نظم منتدى الدهني للثقافة والفنون بالحديدة محاضرة ثقافية بعنوان (( العولمة .. التحديات والتصدي )) في إطار فعاليات دورته الثقافية الأولى يناير أبريل 2011( دورة المربّي الفاضل أحمد جابرعفيف ) . ألقى المحاضرة أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة الحديدة الدكتور سعد العتابيوعرّف فيها العولمة لغة بأنها تعميم الشيء إلى العالمية مع الخصوصية الطوعيةأو استمراراً لمفهوم المركزية أو العقل المركزي . موضحاً أنه ساعد على ذلك أحداث عدة منها انهيار المعسكر الشرقي وثورة الاتصالاتوانتشار الإعلام الفضائي واقتصاد السوق الحرة لاسيما بعد أن تم توقيع اتفاقيةالتجارة الحرة في منتصف التسعينيات . وأشار إلى أن العولمة أصبحت حقيقة ثابتة عندما أصبحت أمريكا مركز الكون وهوما يعني تفشي ثقافة السيطرة والاستلاب . وذكر الدكتور العتابي أن مظاهر العولمة تتمثل في سيطرة القطب الواحد وسيطرةالشركات عابرة القارات والسيطرة على وسائل الإعلام وثورة الاختراعات ومحاربةأي توجه علمي للدول النامية وكذا الاستلاب الثقافي والحضاري للشعوب الأخرىوانتشار الإباحية الجنسية وتشويه صورة الإسلام وتصويره كعدو للحضارة وظهورمنظمة التجارة الحرة كواجهة اقتصادية وزيادة سيطرة الأمريكية على الشعوب. وقال المحاضر إن من أهداف العولمة السعي إلى طمس هوية الشعوب والسيطرة علىالثقافة الأمريكية الغربية والسيطرة على عقول البشر وتشكيل بؤر مؤثرة بطريقةالحياة الأمريكية على غرار الفرانكفونية وإيجاد ثقافات بلا حدود وبلا خصوصيةوفرض ثقافة معينة على الشعوب بالإضافة إلى توجيه حرب على البشرية والخصوصيةالقومية . واستطرد قائلاً : " كما تهدف العولمة إلى بلورة أيديولجيا ثقافية عالميةهي أيديولوجيا الأمركة" . وتطرق إلى مظاهر العولمة الثقافية التي تعد الشبكة العنكبوتية " الإنترنت" أهمها وكذا البرامج الثقافية الموجهة لأبنائنا وبناتنا عبر وسائل الإعلاموالاتصالات .موضحاً عدداً من الجوانب لمواجهة هذا الخطر ومنها الجانب السياسي والاقتصاديوالتربوي والفكري وذلك عبر وسائل الإعلام والاتصال وتعزيز القيم والاهتمامبرعاية الطفولة والأمومة من خلال إعداد طفل قوي متسلح بالعلم والتعليم الجيدوالبرامج التي تحافظ على هويتنا .