افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور بصنعاء اليوم أعمال المؤتمر الثالث للنفط والغاز والمعادن الذي تنظمه وزارة النفط والمعادن بمشاركة 75 شركة عالمية وعربية وأكثر من 500 شخصية عربية ودولية ومحلية في مجال البترول والطاقة. يعرض المؤتمر على مدى يومين 21 فرصة جاهزة للاستثمار منها عشر في مجال النفط والغاز تشمل عشرة قطاعات نفطية مفتوحة ستة قطاعات برية وأربعة قطاعات بحرية، و11 فرصة في مجال استغلال المعادن والصخور الصناعية والإنشائية ، كما يستعرض المؤتمر 30 ورقة عمل لكبريات الشركات العالمية وكبار المستشارين والشخصيات العلمية تتوزع بين الجانب الفني والاقتصادي وخبرات الشركات العالمية. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر دعا رئيس مجلس الوزراء جميع الشركات البترولية الإقليمية والعالمية والمستثمرين للاستثمار في الموارد النفطية والغازية والمعدنية الواسعة الكامنة في أرض اليمن الطيبة والتسلح بالثقة للدخول في غمار الاستثمار المربح. كما دعا الشركات النفطية إلى أن تدقق النظر في الإرث الرائع من الشراكة التي أقامها اليمن مع عدد من الشركات النفطية العاملة في اليمن عمره يزيد عن عقدين من الزمن، ويحفل بكل ما ينمي ويعزز من مكانة ونجاح الشركات النفطية ويعظم من قيمتها في السوق الدولية ويعكس في الوقت ذاته التقدير المتبادل بين هذه الشركات وبين اليمن وقيادته السياسية وحكومته ويعكس كذلك الدور المتميز لوزارة النفط والمعادن التي استطاعت أن تدير بكفاءة مثل هذه الشراكات الناجحة وفي بناء جسور قوية من الثقة المتبادلة. وأكد الدكتور مجور أنه تم إنجاز قوانين استثمارية ونماذج ممتازة لاتفاقيات نفطية تملك من المقومات والمحفزات والتسهيلات المشجعة ما يكفي لحفز المستثمرين إلى الإسراع في بناء شراكات استثمارية بكل اطمئنان وثقة بالربحية المضمونة، لافتاً إلى أن اليمن يروج عن ثقة للاستثمارات البترولية والمعدنية ،ويعمل بجد وصدق على تأسيس وتأصيل لشراكة متينة تعود بالنفع والجدوى وتحقق أعلى درجات الربحية للكل للوطن ولشركائه. وأوضح أن اليمن يحرص في كل مناسبة على أن يفرد صدره لهذه الشراكة الاستثمارية، التي لا تقف عند حدود دعم التنمية في اليمن بل وتسهم أيضاً في تغطية الاحتياج العالمي للطاقة والتأكيد على حيوية وضرورة مثل هذه الشراكة الفعالة. وقال رئيس مجلس الوزراء: إن انعقاد هذا المؤتمر وبهذا المستوى من التنظيم لهو تأكيد على أن اليمن في ظل قائد المسيرة التنموية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ينظر بعين الأمل والثقة إلى الإمكانيات التي يعد بها قطاع النفط والغاز ويضع في اعتباره أولوية تأسيس شراكة ذات جدوى مع المستثمرين في هذا القطاع. ولفت إلى أن اليمن لديه الكثير ليقوله من خلال هذا المؤتمر ولديه من نفاذ الرؤية ما يمكنه من الوعي بحقائق الاقتصاد العالمي وبالمؤشرات التي تؤكد استمرار نمو الاحتياجات العالمية للطاقة النفطية والغازية في المدى المنظور. وأضاف: إن المسؤولين والمعنيين بإدارة قطاعي النفط والغاز في اليمن سيعرضون خلال هذا المؤتمر معطيات جديدة فيما يخص مستجدات قطاعي النفط والغاز وما يزخر به اليمن من معادن كامنة في تضاريسه الواسعة، وما هو متاح في الوقت الراهن من مناجم للذهب والفضة والزنك والنحاس والحديد وخامات عديدة تختزنها أرضنا الطيبة. وأشار إلى أن اليمن وفر خارطة شاملة لإمكانياته النفطية والغازية والمعدنية الكامنة في جغرافية واسعة تغطي مسافة تمتد من أبعد نقطة في منطقته