لازال التوتر يتصاعد في شبه الجزيرة الكورية بعد أن أعلن الجيش الكوري الجنوبي اليوم بأن كوريا الشمالية قد تجري عملية إطلاق صواريخ متعددة ومتنوعة ، حيث تم رصد منصات متحركة لإطلاق الصواريخ على طول الساحل الشرقي . وأكدت السلطات العسكرية في كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية قد أنهت عملية حقن الصاروخ موسودان متوسط المدى والذي تم وضعه وتهيئته للإطلاق في الساحل الشرقي . ويتوقع الجيش الكوري الجنوبي أن تبدأ عملية الإطلاق الصاروخي الكوري الشمالي في وقت مبكر من صباح اليوم أو في وقت متأخر من الليل . وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين سوك خلال مؤتمر صحفي دوري اليوم إن هناك خيارا باستخدام نظام صواريخ باتريوت ، مشيرا إلى أن نظام "بي إيه سي-2" قادر على اعتراض أي صاروخ كوري شمالي يقع في مداه . ويذكر أن بطاريات الصواريخ الكورية الجنوبية تستطيع إصابة أي صواريخ أو طائرات معادية تقع في نطاق ارتفاع يبلغ 30 كيلومترا ، لكن هذا النظام لا يغطي كل الأراضي الكورية الجنوبية . وشدد المتحدث على أن الجيش مستعد تماما لمواجهة الصواريخ الكورية الشمالية التي تهدد الأراضي الكورية الجنوبية . كما أشار إلى توقعات بأن تطلق بيونغ يانغ صواريخها يوم الاثنين القادم ، لكنه قال إن عدد الصواريخ والموعد الدقيق للإطلاق غير مؤكد . وهددت كوريا الشمالية بتوجيه ضربات "انتقامية" ضد اليابان، مشيرة بشكل خاص إلى المنشآت النووية اليابانية. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية /يونهاب/ اليوم ان صحيفة "رودونغ" التابعة لحزب "العمال" الحاكم في كوريا الشمالية نشرت مقالة تحليلية تلمح للتفجير النووي في كل من هيروشيما وناغاساكي في أربعينات القرن الماضي. وقالت كوريا الشمالية في المقالة تحت عنوان "المؤامرة ضد كوريا لن تحدث إلا انهياراً"، بأن اليابان تسرع وتيرة استعداداتها لحرب جديدة ضد الشمال، مشددة على ان "جميع الأراضي اليابانية لن تتمكن من تجنب ضرباتنا الانتقامية في حرب حديثة تركز على إصابة على المديين المتوسط والطويل" . وهددت قائلة "هناك العديد من القواعد العسكرية النووية الأميركية ومنشآت الطاقة النووية، واليابان لن تتمكن من تجنب تعرضها لكارثة نووية جسيمة لا تقارن بما تعرضت له في أربعينيات القرن الماضي". ومضت بالقول إنه "في الحرب الماضية ضد كوريا الشمالية، لم نكن مجهزين بالقدرات على الهجوم الانتقامي على القواعد اليابانية الغازية، غير ان جيشنا الشعبي الآن مجهز بالقدرة بما فيها الكفاية لضرب اليابان والقواعد الأميركية الغازية في آسيا والمحيط الهادئ أيضاً". وقد أعلن وزير الدفاع الياباني اتسونوري اونوديرا ان بلاده في "حالة استنفار لاعتراض صاروخ كوري شمالي اذا اقتضى الامر ذلك". وفي حديث للصحافيين قال اونوديرا "نحن بحالة استنفار منذ ان نشرنا وحداتنا العسكرية وسنبقى مستعدين وحذرين". وكانت اليابان قد نشرت صواريخ "باتريوت" في قلب عاصمتها استعدادا للدفاع عن سكان طوكيو الكبرى البالغ عددهم 30 مليونا من اي هجوم كوري شمالي محتمل. وكذلك كرر رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي القول ان "حكومته تتخذ كل الاجراءات الممكنة لحماية ارواح اليابانيين وضمان امنهم". يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي أرسل وزير الدفاع الأمريكي تشوك هاغيل تحذيرا قويا إلى كوريا الشمالية ، على خلفية استعدادها لإطلاق صاروخ بالستي متوسط المدى. و قال في مؤتمر صحافي امس إن كوريا الشمالية قريبة جدا من الخط الأحمر ، مؤكدا أن سلوك بيونغ يانغ لا يساعد على تخفيف التوتر الحالي. من جانبه قال الجنرال مارتين ديمبسي قائد القوات المشتركة الأمريكية إن بلاده تتوقع أسوأ السيناريوهات وتستعد استعدادا مكثفا للدفاع عن حلفائها. الى ذلك كشف أحد المصادر أن اجتماعا سريا عُقد بين مسؤولين رسميين من الجانب الأمريكي مع آخرين من كوريا الشمالية وذلك قبل أيام من احتدام المواقف والتصعيدات المتتالية. وبين المصدر أن الاجتماع تم بين مبعوث أمريكا للجنة المكونة من ست دول المعنية بملف نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، كليفورد هارت وبين نائب سفير كوريا الشمالية في أمريكا هان سونغ ريول، منتصف شهر مارس الماضي. وحث هارت ممثل كوريا الشمالية إلى عدم اتخاذ بلاده أية إجراءات استفزازية، الدعوة للرجوع إلى الدبلوماسية، حيث تعهد ريول بنقل هذه الرسالة إلى بيونغ يانغ. وبين المصدر أن هذا الاجتماع يأتي ضمن ما يعرف ب، "قناة نيويورك،" وهي عملية تقوم على تبادل الرسال بين واشنطن وبيونغ يانغ في ظل غياب العلاقات الطبيعية. وأشار المصدر إلى أن هذا الاجتماع يعتبر روتينيا بين الدولتين ضمن قنوات التواصل والاجتماعات الخلفية بين الدول.