطريقة التي استخدم من خلالها القتلة جوازات سفر بريطانية مزورة. واتهم قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان 11 شخصاً، من بينهم ستة بريطانيين وثلاثة أيرلنديين، باغتيال المبحوح في غرفته بفندق بستان روتانا الشهر الماضي، وأصرّ على أن الموساد الإسرائيلي متورط في اغتياله، ودعا بريطانيا إلى التعاون في التحقيق. في هذه الأثناء، طالب القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، شرطة دبي بتسليم الفلسطينيَين اللذين أشير إلى تورطهما في التخابر مع الموساد في عملية اغتيال المبحوح لمحاكمتهما وفق القانون الفلسطيني. وأكد الزهار على أن رد حركته على اغتيال المبحوح يرتبط بموقف الدول الغربية من عناصر الموساد, الذين نفذوا الاغتيال, مشددا على أنهم إذا اعتقلوا، فإن حماس ستبقى ملتزمة بخيارها الإستراتيجي في المقاومة داخل حدود فلسطين, أما إن لم يحصل ذلك, فإن الحركة ستدرس الخيارات الأخرى، على حد قوله. من ناحية أخرى نسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى مسؤول إسرائيلي نفيه الاتهامات التي وجهتها دبي إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بالوقوف وراء العملية. ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الجمعة عن مسؤول رفيع في الخارجية الإسرائيلية قوله إنه لا يوجد في هذه المرحلة أي دليل يربط الحدث بإسرائيل "وإذا استمر الأمر هكذا فإن القضية ستتلاشى بسرعة"، متوقعا عدم نشوب أزمة بين إسرائيل والدول الأوروبية التي تم تزوير جوازات سفرها. وكانت وزارات الخارجية في بريطانيا وأيرلندا وألمانيا قد دعت سفراء إسرائيل لديها إلى لقاءات وطالبتهم بتوضيح موقفهم من استخدام أفراد خلية اغتيال المبحوح جوازات سفر مزورة لمواطنين من هذه الدول، فيما نفى السفراء الإسرائيليون علمهم بتفاصيل أو معلومات تدل على ضلوع الموساد بالاغتيال. وكانت الشرطة الدولية (الإنتربول) قد وضعت 11 شخصا أدانتهم السلطات الإماراتية بتهم تدبير وتنفيذ اغتيال المبحوح على رأس قائمة المطلوبين التابعة لها. وقالت الشرطة الدولية في بيان إن لديها سببا للاعتقاد بأن المشتبه فيهم انتحلوا شخصيات أشخاص حقيقيين واستخدموها لارتكاب الجريمة. وأضافت أنها أعلنت الأسماء والصور الواردة في جوازات السفر لتقييد قدرة المشتبه فيهم على السفر. لكنها حثت الشرطة على التركيز على الصور عند تحديد الذين ستستجوبهم وتحتجزهم. وقال الأمين العام للإنتربول رونالد نوبل إن "مذكرات حمراء" أصدرت ضد المشتبه فيهم وأرسلت إلى الدول الأعضاء في جميع أنحاء العالم وهي تشير إلى أن الأسماء التي استخدمت كانت مستعارة لارتكاب الجريمة.