أكد الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني اليوم الثلاثاء أهمية مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الآسيوي المنعقد حاليا في الكويت باعتباره يؤسس لمرحلة جديدة في علاقات الدول الآسيوية ويمثل نقلة مهمة لتطوير التعاون بين دول القارة. وقال الزياني في كلمة له أمام المؤتمر الذي بدأ أعماله في الكويت " إن هذا اللقاء يؤسس لمرحلة جديدة في علاقات دول القارة الآسيوية، ويضع لبنة مباركة في صرح علاقات أخوية راسخة جمعت شعوب هذه القارة عبر العصور على طريق الخير والبناء والتقدم" . وأعرب الزياني عن تطلع مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة آسيوية واعدة , ونهضة مباركة نحو المستقبل المنشود الذي يحقق آمال شعوب القارة في مزيد من التقدم والتطور والازدهار ، مشيدًا بمستوى التعاون والشراكة القائمة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية من جهة ، ودول ومنظمات آسيوية ، حيث يرتبط المجلس بحوارات إستراتيجية ومفاوضات تجارية مع العديد من دول القارة الآسيوية ، مبينًا أن حوار التعاون الآسيوي يضيف بعداً مهماً للعلاقات المتعددة الأوجه التي تربط مجلس التعاون بالدول الآسيوية. وأضاف : "إن القارة الآسيوية بتنوع حضاراتها وثقافاتها، وتعدد مصادر الطاقة والتنمية فيها، وبقدراتها البشرية المتميزة تمثل نموذجاً لتكامل اقتصادي وشراكة إستراتيجية ، وهي قادرة على أن تكون قوة فاعلة في المجتمع الدولي مؤثرة في توجهاته وطموحاته وآماله إن هي أدركت مكامن القوة المتوفرة لديها ومصادر التطور والتقدم والرقي التي تمتلكها". وأوضح الزياني أنه على الصعيد الاقتصادي فإن القارة الآسيوية تزخر بعدد كبير من المصادر الاقتصادية التي تمهد لإطار تعاون اقتصادي ناجح ومؤثر ، مشيرًا إلى أن أبرز هذه المصادر الموارد البشرية التي تنعم بها القارة ، بالإضافة إلى تنوع الموارد الطبيعية التي تحتويها القارة وتمثل قاعدة واسعة لدعم العديد من الصناعات ، وفرصة لاستحداث أنشطة اقتصادية وتجارية متعددة ، إضافة إلى كونها مصدراً رئيساً لطاقة العالم أجمع. وبين أن القمة التي تجمع قادة 32 دولة تعد خطوة مهمة و إطارًا مناسبًا لاجتماع دول القارة للتداول بشأن التحديات التنموية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية والبيئية المشتركة. وأشار إلى أن هناك تطلعات عالمية نحو قارة آسيا تنتظر منها أن تقوم بدورها في مواجهة تلك التحديات ، موضحًا أن دول القارة تواجه تحديات اقتصادية وتنموية ترتبط بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على القاعدة الإنتاجية والاستثمارية في دول العالم كافة ، ولم تكن القارة الآسيوية بمنأى عن آثارها. وقال الأمين العام لمجلس التعاون : " إن هذه المزايا الاقتصادية والتحديات المشتركة ، تشكل بدورها مجالاً خصبًا للتعاون بين دول القارة في قضايا مشتركة متعددة منها ما يتعلق بأزمة الغذاء والطاقة ، ومكافحة الأمراض المعدية و الأوبئة ، والجاهزية لحالات الطوارئ والكوارث ، ومنها ما يتعلق بتطوير وتهيئة رأس المال البشري الذي يشكل عصب التنمية المستدامة وغايتها. مؤكدًا أن هذا الأمر يفتح الأبواب على فرص التعاون في قضايا التعليم، والتدريب، والتقنية، وتبادل الخبرات والمعلومات، بما يساعد على بلوغ أهداف الألفية للأمم المتحدة للتنمية البشرية".