أعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع اليوم الثلاثاء، عن استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية (64 عاما)، في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قراقع حمل سلطات الاحتلال مسؤولية استشهاد الأسير أبو حمدية، سيما وأنه عانى الكثير من المرض في سجون الاحتلال أمام مرأى إدارات السجون والسجانين.. مطالبا بتشكيل لجنة دولية عاجلة للتحقيق في ظروف استشهاد أبو حمدية وتعرضه لإهمال طبي متعمد منذ سنوات. ودعا قراقع إلى إضراب شامل وحداد يوم غدٍ الأربعاء، استنكارا لهذه الجريمة. وأبو حمدية استشهد في تمام الساعة الثامنة صباحا في قسم العناية المكثفة في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي في السبع.. وهو يحمل رتبة لواء، واعتقل مرات عدة لدى السلطات الإسرائيلية، كان آخرها عام 2002 إذ حكم عليه بالسجن المؤبد. وقد حذرت الوزارة في الآونة الأخيرة من خطورة الحالة الصحية للأسير أبو حمدية، والمصاب بالسرطان في الحنجرة. ووفقا لإفادات محاميه، فإن أبو حمدية فقد الوعي عدة مرات وسقط أرضا وأصيب بجروح، ولم يستطع الكلام بسبب تفشي مرض السرطان في الغدد والحنجرة. وخلال الشهرين الأخيرين ومنذ اكتشاف السرطان لديه طرأ تدهور متسارع وكبير على وضعه الصحي، ما هدد حياته، وأصبح مؤخرا بين الحياة والموت، حيث عانى من انتفاخ في الغدد الليمفاوية، وهبوط حاد في الوزن، وعدم القدرة على النطق وأوجاع في كافة أنحاء الجسد، خصوصا الأضلاع والعضلات وعدم استطاعته النوم ليلا ونهارا من شدة الألم. وباستشهاد الأسير ابو حمدية يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 207 شهداء، وكان بتاريخ 23 من شهر فبراير الماضي استشهد الأسير عرفات جرادات من بلدة سعير شمال الخليل عن عمر ناهز 30 عاما في سجون الاحتلال أثناء التحقيق معه بعد اعتقاله باسبوع. وحملت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة "هذا ما حذرنا منه منذ وقت طويل، حيث أن استمرار اعتقال الأسرى والإهمال الطبي يؤديان لتداعيات خطيرة، محذرا من استمرار مسلسل القتل البطيئ للأسرى". ودعا أبو ردينة إلى إطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية. على ذات الصعيد قال عيسى قراقع، إن اشتباكات وصدامات عنيفة تحدث حاليا بين الأسرى وإدارة السجون الإسرائيلية، عقب استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية من الخليل. وأضاف قراقع إن الوضع متوتر جدا داخل المعتقلات، وبدأ الأسرى بالتكبير والضرب على الأبواب احتجاجا على استشهاد الأسير أبو حمدية نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجن "إيشل"، مشيرا إلى أن الأسرى سيخوضون إضرابا عن الطعام اعتبارا من يوم غد في كافة السجون.