بدأت في العاصمة القطرية الدوحة صباح اليوم الاثنين أعمال المؤتمر السابع عشر للاتحاد البرلماني العربي بحضور رؤساء الاتحادات العربية وممثلي عدد من المنظمات الإقليمية والدولية المعنية. وقال رئيس مجلس الشورى القطري محمد بن مبارك الخليفي في الكلمة التي افتتح بها المؤتمر إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف تاريخي صعب يتطلب من البرلمانيين العرب جميعهم مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يتعرض لأبشع الممارسات العدوانية الإسرائيلية، ودعم قضيته العادلة والسعي لرفع الحصار الجائر عن غزة وتكثيف الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية. مؤكدا على الوقوف بصلابة إلى جانب الحق الفلسطيني ومطالبة الشرعية الدولية بالعمل على تحقيق السلام العادل الذي يضمن الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. من ناحيته أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي سليم الزعنون على أهمية العمل لتعزيز التضامن العربي وإعلاء كلمة الأمة. واستعرض الزعنون في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عمل الرئاسة خلال العام الماضي 2010، حيث التزمت بمبادئ الاتحاد وأهدافه، وحرصت على ضمان عمل أجهزته بصورة طبيعية وفي أجواء طبيعية سليمة، والسهر على تنفيذ القرارات الصادرة عنه، فضلا عن التشاور مع رؤساء البرلمانات العربية حول جميع القضايا التي تهم الأمة سعيا نحو الوصول لمواقف تسهم في تعزيز نشاط الاتحاد ودوره على مختلف الأصعدة. واستعرض بعض المحطات المهمة في مسيرة عمل الاتحاد خلال العام الماضي، ومنها الاجتماعات الثلاثة التي عقدتها لجنته التنفيذية في كل من عمانوالدوحة، والتي تناولت خطط عمل الاتحاد في العام 2010، وغير ذلك من المستجدات التي تمت معالجتها بروح عالية من المسؤولية، واتخذت القرارات المناسبة التي عملت الأمانة العامة على وضعها موضع التنفيذ. كما تناول الزعنون الأنشطة السياسية لرئاسة الاتحاد، ومن أهمها في العام الماضي تطورات الأحداث سيما على الساحة الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وزيارة الوفد البرلماني العربي للقطاع، إضافة إلى تعميم قرارات المؤتمر /16/ السياسية على المنظمات الإقليمية والدولية والعديد من برلمانات العالم. فيما امتد الاهتمام إلى الوضع في مدينة القدس، وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من إجراءات لتغيير الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة سيما ضم الحرم الإبراهيمي إلى المواقع الأثرية الإسرائيلية. مشيرا إلى أن رئاسة الاتحاد أصدرت بيانا يدين هذه الإجراءات، بالإضافة إلى بيان آخر يدين إعادة اعتقال بعض أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذين أطلق سراحهم. ونوه بأن رئاسة الاتحاد تابعت موضوع إدراج بند طارئ حول إجراءات إسرائيل لتهويد القدس في جدول أعمال الجمعية 123 للاتحاد البرلماني الدولي في بانكوك بجانب القيام بعمل مميز، واتخاذ موقف واضح من مشروع إعادة تأسيس الاتحاد البرلماني الدولي بموجب معاهدة دولية وهو المشروع الذي رفضته أغلبية البرلمانات حسب قوله. واستعرض رئيس الاتحاد البرلماني العربي في كلمته في سياق تطرقه لأنشطة وإنجازات الاتحاد السياسية ما قامت به الرئاسة سيما، ما يتصل بأبعاد القضية الفلسطينية وعدالتها والتنديد بالممارسات الإسرائيلية المعادية لجميع القرارات الدولية ولإرادة المجتمع الدولي. وأكد أن العام الماضي كان حافلا بالأحداث والتطورات سواء على صعيد المنطقة أو على صعيد الاتحاد نفسه الذي أكد أنه منظمة جادة تعبر خير تعبير عن مطامح البرلمانات والمجالس العربية، وأنه منظمة على مستوى الأحداث ومنظمة قادرة على التطور والتكيف مع مستجدات الواقع البرلماني والديمقراطي للبلدان العربية. ويناقش المؤتمر على مدى يومين، جملة من القضايا منها الوضع العربي الراهن، ودور البرلمانيين العرب في استعادة التضامن العربي، وتعزيز وضمان الاستقرار الداخلي لجميع البلدان العربية.