نفذت الهيئة العامة لحماية البيئة دراسة أولية لمنطقة وادعة بمحافظة عمران للتعرف على مدى تأهلها لإدراجها ضمن شبكة المحميات الوطنية باعتبارها من البيئات النادرة على مستوى الجزيرة العربية لتواجد النمر العربي المعرض للانقراض. وقال مدير عام الموارد الطبيعية بالهيئة العامة لحماية البيئة المهندس عبدالله أبو الفتوح في حديث إلى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن الدراسة نفذت من قبل فريق فني متخصص من الهيئة والذي قام بالنزول إلى المنطقة بهدف التعرف على السمات العامة بها وحصر التنوع الحيوي والنباتي والتعرف على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان المحليين والمقومات السياحية وتحديد عوامل التدهور البيئي والالتقاء بالمواطنين وخلق وعي بيئي لديهم بأهمية صون وحماية التنوع الحيوي بمنطقتهم. وأوضح أنه من خلال الدراسة تبين أن المنطقة مؤهلة لأن تكون محمية طبيعية نظراً لوجود تهديد على الموارد الطبيعية وخاصة النمر العربي الذي يحتاج إلى حماية واحتوائها على كائنات حية معرضة للانقراض وأنواع عديدة من الطيور المهاجرة والمستوطنة وعدة أنواع أخرى من أشكال التنوع الحيوي، بالإضافة إلى توفر المقومات السياحية البيئية فيها وسهولة الوصول إليها وقناعة السكان المحليين بفكرة إنشاء المحميات. وأشار إلى أن الدارسة أكدت على أهمية البدء في حماية النمر العربي من خلال عدد من التوصيات، أهمها: العمل على استصدار قرار من السلطة المحلية بالمحافظة بخصوص ذلك ومن ثم استصدار قرار بإعلان المنطقة منتزه طبيعي على المستوى الوطني كونها استوفت المعايير المطلوبة. وأضاف: إنه من ضمن التوصيات- أيضا- إجراء مسح تفصيلي على جميع المكونات الطبيعية وتكليف الجهات المختصة في محافظة عمران للترويج السياحي للمنطقة وإنشاء جمعية طوعية في المنطقة بهدف مشاركة المجتمع المحلي في إدارة المحمية. ولفت إلى أنه كان قد تم خلال تنفيذ الدراسة رصد مدى انتشار غطاء نباتي من شجيرات حولية ونباتات عصارية تزداد كثافتها كلما اتجهنا من أعلى المنطقة إلى أسفلها منها الضبة والخدش والبشام والقصر والصلح .. الخ. فيما يتعلق بالثديات البرية بحسب مدير عام الموارد الطبيعة، والتي لم يتم مشاهدة بعضها أثناء عملية المسح ولكن تم التأكد من تواجدها من السكان المحليين ورؤية آثارها فهناك القطط البرية والقنفذ والثعلب الأحمر والضبع المخطط وغرير العسل والنمس وقرد البابون وغيرها. أما الطيور - والحديث ما يزال للمهندس أبو الفتوح - فقد تم رصد الحجل العربي والبومة المنقطة والباشق والغراب المروحي الذيل والسنونو والبلبل والحمامة الخضراء والحدأة والحبك الذهبي. وأكد أن منطقة وادعة تمتلك الشروط الأساسية لبقاء النمر العربي على قيد الحياة وتكاثره والمتمثلة بالجبال الصخرية ذات الانحدارات شديدة الوعورة التي تخللها الكهوف والوديان العميقة المناسبة لإيوائه ووفرة المياه والأشجار المتناثرة والمتنوعة التي تعتبر غذاء جيدا لفرائسه التي يتغذى عليها. وتابع: كما أنها تزخر بالعديد من المقومات السياحية بحكم تنوع مناخها وتضاريسها التي تشجع أي سائح على زيارتها لمشاهدة مناظرها الطبيعية الخلابة المتمثلة بالجبال الشاهقة والتكوينات الصخرية والحياة الفطرية المتعددة ومراقبة الحياة البرية والطيور والسير على الإقدام للتمتع بالهواء العليل حسب وصف المهندس عبدالله أبو الفتوح. ونوه بوجود عدد من المناطق باليمن تحتضن النمر العربي منها مديرية ملحان بالمحويت ووادي الضياني بالبيضاء وحوف بالمهرة، معتبرا أن أهم التهديدات التي يتعرض لها النمر هي الاصطياد الجائر وقتل أعداد منه خلال فترات زمنية سابقة، وكذا الممارسات الخاطئة من قبل البشر في استخدام الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها وتؤمن بقائه حيا مثل اصطياد فرائسه التي يتغذى عليها وتدمير النباتات الطبيعية من خلال التحطيب والرعي. وأكد أن نقص الدعم المادي يعتبر من أهم العوائق التي تحد من حماية النمر العربي الذي يعتبر أحد الرموز الوطنية لليمن، مشددا على أن مسؤولية حمايته تقع على عاتق الجميع ابتداء من المواطنين في مناطق تواجده وانتهاء بالسلطات المحلية والتنفيذية والجهات الرسمية المعنية.