أعلنت القيادة الفلسطينية أنها ستعيد النظر في عملية المفاوضات مع إسرائيل، بعد استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض الفيتو ضد مشروع يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية الليلة الماضية. واستنكر أمين سر اللجنة التنفيذية، ياسر عبد ربه الموقف الأمريكي في مجلس الأمن من خلال استخدام الفيتو لتعطيل مشروع قرار إدانة ورفض الاستيطان، مؤكدا أن هذا القرار يشكل ضربة لجهود عملية السلام في المنطقة، موضحا أن القيادة الفلسطينية ستواصل اجتماعاتها من اجل بلورة آليات التحرك المقبلة. وأشار إلى أن المسيرات الجماهيرية الداعمة للموقف الفلسطيني تمثل تعبيرا واضحا عن التفاف الجماهير خلف موقف القيادة الفلسطينية في خطواتها السياسية، معتبرا أن الموقف الأمريكي ودعمها للتحركات الشعبية من أجل الحرية والديمقراطية توقفت عند تعطيل إصدار قرار دولي بإدانة الاستيطان. وقال عبد ربه: سنتابع العمل في مجلس الأمن والجمعية العمومية والكفاح السلمي على الأرض، ولن يعرقل الفيتو الأمريكي النضال الوطني الفلسطيني من أجل حريته ونيل حقوقه الوطنية. إلى ذلك استغرب الناطق الرسمي باسم السلطة الوطنية الفلسطينية نبيل أبو ردينة من القرار الأمريكي باستخدام الفيتو، مؤكدا أن هذا القرار لا يخدم عملية السلام. واستخدمت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، للمرة الأولى أمس، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، لإحباط مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، متحدية إجماعاً دولياً على إدانة الاستيطان عبر عنه باقي أعضاء المجلس. فيما عبرت الأمانة العامة للجامعة العربية الليلة الماضية عن إدانتها الشديدة لقيام الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض 'الفيتو' ضد مشروع القرار العربي- الفلسطيني المدين للاستيطان الذي عرض على مجلس الأمن الدولي. بدوره قال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في تصريح نقلته وكالة "وفا" هذه خطوة أمريكية مستهجنة، وغير مبررة، وتصب في تشجيع المعتدي الإسرائيلي لانتهاك قرارات الشرعية الدولية، وقرارات الأممالمتحدة التي تعتبر الاستيطان والأعمال أحادية الجانب أمور غير مشروعة. وأضاف: استخدام الفيتو يظهر مدى الإجحاف الذي تمارسه الولاياتالمتحدة بحق القضية الفلسطينية، ويثبت بأن سياستها تقوم على أساس الكيل بمكيالين. وتساءل كيف تتحدث واشنطن عن بذل مساعي جادة لإحلال السلام وهي تدعم الاستيطان بهذا الشكل، مع أن استمرار يؤدي إلى تعذر تطبيق حل الدولتين. هذا وأيدت 14 دولة مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، فيما ردت الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض الفيتو لوقف القرار. ممثل فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور قال: عندما قررنا أن نأتي إلى مجلس حول استمرار حملة المستوطنات في القدس الشرقية والأراضي الفلسطينية جئنا بمسودة قرار معقول وهذا مثل تحرك جدي لوقف الاستيطان وإزالة هذه العقبة في وجه السلام. وقال: إن هدفنا هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق مبدأ الدولتين وفق مبادرة السلام وخارطة الطريق، وقال: لسوء الحظ مجلس الأمن أخفق في مسؤولياته لنشر السلام في الشرق الأوسط من خلال منع إدانة استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وأضاف: الرسالة التي أرسلت اليوم تشجع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وهذا يهدد إقامة حل الدولتين "، وقال: نحن مستمرون إلى دعوة مجلس الأمن إلى احترام التزاماته بخصوص فلسطين.