إستبعدت مصادر في مفوضية الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان اليوم الجمعة أي اتجاه لتمديد فترة الاقتراع التي بدأت يوم الاحد الماضي ، في ظل النسب العالية التي تحققت وتجاوزت 60%، وهي النسبة الملزمة بحسب القانون لكي تعتمد نتيجة الاستفتاء . يأتي هذا وسط توقعات بأن تكتمل عمليات الاقتراع اليوم في العديد من مراكز استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، وبالأخص في الولاياتالجنوبية، وذلك قبل يوم واحد من انتهاء عمليات التصويت رسمياً غداً السبت. فقد بلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم خلال الايام الخمسة الماضية من بدء الاقتراع أكثر من مليوني ناخب بنسبة تراوحت بين 68 و70% وذلك من أصل حوالي 4 ملايين ناخب فى الجنوب، بالاضافة إلى 160 ألف ناخب فى الشمال و60 ألف ناخب فى دول المهجر الثماني وهي مصر وكينيا واغندا واثيوبيا وامريكا وكندا واستراليا وبريطانيا. في غضون ذلك يصل إلى جوبا اليوم البروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية استفتاء تقرير مصير جنوب السودان للوقوف على سير الاقتراع في الولاياتالجنوبية، علما ان عدد المراكز فى الشمال والجنوب يصل إلى 3 آلاف مركز يراقبها حوالي 9 آلاف مراقب محلي ودولي. إلى ذلك قال رئيس مكتب المفوضية في الجنوب شان ريج" أن التصويت يسير بصورة جيدة ومن دون اية عقبات". وأضاف ريج أنه سيتم إعلان النتيجة حسب الخطة المرسومة من قبل المفوضية وذلك فى الحادى والثلاثين من يناير الجارى بالجنوب وفى الخرطوم سيتم الإعلان عن النتيجة النهائية فى الرابع عشر من فبراير المقبل حال عدم وجود شكاوى وطعون، ولم يستبعد حدوث تسريبات عقب غلق باب الاقتراع. وفى ظل الوتيرة التى تمضى بها عملية الاقتراع، يتوقع ان ترتفع نسب التصويت إلى مستويات عالية اليوم وغدا، فى الوقت الذى قالت فيه المتحدثة الرسمية باسم مفوضية الاستفتاء الدكتورة سعاد ابراهيم عيسى في تصريح يوم أمس أن نسبة الاقبال على التصويت فى الجنوب بلغت 60 % فيما بلغت فى الشمال 41 % وفى دول المهجر 81%. وبحسب مسؤولين فى المفوضية بدأت بعض ولايات جنوب السودان العشر في التنسيق مع بعثة الأممالمتحدة لتدريب رؤساء المراكز على طريقة فرز الأصوات تمهيدا لرصد النتائج. وأكد زروق قويدر المتحدث الرسمي باسم البعثة الدولية في السودان في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أن البعثة معنية بتوفير كل أسباب تسهيل إجراء الاستفتاء من حيث المساعدات الفنية واللوجستية والتدريبية ومن حيث نقل معدات وصناديق الاقتراع من المناطق النائية الى المراكز الرئيسية. وفيما أعلن الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر الذى يشارك مركزه بعدد كبير من المراقبين فى عملية الاستفتاء، أن نسبة المشاركة فيه قانونية... داعيا المجتمع الدولى إلى إعفاء السودان من الديون بشماله وجنوبه وتحفيزهم بقروض جديدة. اكد المراقبون أن كارتر ليس وحده الذي نوه بتجربة الاستفتاء االسودانية التي اعتبرها الكثير من المراقبين الدوليين فريدة بالنسبة لما يجري فى إفريقيا عموما من توترات وانعدام للامن وتلاشي الثقة بين أطراف العملية الانتخابية. ونوه المراقبون الأوربيون والأفارقة في تصريحاتهم وتقاريرهم مجددا بسير عملية الاستفتاء و الاقتراع من حيث التنظيم والهدوء والسلاسة والأمان. وطالبوا كافة الأطراف باحترام النتائج والقبول بها والتحلي بالصبر من اجل ان ينتهي الاستفتاء كما بدأ بسلام وطمأنينة وهدوء. ويعد استفتاء تقرير مصير جنوب السودان نصا مهما بل وآخر ما يتعين تنفيذه بالنسبة لاتفاقية السلام الشامل التى أنهت أكثر من 20 عاما من الحرب بين الشمال والجنوب والتي تم توقيعها في منتجع نيفاشا بكينيا عام 2005. وسبق ان اكد الرئيس السوداني عمر البشير خلال زيارته الاخيرة لجوبا انه سيقبل بنتائج الاستفتاء إذا جاء نزيها وشفافا، وقال انه سيكون حزينا إذا انفصل الجنوب لكنه سيحتفل معه بالدولة الجديدة. وعلى العكس من ذلك يأمل السودانيون جميعهم ومعهم العالم، أن ينعكس الواقع الذى يفرضه الاستفتاء، وحدة كان أو انفصالا ، على الأرض سلاما مستداما على الاقليمين وأن تتعزز روابط الاخوة والشراكة التي جمعت بينهما على مدى العقود الماضية من عمر السودان الوطن الواحد. قنا