شكرت إسرائيل الجمعة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ودعت الفلسطينيين إلى الاستئناف الفوري للمفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة، بعد الفيتو الأمريكي على مشروع قرار عربي في مجلس الأمن يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليل الجمعة السبت ان "إسرائيل تقدر كثيرا قرار الرئيس أوباما بفرض الفيتو على قرار مجلس الامن اليوم". ورأى نتنياهو أن "القرار الذي اتخذته الولاياتالمتحدة الجمعة يثبت أن الطريق الوحيد إلى السلام يمر عبر مفاوضات مباشرة وليس من خلال قرارات منظمات دولية". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية يغال بالمور أعلن في بيان سابق أن "المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين لطالما كانت ولا تزال السبيل الوحيد لتسوية النزاع بين الطرفين". واضاف إن "الطريق قصير بين رام الله والقدس، وكل ما يتعين على الفلسطينيين القيام به هو العودة الى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة". وجاء في البيان "هذا السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله دفع عملية السلام إلى الامام لصالح الطرفين ولخدمة قضية السلام والامن في المنطقة، وليس بالتوجه الى مجلس الامن". واستخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو الجمعة في مجلس الأمن ضد مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما قد ينعكس على صورتها في العالم العربي. وصوتت دول مجلس الأمن ال14 الأخرى لصالح مشروع القرار. ومن جانبها، أعلنت القيادة الفلسطينية مساء الجمعة أن الفيتو الأمرييكي ضد مشروع القرار العربي في مجلس الأمن لادانة الاستيطان "يشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان"، مشيرة إلى انها ستعيد النظر في عملية المفاوضات مع إسرائيل.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح لوكالة وفا الفلسطينية إن الموقف الأمريكي "لا يخدم عملية السلام بل يشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام".
واستغرب أبو ردينة استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار محذرا من أن "هذا الموقف سيزيد من تعقيد الأمور في منطقة الشرق الأوسط".
ومن جهته أعلن امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن القيادة الفلسطينية ستعيد تقييم عملية المفاوضات بمجملها اثر الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن.
وقال عبد ربه إن القرار الأمريكي "مؤسف للغاية ويمس مصداقية الولاياتالمتحدة لانها تعترض على قرار يؤكد على حرية الشعب الفلسطيني وحقوقه في الوقت الذي تعلن انها مع حرية شعوب المنطقة وضمان حقوقها".
وأكد "سنعيد تقييمنا لكل عملية المفاوضات بمجملها لان الموقف الأمريكي غير متوازن".
أما كبير المفاوضين الفلسطينيين المستقيل صائب عريقات فاعتبر أن الفيتو الأمريكي "ضد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية". وقال إن هذا القرار لا يمكن تبريره ونتمسك بحقنا بالتوجه إلى المؤسسات الدولية لان الاستيطان باطل وغير شرعي".
واضاف "يبدو أن الادارة الأمريكية لا ترى التحولات الهائلة في المنطقة من أجل الحرية والديمقراطية وعليهم أن يعرفوا أن القضية المركزية للشعوب العربية هي القضية الفلسطينية".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن قبيل التصويت في مجلس الامن في كلمة القاها في مقر السلطة في رام الله أن "الشعب يريد انهاء الاستيطان ويريد انهاء الاحتلال".
وقال مخاطبا متظاهرين تجمعوا في مقر الرئاسة "اننا لن نقبل بالاستيطان بأي شكل من الاشكال لانه منذ ان بدأ على ارضنا غير شرعي ومرفوض".
وخرج الاف الفلسطينيين ليل الجمعة في تظاهرات في شوارع رام الله قبل التصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار العربي.
ورحبت بالخطوة الأمريكية جماعات أمريكية مؤيدة لإسرائيل انتقدت بعضها سابقا إدارة الرئيس باراك أوباما بسبب ما تصفه بسجلها من التأييد الفاتر لإسرائيل.
ويقول دبلوماسيون بالاممالمتحدة إن السلطة الفلسطينية التي تحاول الدفاع عن نفسها في مواجهة منتقدين يتهمونها بالرضوخ للامريكيين والاسرائيليين خلال محادثات السلام حريصة على اثبات ان بوسعها الوقوف في وجه واشنطن.
وصوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون لصالح مشروع القرار. لكن الولاياتالمتحدة صوتت ضده وأسقطته.
وقالت سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة لاعضاء مجلس الامن "يجب الا يساء فهم (استخدام حق النقض) على انه يعني اننا نؤيد النشاط الاستيطاني". واضافت إن وجهة النظر الأمريكية هي أن المستوطنات الإسرائيلية تفتقد إلى الشرعية.
ولكنها قالت إن مسودة القرار "تخاطر بتشديد موقف كل من الجانبين" واكدت الموقف الأمريكي بشأن ضرورة حل قضية المستوطنات والقضايا الاخرى المثيرة للجدل خلال مفاوضات سلام مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وادان السفير البريطاني مارك ليال جرانت الذي كان يتحدث باسم بريطانيا وفرنسا والمانيا المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية قائلا"انها غير شرعية بموجب القانون الدولي".
واضاف إن أكبر ثلاث دول بالاتحاد الاوروبي تأمل بانضمام دولة فلسطينية مستقلة إلى الاممالمتحدة كعضو جديد بحلول سبتمبر ايلول 2011.
وقال رياض منصور المراقب الفلسطيني الدائم بالاممالمتحدة ان الفيتو الامريكي قد يرسل الاشارة الخطأ لاسرائيل. واضاف "نخشى.. ان تكون الرسالة التي ارسلت اليوم ربما تكون رسالة تشجع بشكل اكبر على التعنت الاسرائيلي وافلاتها من العقاب."
وامتنع منصور عن التعليق على تقارير لوسائل اعلام قالت ان اوباما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مضاعفات اذا لم يسحب الفلسطينيون مشروع القرار.
واتخذ قرار احالة هذه المسألة لمجلس الامن الدولي بالاجماع خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح عقد في رام الله الجمعة لبحث الدعوة التي وجهها أوباما لعباس.
واصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها بيانا قال إن الفيتو الأمريكي يقوض القانون الدولي ويشير إلى نفاق الادارة الأمريكية.