حظيت القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بخطوط عريضة من كلمات رؤساء الوفود العربية أمام الاجتماع ال122 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في تايلاند حاليا. ولم تغفل كلمات رؤساء الوفود عن المطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية والمحاولات لتهويد القدس الشريف لتغيير معالمها وتغيير هوية الأماكن المقدسة فيها. وطالب هؤلاء برلمانات العالم بالعمل على تحقيق السلام الشامل والحقيقي في منطقة الشرق الأوسط، مبينين أن ذلك لن يتحقق إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف لانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشريف ومحاولات تغيير معالمه. وأكد رؤساء الوفود العربية ضرورة احترام القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة لإيجاد حلول عادلة ودائمة للأزمات والصراعات التي مازالت تهدد الأمن والاستقرار الدوليين، معتبرين أن إيجاد حل للشعب الفلسطيني "من أولويات المجموعة الدولية". وقالوا: إن تحقيق المصالحة بين الشمال والجنوب وبين العالمين الإسلامي والغربي يتطلب "احترام حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية بصفة عامة واحترام هويتهم وانتمائهم وحضارتهم". وأضافوا: إن المحاولات الهمجية التي تمارسها إسرائيل لتهويد القدس الشريف تشكل اكبر خطر على السلم والاستقرار" لاسيما في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم بأسره. ودعت المجموعة العربية برلمانات العالم إلى "اتخاذ مواقف صارمة" لمواجهة المناورات الإسرائيلية المنافية لكل القيم التي ترتكز عليها الديانات، متسائلة إلى متى ستستمر القوة القائمة بالاحتلال في انتهاكاتها لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم. وأكد رؤساء الوفود في هذا السياق أن احترام الشرعية الدولية يجب ألا يخضع للمزاجية والانتقائية أو ازدواجية المعايير في التعامل من قبل البعض. وقالوا: إن المصالحة المنشودة بين كل الأمم تتطلب رؤية حضارية طويلة المدى تأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو حضارية "وعلى الاتحاد البرلماني الدولي أن يساهم بكل نفوذه في تحقيق هذه المصالحة". وأشار رؤوساء الوفود العربية إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار، مؤكدين دور البرلمانيين في ترسيخ القيم العالمية الإنسانية التي تضمن حقوق البشر والشعوب وتساهم في حركة التقدم والتطور. وشددوا على ضرورة ترسيخ مبدأ وقيمة التضامن الدولي بين الشعوب وتقديم العون والمساندة لمن يعانون أو من لا يملكون فرصا متكافئة وتعزيز قيم التسامح واحترام التنوع الذي يغني البشرية وتعظيم ونشر ثقافة السلام والحوار وحل النزاعات بالطرق السلمية. وأكد رؤساء الوفود العربية أن الإرهاب ظاهرة مستجدة على المجتمعات فلا دين له ولا مبادئ ولا قيم ولا وطن "عدا الإضرار بمصالح الناس وأمنهم واستقرارهم وتنميتهم". وأضافوا: إن العالم حاليا يشهد تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة "تضع الجميع في مواجهة تحديات كبيرة تتطلب قدرا عاليا من التنسيق والتعاون وتفرض أهمية تفعيل دور البرلمانات في التصدي لها" لاسيما أنها تشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين. وأوضح رؤساء الوفود العربية أن من بين تلك التحديات الفجوة الهائلة بين الدول الغنية والفقيرة التي عززتها تداعيات الأزمة المالية العالمية، إضافة إلى الجريمة المنظمة وعمليات الاتجار بالبشر "التي أصبحت تحديا سافرا لكل الثقافات والأعراف والقيم الإنسانية. إلى ذلك وافقت الوفود البرلمانية العربية اليوم على عقد اجتماع مع الأمانة العامة للاتحاد البرلماني الدولي وطلب توضيحات حول المشروع الذي سيطرحه الاتحاد بعد غد الأربعاء في دورته ال 122 المنعقدة حاليا في بانكوك بشأن تحويله إلى منظمة دولية على غرار منظمة التجارة الدولية. كما وافقت البرلمانات العربية على اعتماد البند الطارئ الخاص بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي المحتلة الذي يرفض القرارات الإسرائيلية بضم بعض المساجد الإسلامية إلى التراث اليهودي. ووافقت أيضا على عدد من الموضوعات الأخرى مثل ضرورة قبول عضوية فلسطين في الاتحاد، وكيفية إعادة عضوية الصومال إلى الاتحاد، بالإضافة إلى ترشيح بعض أعضاء البرلمانات العربية للمناصب الشاغرة في الاتحاد.