دفعت السلطات التونسية اليوم الأربعاء بتعزيزات أمنية وعسكرية إلى مدينة قفصة الواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوب غرب البلاد في محاولة لاحتواء أعمال العنف التي اندلعت الليلة الماضية بين مجموعة كبيرة من أهالي المنطقة استخدمت فيها الأسلحة البيضاء. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الحكومية عن مصدر أمني قوله إن مدينة قفصة تشهد حاليا "انتشارا أمنيا وعسكريا كثيفا بعد تجدد الصدامات العنيفة التي كانت اندلعت ليلة أمس بين مجموعات كبيرة من المواطنين". وذكرت مصادر محلية تونسية أن الصدامات اندلعت بين مجاميع من أهالي المدينة بعد مناوشات بالأيدي ، سرعان ما تطورت إلى القذف بالحجارة، واستخدام الهروات والأسلحة البيضاء، ما دفع قوات الأمن إلى التدخل باستخدام القنابل المسيلة للدموع لفضها. وأشارت المصادر إلى أن مجموعة من الأشخاص استغلت اليوم الحوادث، وحاولت إحراق مركز للأمن العام وسط المدينة بعد أن أضرمت النار بعدد من السيارات، غير أن قوات الأمن والحرس الوطني(الدرك) تصدت لها ومنعتها من الوصول إلى مركز الأمن المستهدف. وكانت الصدامات في قفصة تجددت إثر خلاف بين مجموعة محدودة من الأشخاص أدت إلى شلل مظاهر الحياة في بالمدينة وإغلاق المحال التجارية والأسواق وتوقف حركة النقل وسود حالة من الهلع بين السكات. وتأتي هذه الحوادث فيما تعيش عدة مناطق بغرب وجنوبتونس على وقع أعمال عنف وشغب على خلفية عشائرية، كان آخرها تلك التي شهدتها مدينة سبيطلة بمحافظة القصرين الواقعة على بعد 200 كيلومتر غرب العاصمة تونس. وكانت مدينة سبيطلة شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية صدامات عنيفة بين عشيرتي "السويدات" و"الهراهرة"، تم خلالها استخدام العصي والحجارة ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، إلى جانب حرق وتدمير بعض المنشآت العامة والخاصة. ودفعت تلك الصدامات الجيش التونسي إلى التدخل معززا بالدبابات والمروحيات، وأطلق الجنود العديد من الأعيرة النارية بالهواء لتفريق المتشابكين من الجانبين، إضافة الى فرض منع التجول بالمدينة من الساعة الثامنة ليلا، ولغاية الساعة الرابعة فجرا.