أكد سفير دولة الكويت بصنعاء سالم غصاب الزمانان, عمق ومتانة العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين اليمني والكويتي . جاء ذلك في محاضرة ألقاها اليوم في جامعة ذمار حول دور دولة الكويت في مسيرة الوحدة اليمنية , حضرها رئيس الجامعة الدكتورأحمد الحضراني ووكيل المحافظة المساعد عبد الكريم ذعفان وجمع من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة . وجدد السفير الزمانان موقف بلاده الثابت والمبدئي الداعم لليمن ووحدته وأمنه واستقراره وحرصها على تعزيز العلاقات الأخوية مع الجمهورية اليمينة . وتناول الأهمية التى مثلتها الوحدة اليمنية ودور دولة الكويت في مساندة جهود إعادة تحقيق وحدة اليمن . وقال " :لقد شكلت الوحدة اليمنية حدثا تاريخيا محوريا هاما في التاريخ السياسي الحديث لليمن وأعادت صياغة تاريخ اليمن على أساس الجمهورية اليمنية كدولة واحدة مستقلة ذات سيادة تنتهج الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الإعلام ". وأوضح الدور الذي قامت به دولة الكويت الشقيقة في سبيل رعاية جهود إعادة تحقيق الوحدة اليمنية من خلال الجهود التي بذلها أمير دولة الكويت الراحل صاحب السمو الشيخ جابرالأحمد الصباح, حيث وضعت في الكويت أولى لبنات الوحدة اليمنية في مارس1979م , من خلال قمة الكويت التاريخية التي جمعت الرئيس علي عبد الله صالح والرئيس الراحل عبدالفتاح اسماعيل برعاية مباشرة من سمو الأمير الراحل جابر الأحمد الصباح . وبين السفير الكويتي أن الجهود الكويتية كانت قد بدأت قبل ذلك التاريخ عندما اتخذت جامعة الدول العربية قرارا بتشكيل لجنة عربية للمصالحة بين شطري اليمن سابقا وكانت دولة الكويت ضمن الدول الفاعلة في اللجنة . وقال " لقد قام وفد كويتي برئاسة وزير الخارجية آنذاك أمير الكويت الحالي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في سبتمبر من نفس العام 1972م بزيارة إلى صنعاء وعدن هدفت حينها إلى إزالة سوء الفهم وتسوية الأزمة التي كانت قائمة بين شطري اليمن حينها ". وأشار إلى أن دولة الكويت مدت يدها للثورة اليمنية وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بالنظام الجمهوري في اليمن عقب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م , وارتبطت بعلاقات سياسية واقتصادية بالشطر الجنوبي من اليمن بعد نيل الاستقلال وطرد المستعمر البريطاني من أرض اليمن الغالية, رغم أن بعض دول المنطقة كانت تعتبر النظام في جنوب اليمن مهددا للأمن والاستقرار الخليجي خصوصا وأنه كان نظاما اشتراكيا . وتطرق السفير الكويتي بصنعاء في محاضرته إلى المشاريع التنموية التي نفذت بتمويل من دولة الكويت في إطار دعمها لمسيرة التنمية في اليمن في مختلف المراحل, مبينا أن إجمالي القروض التي قدمتها الكويت لليمن خلال الفترة من 1968 – 1989م بلغت حوالي 48 مليون و972 ألف و329 دينار كويتي وتضمنت 19 قرضا لتمويل مشاريع في قطاعات الزراعة والري والثروة الحيوانية وقطاع النقل والمواصلات التي اشتملت على طرقات وموانئ وطيران مدني , وقطاع الطاقة والصناعة من خلال مشاريع كهرباء ومياه وكذا قطاع الخدمات والادارة الحكومية وجامعة صنعاء وكلية الطب فيها . وكان رئيس جامعة ذمار الدكتور أحمد الحضراني ألقى كلمة في مستهل الفعالية رحب فيها بالسفير الكوتي في جامعة ذمار لإلقاء هذه المحاضرة , مشيدا بمستوى العلاقات الأخوية الحميمة بين البلدين الشقيقين وبالجهود المتميزة التي يبذلها السفير الزمانان لتطويرها . وكان السفير الكويتي بصنعاء سالم غصاب الزمانان زار مستشفى الوحدة التعليمي الجامعي بمدينة معبر مديرية جهران التابع لجامعة ذمار والذي أسهمت الحكومة الكويتية في تمويل تنفيذه ، واستمع إلى شرح من المسئولين والقائمين في المستشفى عن مكوناته ومستوى خدماته الطبية المقدمة للمرضى والنزلاء .