حذرت مؤسسة القدس الدولية من مواصلة اعمال الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي حول المسجد الاقصى المبارك .. موضحة ان مواقع الحفريات بلغت 34 موقعاً، وبزيادة تسعة مواقع خلال العام الجاري . وبين تقرير اصدرته مؤسسة القدس بالتزامن وذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك، أن من تلك الحفريات 13 حفرية مكتملة، و21 عملية حفر نشطة، شملت 15 حفرية منها جنوب المسجد و17 حفرية غربه و2 شماله . ورصد التقرير الرابع للمؤسسة والذي حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، الاعتداءات على المسجد الأقصى في الفترة ما بين 22 أغسطس 2009م - 21 أغسطس2010م .. مستقرءً أحوال المسجد الأقصى بهدف رسم صورةٍ متكاملةٍ لمختلف التهديدات المحدقة به . حيث رصد التقرير تطوّر موقف الاحتلال السياسي والديني والقانوني تجاه الأقصى وحسم مسألة تقسيمه التي يُحاول تمريرها في سباقٍ مع الزمن ..مستغلاًّ غياب معادلة الردع وتحييد المقاومة في الضفة وغزة وتهاوي السقف السياسي الرسمي العربي والفلسطيني والموقف الأميركي الداعم والمؤازر لفرض الوجود اليهودي داخل الأقصى كأمر واقع وحقيقة على الأرض. واشار الى تزايد سرعة الحفريّات الساعية لبناء مدينة يهوديّة مقدسة أسفل المسجد ومحيطه وبمقدار الضعف تقريبًا خلال العام الماضي .. لافتاً الى تبدّل طريقة تعاطي الاحتلال مع تلك الحفريّات . واوضح التقرير انه وبعد أن كان الاحتلال يتعامل مع مواقع الحفريّات بحساسيّة مفرطة ويُحاول إخفاءها خوفًاً من ردود الفعل، أصبح اليوم يتعاطى معها دون حساسيّة أو خوفٍ من ردّات فعل فلسطينيّة أو عربيّة وإسلاميّة، بل أصبح مستعداً للدخول في مواجهات مع السكان المقدسيين لحماية سير العمل فيها. واستعرض تقرير مؤسسة القدس الدولية، اعمال البناء ومصادرة الأراضي في محيط الأقصى وبناء المعالم اليهوديّة في محيطه، سيما مع افتتاح الاحتلال لكنيس /الخراب/ غرب المسجد الأقصى . اضافة الى مصادقة الاحتلال على بناء كنيسين جديدين أكثر قرباً إلى المسجد الأقصى وافتتاح متحف /المعبد الثالث/ في الطرف الغربي الجنوبي لساحة البراق لترويج الرواية اليهوديّة لتاريخ القدس . ورأى التقرير أن وصول الاحتلال إلى هذا المستوى من الجرأة على إقرار وتنفيذ مخططات البناء الضخمة، يؤشر إلى أن هذه المخططات ستصبح أكثر ضخامةً في المستقبل وأكثر قرباً من المسجد الأقصى . وعلى الصعيد السياسي، رأى التقرير أن رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يتبع سياسةً مزدوجةً تجاه المسجد الأقصى .. موضحاً انه من الناحية الرسمية لا يعلن نتنياهو أي توجهاتٍ لتغيير الواقع القائم في المسجد الأقصى . أما على أرض الواقع، يقول التقرير إن نتانياهو يُكلّف وزراء في حكومته وقادةً كبار في حزبه بقيادة مطالب المستوطنين، بالسماح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى بحريّةٍ تامة . كما رصد التقرير تصاعد اقتحام المتطرفين اليهود بشكلٍ ملحوظ خلال هذه الفترة، إذ بلغت أكثر من 36 اقتحاماً امتد معظمها على مدار ساعات أو على مدار اليوم بأكمله، عدا اقتحامات المجموعات الصغيرة للمسجد، والتي تحدث بشكلٍ يومي على مدار النهار . وعلى الصعيد الديني، رصد التقرير تغير الفتوى اليهودية التقليدية بعدم جواز دخول المسجد الأقصى والذي تسميه الأوساط الصهيونية /جبل المعبد/ خاصة الحاخامات الصهاينة البارزين ليصبحوا من المؤيدين لدخوله . لكن التطور الأبرز، بحسب التقرير، كان التبدل في موقف بعض حاخامات /الحريديم/ أو اليهود غير الصهاينة الذين كانوا يشكلون التكتل الأساس في معارضة دخول اليهود للمسجد الاقصى، حيث بدأت بعض مجموعات منهم باقتحام المسجد الأقصى بشكلٍ دوري منذ شهر نوفمبر 2009م. واكد ان ذلك يعني بدء تهاوي المعسكر الديني الرافض لدخول اليهود للمسجد أمام المؤيدين والمناصرين لدخوله . سبا