عقدت بصنعاء اليوم الندوة ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ لخامسة بشأن " ﺃﻣﻦ وﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ – ﻭﺍﻗﻊ الانتهاكات ﻭﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ "، التي تنظمها إدارة الحريات وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة ونقابة الصحفيين اليمنيين، وﺑﺎﻟﺘﻌﺎون مع أﺭبع ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ. تناقش الندوة بمشاركة ما يقارب – 120-- ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺸﻄﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ، ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ اﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ , اضافة الى ﻣﻤﺜﻠي ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ وﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ العربية - اوراق عمل حول حماية حرية الصحافة وسلامة الصحافيين .. مسؤولية من ؟، ودور الحكومات والمؤسسات الاعلامية في حماية الصحفيين، وحرية الصحافة وسلامة الصحفيين في دول الربيع العربي ، وظاهرة الإفلات من العقاب وعدم انصاف الضحايا، وشهادات حية ضحايا في انتظار الانصاف. وفي افتتاح الندوة أشار مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية محبوب على إلى أن حرية الصحافة هي البوابة الرئيسية للحريات العامة في أي مجتمع من المجتمعات، داعيا الصحفيين والإعلاميين الى التمسك بالأخلاق والمعايير الصحفية التي ترتقي بالأداء الصحفي والرسالة الصحفية. وقال مستشار رئيس الجمهورية " أنتم تعكفون على تجربة غير مسبوقة للانتقال السياسي في اليمن بشكل سلمي لصياغة نظام سياسي جديد، ولا أبالغ أن قلت ان ثورة الربيع العربي باليمن تفردت بتقديم فارقا هائلا في ارساء نظاما جديدا جنب اليمن الويلات والدمار". ونوه بأن ثورة الربيع العربي في اليمن تفردت بامتياز عن سواها بأحداثها تغيراً هائلا في النظام السياسي التقليدي والمتوارث يمنيا وعربياً على مدى أجيال متعاقبة وعقود زمنية طويلة حفلت بالصراعات والانقلابات التي أذاقت الشعوب الويلات والعذابات والمعاناة. وأكد مستشار رئيس الجمهورية اهمية ضبط إيقاع الأداء المهني للصحافيين بانتهاج الشفافية والعلانية والالتزام بالمصداقية والنأي بالصحافة عن أتون الصراعات والخلافات وبؤر الولاءات والاستقطابات الحزبية منها. وقال : والثابت أنه ليس فقط بالمظلة القانونية الدولية وبخطة الأممالمتحدة لحماية الصحافة والصحافيين ولا بجهود الحكومات الوطنية والمؤسسات الإعلامية يمكن تحقيق ضمان أمن وسلامة الصحافيين دون تضافر جهود كل المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالحقوق والحريات ودون التقليل أو الاستهانة في وضع معايير مهنية تعتمد على معادلة متوازنة ومتوازية بين الحرية المسؤولية. ولفت إلى أن الحرية المنشودة لا تقتصر على أصحاب مهنه الصحافة وحدهم دون سواهم بل وتشمل كافة فئات وأفراد المجتمع باعتبارهم أصحاب المصلحة العليا في الحريات العامة وفي ممارسة الديمقراطية التي تكفل للجميع المساواة وتضمن العدالة الاجتماعية والشراكة في القرار والخيار وليس الاستئثار. من جانبه اعتبر وزير الاعلام على العمراني انعقاد هذه الندوة بصنعاء اعتراف بدور الصحفيين والإعلاميين اليمنيين ونشاطهم خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أن حرية الكلمة هي الاساس المتين التي يبني عليها الانسان حياته ومستقبله وان غياب الحرية يضاعف من معاناته ومشاكله اليومية. وأشار إلى أن أبناء هذا البلد يؤمنون بشكل راسخ ان الحرية هي الأساس المتين والطريق القويم والبيئة الصالحة لتحقيق وبلوغ كلما يصبوا اليه الإنسان من خير ويتطلع اليه من تطور وتنمية. وأوضح بأن غياب الحرية في الحقب الماضية هو السبب الرئيسي في تراجع العرب الحضاري عن الموقع المتقدم الذي كانوا أحرزوه عن جدارة واحتلوه بكفاءة بضعة قرون وها هم اليوم يمكثون في موقع متأخر خلف الامم والشعوب التي ناضلت مبكرا من اجل الحرية. وطالب الجهات الرسمية والشعبية بذل كافة الجهود وتضافرها لتكون قيم الحرية وممارساتها طريقة حياة. وقال وزير الاعلام :"إن تجارب الشعوب التي نهضت وتنهض الآن كان في مقدمتها أصحاب الفكرة والكلمة ومنهم الاعلاميون ومن يكون هكذا في جبهات الامام فلا بد ان يتوقع ان عليه دفع ضريبة وتبعاتها". وأشار الى اهتمام الحكومة اليمنية بدور الاعلام والإعلاميين في التغيير الذي حدث ويحدث في المنطقة .. مشددا على ضرورة اتخاذ حكومات الربيع العربي ومنها الحكومة اليمنية كافة التدابير والإجراءات التي من شانها توفير أكبر قدر ممكن من الحماية والرعاية والسلامة. بدوره شدد نقيب الصحفيين ياسين المسعودي على ضرورة أمن وسلامة الصحفيين الذين يعملون في ظروف صعبة ومعقدة في اطار العملية السياسية التي تشهدها اليمن اليوم. وأشار المسعودي الى ان نقابة الصحفيين تعمل على ثلاث محاور تتعلق بعمل الصحفي ومستقبله وهي الحقوق والحريات التي نسعى الى توسيعها , والدورات التدريبية التي نحاول من خلالها رفع وتطوير مهارات وقدرات الصحفيين , والمحور الثالث المتعلق بالخدمات البسيطة التي نقدمها للصحفيين في سبيل التخفيف من معاناتهم واحتياجاتهم. من ناحيته قال الممثل المقيم بالإنابة للأمم المتحدة لدى اليمن محمد حسن "ان انعقاد هذه الندوة بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحافة , هو اعتراف حقيقي بالدور الذي يقدمه الصحفيين , وخصوصا الصحفيين العرب الذين يقدمون جهودا كبيرة من اجل نقل وإيصال الخبر والمعلومة الى الرأي العام . وطالب الحكومات والمجتمعات بتوفير الامن والحماية لجميع الصحفيين وتوسيع مساحة عملهم وتذليل كافة التحديات والصعوبات التي تعترض طريقهم. إلى ذلك اشار حسن المجمر من ادارة الحريات العامة وحقوق الانسان بشبكة الجزيرة الى اهمية انعقاد هذه الندوة بصنعاء كونها تأتي في ظل التحولات السياسية التي احدثتها ثورة التغيير الشبابية السلمية , وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحافة. وقد تلى حفل الافتتاح توزيع مجموعة من الدروع التكريمية لعدد من القيادات الصحفية والاعلامية، وعقب ذلك بدأت الجلسات الرسمية لأعمال الندوة.