حذر تقرير داخلي أوربي من خطورة تكثيف الاحتلال الإسرائيلي لأنشطة الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة ومن المخاطر المترتبة جراء هذا الأمر على حل الدولتين وعملية السلام في الشرق الأوسط. ودعا التقرير الأوربي الصادر فى بروكسل اليوم الخميس إلى ضرورة وقف أنشطة الاستيطان الإسرائيلية لما تمثله من مخاطر مباشرة على العملية السلمية في المنطقة. وقال التقرير الداخلي الأوربي الذي نشرت وسائل الإعلام الأوربية مقتطفات منه إن على الاتحاد الأوربي أن يقر بحق الفلسطينيين الذين يعانون من سياسة عزل مبيتة من قبل الإسرائيليين أكثر من أي وقت مضى. وامتنع الاتحاد الأوربي عن التعليق رسميا على محتوى هذا التقرير الذي يضاف إلى سلسلة من التقارير الدورية التي دأب الدبلوماسيون الأوربيون المعتمدون في القدسالمحتلة على إصدارها والتي تحذر في غالبها من سياسة إسرائيل الاستيطانية الهادفة إلى فرض الأمر الواقع على المجتمع الدولي. وبين التقرير الأوربي الجديد إن إسرائيل كثفت من عمليات الاستيطان في ما يعرف بالمنطقة ( ج ) التي بنيت فيها مجمل المستوطنات اليهودية في الضفة الغريبة والتي تسببت عمليا بعزل تام للفلسطينيين وفي استحالة تمتعهم بامتداد ترابي وبمنطقة تخوٌلهم إقامة دولة قابلة للعيش. وأوضح التقرير أن المنطقة المشار إليها والتي تكثف إسرائيل من عمليات الاستيطان داخلها هي تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بشكل شبه تام وتمثل المنطقة الأكثر خصوبة والغنية بالموارد الطبيعية في الضفة الغربية. وأشار التقرير إلى أنه وفي حالة استمرار إسرائيل في نفس وتيرة الاستيطان فان آفاق إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 سيكون هدفا صعب التحقيق وبعيد المنال. وأفاد التقرير الأوربي إن عدد المستوطنين الإسرائيليين في المنطقة الإدارية الثالثة المعروفة بالمنطقة ( ج ) وفق اتفاقيات أوسلو لعام 1993 يفوق 310 آلاف مستوطن في حين انخفض عدد الفلسطينيين إلى ما دون المئة وخمسين ألف شخص. وقال التقرير إن نافذة حل الدولتين آخذة في الانغلاق بسرعة مع التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية والقيود المفروضة على وصول الفلسطينيين إلى المنطقة ( ج ) والتي تكمن فيها الموارد الطبيعية وتمثٌل الأراضي الحيوية للنمو في المستقبل على الصعيد الديموغرافي والاقتصادي لدولة فلسطينية قابلة للحياة. ودعا التقرير الاتحاد الأوربي إلى أن يكون أكثر حزما في التعبير عن معارضته لما يتعرض له الفلسطينيون من أعمال التشريد والطرد والتهجير الداخلي. وطالب التقرير كذلك الاتحاد الأوربي بدعوة إسرائيل إلى ضرورة وقف بناء المستوطنات ووضع حد لهدم المباني الفلسطينية القائمة لتمهيد الطريق لبناء منازل جديدة للمستوطنين, وحث الاتحاد الأوربي على دعم بناء المدارس والعيادات والبنية التحتية العامة الحيوية مثل إمدادات المياه لحفز توطين الفلسطينيين. وعلى صلة بالتطورات الميدانية شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية اليوم حملة مداهمات وتفتيش واعتقالات في العديد من محافظات الضفة العربية بحجة بحثها عن مطلوبين. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت اليوم ستة عشر فلسطينيا من الضفة الغربية بعد حملة تفتيش ودهم لمنازلهم في محافظات نابلس ورام الله والأغوار , وقامت بنقل المعتقلين إثر ذلك إلى معتقل / الشباك / الإسرائيلي. وفى سياق متصل هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم الخميس، منشآت ومساكن زراعية في منطقة الاغوار شرق الضفة الغربية. وقال شهود عيان من سكان المضارب في منطقة الحمرا، ان اليات عسكرية حاصرت احد المضارب وشرعت بعملية هدم طالت اربعة "بركسات" ومسكن لاحدى العائلات. وقال الشهود ان الجرافات العسكرية دمرت كامل ممتلكات المنزل وبركسات كانت تحوي المواشي. واكد الشهود ان قوات الاحتلال حضرت الى المنطقة بشكل مفاجىء وشرعت بعملية الهدم وهي المرة الثانية التي تقوم بها بهدم ممتلكات صاحب المنزل . وفي منطقة فروش بيت دجن هدمت قوات الاحتلال مساكن لمزراعين قرب حاجز الحمرا، وهي المنطقة التي هدمت فيها قوات الاحتلال خلال السنوات الماضية عددا من المنازل وابار المياه والبرك الزراعية. سياسيا قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة اسماعيل هنية اليوم ان المصالحة الوطنية الفلسطينية تواجه ضغوطات خارجية وتدخلات اسرائيلية تعطلها.. مشيرا الى بطء تنفيذها على أرض الواقع. وأضاف هنية في كلمة خلال جلسة عقدها المجلس التشريعي الفلسطينيةبغزة لاستعراض تفاصيل جولته الخارجية التي شملت مصر والسودان وتركيا وتونس ان المصالحة ليست نصوصا وتواقيعا وانما نفوس وايمان بالشراكة السياسية.. داعيا الجميع لازالة العقبات أمام تنفيذ المصالحة. وقال ان المصالحة خيار وطني انعقد عليه اجماع القوى ولا رجعة عنها.. مشددا على ضرورة حماية المصالحة. واستعرض هنية نتائج جولته الخارجية التي استمرت نحو اسبوعين.. مشيرا الى ان هناك قرارا مصريا سيجري تنفيذه من شأنه تقليص الممنوعين من السفر عبر معبر رفح البري.. موضحا انه اخذ وعودا بتحسين سير العمل على معبر رفح البري. واضاف هنيه انه وجد في الدول التي زارها استعدادا عاليا من أجل فلسطين والعمل لكسر الحصار بالمطلق عن غزة والحكومة ومد يد العون والمساندة على كل الصعد.