جدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس وعوده باتخاذ اجراءات صارمة لمواجهة الهجرة والامن سعيا منه لكسب ود عدد من الناخبين المنتمين لليمين المتطرف والحد من التقدم الذي حققه منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند بفارق ضئيل. وتفوق هولاند المنتمي الى يسار الوسط على ساركوزي في الجولة الاولى من الانتخابات التي اجريت يوم الاحد وتنافس فيها عشرة مرشحين بعد حصوله على 28.6 في المئة مقابل 27.1 في المئة لساركوزي. في حين حصلت مارين لوبان زعيمة الجبهة القومية على 18 في المئة من الاصوات وهي أكبر نتيجة يحصل عليها مرشح من اليمين المتطرف. وقال ساركوزي في بيان "أعود اليوم الى الحملة الانتخابية... سأواصل التمسك بقيمنا والتزاماتنا واحترام حدودنا والحيلولة دون خروج المصانع من البلاد والسيطرة على الهجرة وأمن أسرنا." وبعد خمس سنوات من قيادة خامس أكبر اقتصاد في العالم فمن الممكن أن يكون مصيره مشابه لعشرة زعماء اخرين في منطقة اليورو الذين أطيح بهم من مناصبهم منذ بداية الازمة في أواخر عام 2009 . وتعهد هولاند (57 عاما) الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على ما بين 53 و56 في المئة من الاصوات في جولة الاعادة بتغيير اتجاه اوروبا في حالة انتخابه والعمل على احياء الاقتصاد من خلال تحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية. ووسط اقبال قوي على الانتخابات بلغ 80.2 في المئة أدلى اكثر من ثلث الناخبين بأصواتهم لمرشحين من خارج التيار السياسي الرئيسي مما ينبئ باحتمال اعادة تشكيل التوازن السياسي في فرنسا خلال الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي . ودعا ساركوزي هولاند الى خوض ثلاث مناظرات تلفزيونية خلال الاسبوعين المقبلين بدلا من مناظرة واحدة كما هو معتاد. لكن مسؤولين اشتراكيين قالوا ان هولاند الذي ليست له تجارب وزارية كما أنه أقل مهارة أمام شاشات التلفزيون من ساركوزي أوضح أنه لن يقبل سوى خوض مناظرة واحدة فقط في وقت الذروة في الثاني من مايو المقبل. وتظهر استطلاعات للرأي أجرتها ثلاث مؤسسات امس الاحد أن ما بين 48 و60 في المئة من ناخبي لوبان يعتزمون تأييد ساركوزي في جولة الاعادة. وفي حالة فوز هولاند لينضم الى مجموعة صغيرة من الحكومات اليسارية في اوروبا فانه يعد باعادة التفاوض حول معاهدة اوروبية لتنظيم الميزانية وقعها ساركوزي.