قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الخميس إن بلاده لن تفرط في قدراتها النووية العسكرية في ظل تنامي التهديدات النووية من إيران وكوريا الشمالية. ونقلت صحيفة "دايلي تلغراف" عن كاميرون قوله "من غير المعقول أن تصبح بريطانيا غير قادرة على الدفاع عن نفسها في وقت يسعى النظام العدواني في كوريا الشمالية إلى تطوير صواريخ باليستية يمكن أن تمثل تهديدا حقيقياً على أوروبا". وأشار كاميرون إلى أن تصاعد التهديدات الكورية يبين مدى الحاجة الى الحفاظ على اسلحة الردع النووية موضحا أن "العالم قد تغير بالفعل مقارنة بالحقبة السوفياتية غير أن التهديدات النووية لم تنته أبدا". وأضاف قائلا: إن التهديدات النووية أصبحت في واقع الامر أكثر خطورة بالنظر الى عدم اليقين وصعوبة التنبؤ بها وما يمكن أن ينجم عنها.. مؤكدا أن إيران ما تزال تتحدى المجتمع الدولي ازاء برنامجها النووي في حين أن كوريا الشمالية يمكن ان تكون شرعت في بناء ترسانتها النووية. وحذر كاميرون من أن كوريا الشمالية أجرت مؤخرا ثالث تجربة نووية لها وهو ما يعني احتمال امتلاكها مواد انشطارية كافية لإنتاج 12 رأسا نووية. ولفت إلى أن كوريا الشمالية سبق وأن كشفت العام الماضي عن صواريخ باليستية يمكن ان تصل الى أية نقطة داخل الولاياتالمتحدةالامريكية.. موضحا أن ذلك يعني أن التهديد سيشمل كافة الدول الاوروبية بما فيها بريطانيا. وعاد رئيس الوزراء البريطاني ليؤكد أن الاحتفاظ بقوة الردع النووية ستبقى الوسيلة الوحيدة القادرة على إبلاغ الاعداء بأن أي هجوم على بريطانيا أو حلفائها سيكون له عواقب مدمرة عليهم اكثر مما كانوا يطمحون الى تحقيقه. وجاء تعليق كاميرون ردا على الدعوات السياسية المتزايدة وخاصة من شركائه في الائتلاف الحكومي من الديمقراطيين الاحرار بضرورة تقليص الترسانة النووية بسبب التكاليف العالية التي لا يمكن تغطيتها في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة ووصول ديون الدولة الى مستويات قياسية لم تشهدها البلاد من قبل. وعلق ردا على رئيس الحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم في اسكتلندا اليكس سالموند الذي سبق أن أكد أنه في حال استقلال اسكتلندا عن بريطانيا فإنه لن يسمح ببقاء الاسلحة النووية في بلاده. يذكر أن بريطانيا تحتفظ بمعظم غواصاتها النووية في عدد من القواعد البحرية في اسكتلندا أكبرها تقع بالقرب من مدينة غلاسكو.