انطلقت في منتجع سانيا بجزيرة هاينان جنوبي الصين اليوم الخميس اعمال القمة الثالثة لدول مجموعة (بريكس) للاقتصادات الصاعدة التي تضم الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب افريقيا. وتسعى دول مجموعة (بريكس) الخمس الى الاضطلاع بدور اكبر في المؤسسات المالية الدولية. وتأتي القمة الثالثة لدول بريكس في وقت تحاول فيه دول مجموعة العشرين الاقتصادية في العالم إعادة تشكيل اجزاء من الهيكل المالي العالمي. ودعت مجموعة الدول الخمس خلال قمتها في الصين الى تفادي استخدام القوة في ليبيا وفي دول الشرق الاوسط الاخرى، كما دعت الى اصلاح الاممالمتحدة في العمق. وحرصت القوى الناشئة الخمس المعروفة بمجموعة (بريكس) والتي تمثل 40% من سكان العالم و18% من اجمالي الناتج الداخلي العالمي على اظهار وحدة صفها بشان المسائل الدولية الكبرى واثبات وزنها المتزايد في العالم. وفي ما يتعلق بالوضع في الشرق الاوسط وليبيا وساحل العاج، اكدت الدول الخمس في اعلان (سانيا) انها تلتقي "على المبدا الداعي الى وجوب تفادي استخدام القوة" . واعربت المجموعة عن قلقها الكبير ازاء الاضطرابات في الشرق الاوسط وشمال وغرب افريقيا. وتطرقت الدول الخمس الى مسالة اصلاح الاممالمتحدة، حيث دعت الى "اصلاح في العمق" ولا سيما في مجلس الامن "لجعله اكثر فاعلية وتمثيلا" ولكن من دون الخوض في التفاصيل اذ لا تدعم الصين طلب البرازيل والهند بشغل معقد دائم في المجلس. وعلى الصعيد الاقتصادي، اعربت الدول الخمس وجميعها من اعضاء مجموعة العشرين، عن قلقها حيال هشاشة الانتعاش الاقتصادي الحالي. وجاء في البيان "نلاحظ ان الاقتصاد العالمي يتعافى شيئا فشيئا من الازمة المالية، لكنه يواجه غموضا"، داعما الجهود الرامية الى اصلاح النظام النقدي العالمي. كما دعت المجموعة الى "التنبه اكثر للمخاطر التي تواجهها الاقتصادات الناشئة حاليا نتيجة التدفق الكثيف للرساميل عبر الحدود". وتتدفق "الرساميل الى الدول الناشئة حيث مردود الاستثمارات اعلى منه في الدول المتطورة التي تفرض معدلات فائدة متدنية جدا، ما يؤدي الى ضغوط تضخمية وارتفاع سعر العملة في الدول التي تعتمد سعر صرف عائما مثل البرازيل". وسعيا لخفض اعتمادها على الدولار، وقعت دول المجموعة اتفاق تعاون مالي يقضي بفتح خطوط اعتماد بعملاتها الوطنية، وفق ما جاء في بيان صادر عن بنك التنمية الروسي فنيشيكونومبنك. ومسالة سعر صرف اليوان المتدني الذي ينتقده شركاء الصين التجاريون... معتبرين انه ادنى من القيمة الفعلية للعملة الصينية، غير مدرج في اعلان سانيا. وابدت دول مجموعة بريكس مخاوفها من انعكاسات التقلب في اسعار المواد الاولية على الانتعاش الاقتصادي العالمي. وجاء في مسودة الاعلان ان "التقلب الكبير في اسعار المواد الاولية وخصوصا المواد الغذائية والطاقة يطرح مخاطر جديدة على استمرار انتعاش الاقتصاد العالمي". وبعد شهر على بدء الازمة النووية في محطة فوكوشيما دايشي اليابانية، اعلنت الدول الخمس ان "الطاقة النووية تبقى عنصرا مهما في مستقبل مصادر الطاقة في مجموعة بركيس" مشددة على "التعاون الدولي لتطوير طاقة نووية امنة". واخيرا اكدت الدول الناشئة "دعمها الكامل لانضمام روسيا سريعا الى منظمة التجارة العالمية" بعد اطلاق مفاوضات انضمامها منذ العام 1993. سبأ وكالات