قالت هيئة الانتخابات الفنزويلية ان نيكولاس مادورو مرشح الحزب الحاكم فاز في انتخابات الرئاسة التي جرت امس الاحد بحصوله على 51 في المئة من الاصوات مما يسمح له بالمضي قدما في السياسات الاشتراكية للزعيم الراحل هوجو تشافيز. واضافت ان هنريك كابريليس منافس مادور وحاكم ولاية ميراندا حصل على 49 في المئة من الاصوات بفارق اصوات جاء اقل من المتوقع. وطعن كابريليس في النتيجة، وطالب باعادة فرز الأصوات. وقال كابريليس "إن شرعية مادورو الآن أقل مما كانت عليه في السابق". وأضاف في مؤتمر صحفي مخاطبا مادورو "الخاسر اليوم هو انت"، وأصر على انه لن يعترف بالنتيجة ما لم تتم اعادة فرز كل الأصوات. وكان كابريليس حصل على 44 في المئة من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي نافس فيها تشافيز في عام 2012. من جانبه قال مادورو لتجمع من مؤيديه في كاراكاس إنه حقق فوزا "عادلا وقانونيا ودستوريا"، الا ان النسبة التي فاز بها تقل بكثير عن تلك التي حققها تشافيز في الانتخابات الاخيرة في اكتوبر الماضي. يذكر أن نحو 18 مليون شخص شاركوا في الانتخابات الرئاسية. ونشرت السلطات نحو 150 ألف عنصر من قوات النظام للإشراف على مراكز التصويت في سائر أرجاء فنزويلا التي أغلقت حدودها منذ الأسبوع الماضي خوفا من "مخططات لزعزعة الاستقرار مدبرة من الخارج" بحسب السلطات. وفي وقت لاحق أطلق مؤيدو مادورو الالعاب النارية في سماء كاراكاس احتفالا بفوز مرشحهم، بينما قام انصار كابريليس بالطرق على الاواني تعبيرا عن غضبهم وخيبة أملهم. وأشرف على سير الانتخابات المئات من المراقبين من دول ومنظمات مختلفة. وجرى التصويت الكترونيا، إذ تقوم آلة بالتأكد من هوية الناخب عن طريق طبعة اصبعه، ثم تتعرف آلة ثانية على رقم بطاقة هويته وتسجل صوته بصورة سرية. وتنافس في هذه الانتخابات سبعة مرشحين أبرزهم الرئيس بالنيابة نيكولاس مادورو الذي كان شافيز رشحه لخلافته، وزعيم ائتلاف الوحدة الديمقراطي المعارض إنيركي كابريليس الذي سبق أن خسر أمام شافيز بانتخابات أكتوبر الماضي. ومادورو 50 عاما الذي كان سائق حافلات سابقا يتباهى في كل تجمع حاشد بجذوره التي تعود إلى الطبقة العاملة، وقد تعهد بتعزيز اشتراكية شافيز في حالة فوزه. وحض مادورو مناصريه على تحقيق آخر رغبات "القائد" و "متابعة إرثه" في وجه من وصفهم بالبرجوازيين والفاشيين. وارتقى مادورو بسرعة إلى أعلى المراتب في النظام ليصبح وزيرا للخارجية اعتبارا من 2006، ثم نائبا للرئيس عام 2012 قبل أن يتولى الرئاسة بالوكالة. وقدم نفسه أثناء الحملة الانتخابية على أنه "الضامن الوحيد" للبرامج الاجتماعية الممولة من الثروة النفطية للبلاد التي تملك احتياطي الخام من بين الأكبر في العالم. ويشار إلى ان الانتخابات التي تمت مراقبتها عن كثب، هي الثانية خلال أقل من ستة أشهر، التي يدلي فيها الفنزويليون بأصواتهم لانتخابات رئاسية، بعد انتخابات اكتوبر الفائت التي فاز بها شافيز، وحددت السلطات موعداً جديداً للانتخابات بعد وفاته في الخامس من مارس الماضي. ومن المقرر ان يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية في التاسع عشر من ابريل وتستمر فترة ولايته الى يناير 2019 وذلك لانهاء فترة السنوات الست التي فاز بها تشافيز.