الاقتصادية البحرية الخالصة إلى أقصى نقطة في صحرائه الشاسعة وهي مساحة واعدة توفر كافة الممكنات والفرص للشراكة مع العالم. مؤكداً أن الحكومة منظومة تشريعية متكاملة وعملت على بناء منظومة واسعة من الأنظمة واللوائح لتهيئة البيئة الملائمة والجاذبة التي تستقطب الاستثمارات إلى اليمن. وتابع رئيس مجلس الوزراء قائلاً: لعل أهم ما تم إنجازه على هذا الصعيد إقرار قانون الاستثمار الجديد، وإصدار قانون المحاجر والمناجم الجديد، فضلاً عن حزمة من اتفاقيات وبرامج الشراكة مع البنك الدولي ومع المنظمات الدولية المانحة بشأن الشفافية ،وتنفيذ إصلاحات مهمة ومتعددة في القوانين والتشريعات الضامنة لتيسير وتسهيل الإجراءات المنظمة للاستثمارات المتعددة سواء في قطاع النفط والغاز أو في قطاع المعادن. وأكد الدكتور مجور إن هذا المؤتمر محط اهتمام استثنائي من قبل الدولة والحكومة وهو أيضاً محل اهتمام ومتابعة المراقبين والمعنيين بالاستثمارات النفطية والغازية والمعدنية في العالم. وقال: لا يجب أن تغيب عن جميعنا المعطيات والمؤشرات الجديدة التي تجعل من اليمن فضاءً واعداً للاستثمار في هذه القطاعات الاقتصادية الهامة واستشراف إمكانية بناء شراكة جادة ومثمرة تتوخى تحقيق المصالح المشتركة لجميع الشركاء وتطمح في الوقت نفسه إلى تعزيز إسهام اليمن في تلبية احتياجات السوق الدولية للنفط والغاز. مؤكداًَ ضرورة الأخذ في الاعتبار ما كشفت عنه تقارير منظمة الطاقة الدولية بشأن زيادة حجم الطلب العالمي على الطاقة مما يجعل من شراكتنا المفترضة بما تستهدفه من توسيع في نطاق الاستثمارات في مجال النفط والغاز إسهاماً يحتاجه عالمنا لتعزيز تعافيه الهش من أزمة اقتصادية ومالية طاحنة عصفت به خلال العامين الماضيين. وأضاف الدكتور مجور: إن الشراكة الاستثمارية التي ندعو إليها من خلال هذا المحفل النفطي الكبير لهي تعبير يحتاجه عالمنا عن المسؤولية المفترضة للشركات النفطية تجاه الاقتصاد العالمي، إلى جانب ما تضيفه الربحية المضمونة إلى إمكانيات ومقدرات هذه الشركات. وجدد التأكيد بأن اليمن قيادة وحكومة تقدم بكل إخلاص وثقة بين يدي هذا المؤتمر خارطةً استثمارية حافلة بالفرص المشجعة والواعدة في قطاعات النفط والغاز والتعدين معززة بكل أشكال الدعم والضمانات التي تجعل من الاستثمار في هذه القطاعات هنا في اليمن، مضمون الربحية. وقال: إننا في الوقت الذي ندرك فيه جيداً أن في ذهن كل واحد منكم تحضر صورةٌ مشوشةٌ وغير واضحة فيما يتعلق بالمواجهة مع عناصر تنظيم القاعدة وفي هذا الشأن نقول لكم إن الإرهاب هو ظاهرة كونية وهناك معركة دولية واسعة النطاق ضد الإرهاب اليمن جزء منها وأن ما نريده منكم أن تكونوا على ثقة بأن الدولة تمتلك القدرة والإمكانيات اللازمة لمحاصرة الأنشطة الإرهابية واستئصالها. ودعا وسائل الإعلام إلى التعامل بمسئولية حيال هذه القضية والكف عن تكريس هذا النمط المشوش الرؤية حيال ما يجري وعدم تقديم المكافأة للعناصر الإرهابية المعزولة، بتجسيم دورها وتأثيرها على الأمن والاستقرار وعلى الثقة بالمناخ الاستثماري، مؤكدا بأن الواقع أفضل بكثير مما يحاول الإعلام تكريسه في الذهن عن اليمن. وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن تفاؤله بخروج المؤتمر ببرامج عمل نابعة من التوصيات والرؤى الاقتصادية الاستثمارية وأن يشكل هذا المؤتمر محطة فارقة في الصناعة النفطية وفي الاستثمارات البترولية والمعدنية اليمنية على قاعدة صلبة من الشراكة الاستثمارية وبما يخدم المصالح المشتركة للجميع.