طالبت كوريا الشمالية من الحكومة الكورية الجنوبية بتقديم اعتذار عن جميع الأفعال المعادية لها بالإشارة إلى التظاهرات المستهدفة لبيونغ يانغ بتنظيم بعض المنظمات المدنية المحافظة حسبما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية فجر اليوم . وصرحت القيادة العسكرية الأعلى في كوريا الشمالية فيما سمته ب " إنذار أخير " موجه للحكومة الكورية الجنوبية في هذا اليوم، قالت فيه " إذا كان قادة السلطة الدمية يرغبون في إجراء الحوار والتفاوض بجدية، عليهم تقديم اعتذار عن جميع الأعمال العدائية ضد جمهوريتنا وإظهار نيتهم أمام شعبنا في إيقافها بصورة كاملة " . وقالت كوريا الشمالية في الإنذار " إنه على الرغم من تواصل حدة التوتر ، إلا أننا نحتفل جميعنا بيوم الشمس(عيد ميلاد المؤسس كيم إيل سونغ، كأكبر الأعياد الشعبية، غير أن جماعة الفتوة في الجنوب تقوم في وضح النهار، بتظاهرات ضد جمهوريتنا، وأقدمت على حرق صور زعمائنا وهم عزة كرامتنا " . يشار إلى أن منظمات محافظة كورية جنوبية نظمت عرضا تمثيليا لحرق أشكال ملصق عليها صور كيم جونغ أون وغيره من قادة كوريا الشمالية وذلك يوم أمس في ساحة كوانغهوامون وسط العاصمة. وهددت بيونغ يانغ ببدء أعمال انتقامية بدون إنذار مسبق انتقاما مما يحدث في وسط سول، مضيفة بأنها ستنفذ أعمال عسكرية لإثبات كيفية الحفاظ على كرامة الدولة السامية. من جهتها أعربت سول عن "اسفها" للانذار الذي وجهته اليها كوريا الشمالية وهددت فيه بمهاجمة كوريا الجنوبية من دون تحذير اذا تواصلت التظاهرات المناهضة لبيونغ يانغ في الجنوب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين-سيوك للصحافيين اليوم, "من المؤسف ان يغضب الشمال من معلومات نشرت في الصحف" ويستخدمها ذريعة من اجل اطلاق تهديدات ضدنا. سنتخذ اجراءات انتقامية عنيفة وصارمة اذا حصلت استفزازات منظمة ايا تكن اسبابها. فيما راى وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا ان بلاده لن تتأثر ب"الإنذار الأخير" الصادر عن كوريا الشمالية وما جاء فيه من لهجة استفزازية جديدة. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "NHK" تعليق كيشيدا أمام الصحافيين اليوم, على إصدار الشمال ما أسماه ب"الإنذار الأخير" والتحذير من رد انتقامي في أي وقت، فقال ان هذه تصريحات "مؤسفة جداً"، ولكنها لن تؤثر على موقف بلاده وعزيمتها. وأكد ان الحكومة اليابانية تتخذ كل الإجراءات اللازمة للاستعداد لكل ما هو غير متوقع. وقال وزير الخارجية الياباني, ان اليابان ستمضي في جهودها للعمل مع الدول الأخرى على توجيه رسالة قوية لبيونغ يانغ بأن لا جدوى من الكلمات والتصرفات العدائية. وكانت القيادة العليا للجيش الكوري الشمالي حذرت في بيان نشرته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية, سول من ان "ردنا سيبدأ من دون أي تحذير اعتبارا من اليوم ما دامت هذه الافعال الاجرامية التي تمس كرامة القيادة العليا لكوريا الشمالية مستمرة في سول". من جانبها قالت الرئيسة الكورية الجنوبيةبارك كون هيه امس إن سول ستقدم المساعدات وستسعى للتعاون مع كوريا الشمالية إذا ما اختارت الأخيرة الخيار الصحيح بعد تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وزادت المخاطر الجيوسياسية بعد تحركات كورية شمالية لاطلاق صاروخ متوسط المدى ردا على عقوبات الأممالمتحدة الجديدة التي فرضتها على كوريا الشمالية بعد قيام الاخيرة بتجربة نووية ثالثة في فبراير الماضي. وقالت الرئيسة بارك على كوريا الشمالية المضي قدما من أجل الازدهار المشترك"..مضيفة إن حكومتها ستسعى لتحقيق التنمية المشتركة مع الشمال عن طريق التعاون إذا ما اختارت كوريا الشمالية الخيار الصحيح. وتأتي تصريحاتها هذه بالرغم من رفض كوريا الشمالية لمقترحها لاجراء الحوار واصفة المقترح بأنه " خدعة خبيثة". وقالت الرئيسة بارك يوم الخميس الماضي بأنها تنوي الحوار مع كوريا الشمالية ومواصلة تقديم المساعدات الانسانية لصالح كوريا الشمالية. كما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أثناء زيارته إلى سيئول يوم الجمعة بأن حكومته على استعداد لاجراء حوار مع كوريا الشمالية شريطة التخلي عن طموحاتها النووية.( على الصعيد ذاته توقعت السلطة العسكرية الكورية الجنوبية استمرار وضع صدور تصريحات من كوريا الشمالية حول إمكانية إطلاقها صاروخا، دون أن تطلقه. وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية "كيم مين سوك" امس إن كوريا الشمالية تدلي تكرارا بتصريحات تشير إلى أنها قد تطلق صاروخا عقب يوم 10 من أبريل، مضيفا أنه مرت 5 أيام من الموعد المتوقع لإطلاق الصاروخ ومن الممكن أن تؤجل بيونغ يانغ إطلاق الصاروخ على خلفية أسباب مختلفة. وتتخذ الحكومة والجيش الكوري الجنوبي إجراءات مختلفة استعدادا لإمكانية إطلاق كوريا الشمالية صواريخ موسودان ورودونغ وسكود في آن واحد في الفترة من يوم 10 إلى يوم 15 من هذا الشهر. وذكر "كيم" بشأن إمكانية إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ في عيد الشمس(عيد ميلاد "كيم ايل سونغ") أن كوريا الشمالية لم تطلق صاروخا أبدا بمناسبة عيد الشمس في الماضي. وقال إنه لا يستطيع أحد أن يصل إلى استنتاج متسرع حول عدم قيام بيونغ يانغ بإطلاق الصاروخ في عيد الشمس، مؤكدا على أن الجيش الكوري الجنوبي يعتقد بأن كوريا الشمالية قد تقوم باستفزازات في أي وقت ولهذا تراقب عن كثب تطورات الجيش الكوري الشمالي بما فيها عمليات الاستعدادات لإطلاق الصاروخ وغيرها. وأضاف أنه إذا تم حقن الصاروخ بالوقود قبل يوم 10 من هذا الشهر، فمن الممكن أن تطلق كوريا الشمالية الصاروخ في أي وقت في حال اتخاذ القرار السياسي، ويكون الجيش الكوري الجنوبي مستعدا لمواجهة هذه الحالات. ومن المعروف أنه لا توجد تحركات خاصة لمركبات إطلاق الصاروخ المتنقلة(TEL) التي تم رصدها في محافظة وون سان بإقليم كانغ وون والمناطق في إقليم هام كيونغ الجنوبي في كوريا الشمالية، منذ يوم 11 أبريل.