أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء السفير ميكيليه سيرفونه دورسو على أهمية تكاتف كافة الجهود الرسمية والحزبية والشعبية في اليمن لإنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجرى بعد غد الثلاثاء باعتبارها محطة هامة في عملية التحول في اليمن فضلا عن كونها ستجسد التبادل السلمي للسلطة, وتمكن اليمنيين من التغلب على التحديات الراهنة والانطلاق نحو ترجمة طموحاتهم وغاياتهم في بناء الدولة المدنية الحديثة وتعزيز الاستقرار وتسريع وتائر البناء والتنمية. وقال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ):"لقد اظهر اليمنيون الشجاعة والعزم والالتزام في المضي قدما والبدء بالانتقال السياسي والعدالة الاجتماعية خلال العام المنصرم, وقد فتحت هذه الروح الثورية الباب للعملية الانتقالية والانتقال السلمي للسلطة من خلال الانتخابات حيث كان المجتمع الدولي موحدا في الحديث بصوت واحد دعماً لعملية الانتقال السياسي في اليمن والطموحات المشروعة للشعب اليمني". وأضاف :"لقد قدم الشعب اليمني الكثير من التضحيات السنة الماضية, حيث فقد المئات من المواطنين أرواحهم وجرح المئات وعانت الفئات الأضعف في المجتمع من زيادة أسعار السلع الأساسية وانعدام الكهرباء والمياه و وانتشار المواجهات المسلحة ونقاط التفتيش في المدن اليمنية, وكانت اليمن على حافة صراع خطير". وأستطرد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء قائلا :" ومنذ التوقيع على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر الماضي بدأت اليمن صفحة جديدة.. وعلى الرغم من وجود تحديات كبيرة لاسيما في الجانب الأمني وفي تقديم الخدمات الاجتماعية وشمولية العملية لجميع الأطراف فقد حدثت تغيرات ملحوظة وبشكل متزايد في ظل ظروف استثنائية بفضل جهود نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني واللجنة الأمنية والعسكرية". وتابع :" إن الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير ستمكن نائب الرئيس وحكومة الوفاق الوطني من العمل معاً والتواصل مع جميع القوى السياسية وتمهد الطريق لعملية الحوار الوطني والاستجابة للتطلعات الكبيرة للشعب اليمني, وكذا بذل جهود خاصة للتواصل مع الإطراف غير الموقعة على المبادرة الخليجية وإشراكها في العملية السياسية الشاملة". وأردف :"وبالطبع هذه العملية ستستغرق الكثير من الوقت في حين يواجه اليمن تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة, لكن الانتخابات الرئاسية المبكرة تعد الخطوة الأولى نحو دولة مدنية تحترم حقوق جميع اليمنيين". وأوضح السفير دورسو أن المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة تتكون من مرحلتين.. مبينا أن المرحلة الأولى منها سمحت ببناء المؤسسات الانتقالية وتحسين الجانب الأمني والإعداد والتحضير للانتخابات الرئاسية المبكرة والتي ستجرى في 21 فبراير الجاري . وأشار إلى انه بإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة ستنقضي المرحلة الأولى وتنتقل اليمن إلى المرحلة الانتقالية الثانية ومدتها سنتان وخلالها سيسمح لجميع فئات المجتمع اليمني في المشاركة في عميلة الحوار الوطني والإصلاحات الدستورية لبناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية. وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي:" إن المشاركة الواسعة لليمنيين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات يمثل علامة فارقة في عملية التحول في اليمن.. فالتصويت في هذه الانتخابات يعد تصويت من اجل فتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن – صفحة تعد بالتغيير الذي لطالما انتظره اليمنيون". وأضاف:" ولهذا تعد الانتخابات فرصة ذهبية لجميع القوى السياسية اليمنية لتترك ورائها المماحكات السياسية والعمل بنية مخلصة وإقرار التزامها بالعمل من اجل مستقبل أفضل". ومضى قائلا:" وعلى الرغم من طوول ووعورة الطريق إلا أن اليمنيين قد أثبتوا قدرتهم على التوافق والعمل سوية لبناء دولة جديدة". وجدد السفير دورسو في ختام تصريحه التزام الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالعمل مع حكومة الوفاق الوطني لضمان المشاركة الواسعة في الانتخابات وعقد وحوار وطني ذو مصداقية يشمل جميع اليمنيين في إطار مبادئ التسامح والتعايش.