أثار استخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية لحق النقض الدولي (الفيتو) لتعطيل مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة انتقادات فلسطينية وعربية وأوربية واسعة اعتبرته تأييدا للاستيطان الإسرائيلي. فقد أكدت القيادة الفلسطينية أنها ستعيد النظر في عملية المفاوضات مع إسرائيل، بعد استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض (الفيتو). واستنكر أمين سر اللجنة التنفيذية، ياسر عبد ربه الموقف الأمريكي في مجلس الأمن من خلال استخدام الفيتو لتعطيل مشروع قرار إدانة ورفض الاستيطان، مؤكدا أن هذا القرار يشكل ضربة لجهود عملية السلام في المنطقة، موضحا أن القيادة الفلسطينية ستواصل اجتماعاتها من أجل بلورة آليات التحرك المقبلة. وأشار إلى أن المسيرات الجماهيرية الداعمة للموقف الفلسطيني تمثل تعبيرا واضحا عن التفاف الجماهير خلف موقف القيادة الفلسطينية في خطواتها السياسية، معتبرا أن الموقف الأمريكي ودعمها للتحركات الشعبية من اجل الحرية والديمقراطية توقفت عند تعطيل إصدار قرار دولي بإدانة الاستيطان. وقال عبد ربه "سنتابع العمل في مجلس الأمن والجمعية العمومية والكفاح السلمي على الأرض ولن يعرقل الفيتو الأمريكي النضال الوطني الفلسطيني من اجل حريته ونيل حقوقه الوطنية". إلى ذلك استغرب الناطق الرسمي باسم السلطة الوطنية الفلسطينية نبيل أبو ردينه من القرار الأمريكي باستخدام الفيتو، مؤكدا أن هذا القرار لا يخدم عملية السلام. واستخدمت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، للمرة الأولى أمس، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، لإحباط مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، متحدية إجماعاً دولياً على إدانة الاستيطان عبر عنه باقي أعضاء المجلس. واعتبر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات اليوم استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض (الفيتو) بأنه " أمر يثير الاستغراب ولا يمكن تبريره". وطالب عريقات بتقديم إثباتات عملية على معارضتها للاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة خاصة في مدينة القدس. ورأى" إن هذا (الفيتو) هو ضد القانون الدولي وضد قرارات الشرعية الدولية ولا يمكن تبريره بحال من الأحوال". واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن استخدام أميركا للفيتو هو دليل على انحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي. وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان في تصريح لوكالة أنباء /صفا/ الليلة الماضية "إن القرار الأمريكي هو صفعة أيضا للسلطة الفلسطينية التي راهنت على الأمريكيين". وشدد القيادي في حركة حماس على أنه لم يعد هناك أي مبرر للرئيس محمود عباس، لكي يستمر في مسيرة التسوية العبثية. على حد وصفه. وأضاف "على عباس أن يعود للرهان على شعبه". من جانبها عبرت الأمانة العامة للجامعة العربية الليلة الماضية عن إدانتها الشديدة لقيام الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض 'الفيتو' ضد مشروع القرار العربي- الفلسطيني المدين للاستيطان الذي عرض على مجلس الأمن الدولي. وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في تصريح نقلته وكالة "وفا" هذه خطوة أمريكية مستهجنة، وغير مبررة، وتصب في تشجيع المعتدي الإسرائيلي لانتهاك قرارات الشرعية الدولية، وقرارات الأممالمتحدة التي تعتبر الاستيطان والأعمال أحادية الجانب أمور غير مشروعة. وأضاف: استخدام الفيتو يظهر مدى الإجحاف الذي تمارسه الولاياتالمتحدة بحق القضية الفلسطينية، ويثبت بأن سياستها تقوم على أساس الكيل بمكيالين. وتساءل كيف تتحدث واشنطن عن بذل مساعي جادة لإحلال السلام وهي تدعم الاستيطان بهذا الشكل، مع أن استمرار يؤدي إلى تعذر تطبيق حل الدولتين. وأيدت 14 دولة مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية فيما ردت الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض الفيتو لوقف القرار. وقال ممثل فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور "عندما قررنا أن نأتي إلى مجلس حول استمرار حملة المستوطنات في القدس الشرقية والأراضي الفلسطينية جئنا بمسودة قرار معقول وهذا مثل تحرك جدي لوقف الاستيطان وإزالة هذه العقبة في وجه السلام". وأضاف: إن هدفنا هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق مبدأ الدولتين وفق مبادرة السلام وخارطة الطريق، وقال: لسوء الحظ مجلس الأمن أخفق في مسؤولياته لنشر السلام في الشرق الأوسط من خلال منع إدانة استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وتابع قائلا: الرسالة التي أرسلت أمس تشجع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وهذا يهدد إقامة حل الدولتين "، وقال" نحن مستمرون إلى دعوة مجلس الأمن إلى احترام التزاماته بخصوص فلسطين. بدورها أعربت وزير خارجية الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون اليوم السبت عن آسفها لعدم "التوصل إلى إجماع" في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي. واعتبرت كاترين أشتون في بيان لها اليوم أن هذا الإجراء سيعرقل محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وقالت اشتون دون أن تشير صراحة إلي الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن " أشعر بالآسف إزاء عدم التوصل إلى إجماع حول قرار بشأن المستوطنات ". وأضافت: إن المستوطنات غير شرعية وفق القانون الدولي، وتعد بمثابة عائق أمام إحلال السلام وتمثل تهديدا لحل الدولتين. وجاء في بيان اشتون " يتعين تحول كافة الجهود ، أكثر من أي وقت مضى باتجاه التوصل إلي حل سلمي يحفظ لإسرائيل الأمن ويحقق للفلسطينيين حقهم في إقامة دولة ، وسوف أكون علي اتصال مع كافة أطراف المباحثات ". في الاتجاه نفسه آسفت وزير الخارجية الفرنسية ميشال آليو-ماري "لعدم التوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي"، مشيرة إلى "وحدة موقف الأعضاء الأوربيين في المجلس حول هذه المسالة الذي يعتبر الاستيطان غير شرعي بنظر القانون الدولي وأنه يجب وقفه". وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد استخدمت حق النقض (الفيتو) الليلة الماضية؛ الأمر الذي أدى لعدم تمكن مجلس الأمن من اعتماد مشروع قرار عربي يدين استمرار أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.