فشل وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين وبعد يومين من المداولات في بلدة (سوبوت ) في بولندا في التوصل إلى أرضية مشتركة بشان تعامل دولهم مع الخطة الفلسطينية المعلنة بالتوجه إلى الأممالمتحدة وطلب الاعتراف بدولة مستقلة لهم. وأوضح مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل أن الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون لم تتمكن من جر الدول الأوروبية إلى موقف مشترك و رغم تأكيدها علنا بأنه "يوجد موقف أوروبي صلب وان الصراع لا يمكن حله سوى عبر مفاوضات عربية إسرائيلية". وظهرت انقسامات أوروبية حادة حول مشروع إعلان الدولة الفلسطينية عندما أعلنت عدد من الدول بشكل رسمي أنها لن تعترف بالدولة الفلسطينية في إطار الأممالمتحدة في هذه المرحلة مما بات يجعل من الصعب الحصول على توافق أوروبي قبل نهاية الشهر الجاري. وأعلنت جمهورية التشيك وبلغاريا والمجر أنها لن تصوت لصالح الدولة الفلسطينية خلال الاجتماع الوزاري الأوروبي فيما شككت ألمانيا وايطاليا وهولندا من جهتها في التحرك الفلسطيني المعلن. وقالت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون أن الخلافات الأوروبية ليست جوهرية لانه لا يوجد تحرك رسمي فلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى الآن وان الاتحاد الأوروبي يؤيد قيام دولتين في الشرق الأوسط وعبر المفاوضات المباشرة ولكن موقف المسئولة الأوروبية يواجه انتقادات متصاعدة من قبل بعض الدول التي تأمل دورا أوروبيا أكثر فاعلية في تفعيل العملية السلمية في الشرق الأوسط. وقال وزير خارجية السويد كارل بيلدت للصحفيين ان على الاتحاد الأوروبي بلورة موقف موحد تجاه مسالة حيوية. فيما أكد وزير خارجية استونيا اورماس بات انه من الضروري تجنب مزيد من الانقسامات. ودعا وزير خارجية لكسمبورغ جان السنبورن الذي تؤيد بلاده بقوة اعتراف الاتحاد الأوروبي السريع بالدولة الفلسطينية انه يجب التوصل إلى اتفاق ضمني أوروبي بتجنب أية تصريحات مثيرة قبل انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة خلال ثلاث أسابيع من الان. وقال النسبورن "ان الاتحاد الأوروبي لا يمكنه ان لا يمنح أي شي للفلسطينيين وعليه الأخذ بالحسبان كرامة الشعب الفلسطيني قبل كل شئ". أما بولندا التي تتولى الرئاسة الدورية الأوروبية فإنها تعمل حسب الدبلوماسيين على جمع الأصوات الأوروبية. وأكد وزير خارجيتها ان وارسو ستدعم أي موقف واقعي يمكن ان يحظى بتوافق داخل الأممالمتحدة . ويقول الدبلوماسيون ان ألمانيا تمسكت بالصمت التام خلال الاجتماعات الوزارية الأوروبية وان وزير خارجيتها غويدو فيسترفيلة الذي يواجه متاعب متنامية داخل بلاده بسبب إدارته للازمة الليبية أمتنع عن توضيح موقفه من الدولة الفلسطينية وانه ربما سيجبر على الاستقالة. ويضيف الدبلوماسيون الأوروبيون في بروكسل أن إحدى المعضلات التي تواجه المواقف الأوروبية حاليا هو عدم وضوح الرؤية الفلسطينية في التحرك نحو الأممالمتحدة واذا ما سيتجهون لمجلس الأمن للمطالبة بالعضوية التامة، الأمر الذي سيثير معارضة أمريكية وظهور تصدع بين واشنطنوبروكسل ام أنهم سيكتفون بوضعية تشبه مكانة دولة الفاتيكان.. كما ان بعض الدول الأوروبية تريد الوقف على حيثيات اية تنازلات أمنية للجانب الفلسطيني. سبأ + وكالات